هل تفضّلون الجبل أم البحر؟ تقول دراسة علمية إنّ الجواب يكشف شخصيتكم

فكّروا في وجهة إجازاتكم السابقة. هل أمضيتم الإجازة مع مناشف للبحر ومظلّات كبيرة وكريمات لاكتساب سمرة جميلة؟ أم حملتم معكم كتباً وأحذية مناسبة وأكياساً للنوم تحسّباً لليالي الجبال الباردة؟ هل تفضّلون الجبل أم البحر؟

تشير بعض الدراسات إلى أنّ وجهتنا في الإجازات تتشابه مع سمات في شخصيتنا وتمثّل سعادتنا. وتعكس بعض أوجه الحياة على الشاطئ وفي الجبال جزءاً من شخصيتنا.
إذن، أجيبوا عن هذا السؤال: هل تفضّلون الأشجار أم تفضّلون اللهو بين الأمواج؟ بمعنى آخر، ما الذي تفضّلونه: الجبل أم البحر؟

أنواع الشخصيّة

تشير الدراسات إلى أنّ الأشخاص الأكثر انطواءً يميلون إلى تفضيل الجبال والأشجار. أما أولئك الذين يتمتعون بشخصيّة منفتحة فيميلون أكثر إلى الاستمتاع بالنواحي الاجتماعية والمساحات التفاعلية التي تقدّمها الحياة على البحر.

الجبل أم البحر
unsplash

وتُسمى دراسة أنواع الشخصيّات بحسب وجهات محددة “تكيّف شخصي-بيئي” أو “تكيّف بين الشخص والبيئة”. إنّ الربط بين أنواع الشخصيّة وأماكن محددة تحددها سمات الشخصيّة. فالانطوائيون يفضّلون الأماكن المعزولة حيث التفاعل مع الآخرين محدود أيّ الأماكن الهادئة فيما يحب المنفتحون الشاطئ والبحر أكثر إذ يتواجدون بين الناس، ويحاطون بالحركة والنشاطات والتفاعلات. إذا تم تبديل الأدوار فسيشعر كلا الطرفين بالانزعاج في بيئتين غير منشودتين. ليس لعوامل أخرى مثل السن والجنس والعرق أيّ أهمية.

الشاطئ أم الجبل

لهاتين الوجهتين خصائص مشابهة للشخص المعني بهما. فالجبال على سبيل المثال أماكن معزولة وهادئة حيث يمكن للمرء أن يميل إلى التفكير، وهي تسهل البحث عن العزلة أو عن الأفكار العميقة. أما حياة البحر والشاطئ فتعزز الضجيج، الانتباه، المتعة والتفاعل. إنّ البحر مكان للتفاعل الاجتماعي حيث يحلو للناس أن يخرجوا وأن يتعلّموا التعارف في ما بينهم. تبدو الجبال الخيار المناسب لأولئك الذين يرغبون في ان يقوموا برحلة وحدهم فيما يشكّل البحر الخيار الأفضل للعطلة إذا كنتم مع الأصدقاء أو إن كنتم تبحثون عن إقامة علاقات اجتماعية جديدة. وهناك أيضاً ناحية أخرى هي السبب الذي سيجعلكم تفضّلون إحدى الوجهتين، بدلاً من أن يكون الاختيار وفقاً لشخصيتكم وحسب.

unsplash
ما الذي يأتي أولاً: الطباع أم الوجهة؟

إذن، هل يبحث الانطوائي عن الوحدة أم أنّ الجبل يجذب الانطوائي؟ وهل يحتاج المنفتح أن يراه الآخرون باستمرار أم أنّ الشاطئ يجذب المنفتحين ليجعلوا منه المكان المسلي الذي هو عليه؟
الأمر المثير للاهتمام هو أنّ دراسات أخرى تناولت ما إذا كانت بعض الأماكن قادرة أم لا جغرافياً على أن تغذي أو تفاقم أنواع الشخصيات.

وجدت إحدى الدراسات أنّ المساحات المفتوحة تشجّع سلوك الأشخاص المنفتحين

تم اجراء دراسات تهدف لمحاولة ايجاد ذروات لدى أنواع الشخصيات. وبعد مراقبة الأشخاص في المناطق المفتوحة مقارنة مع الأشخاص في المناطق الهادئة، تبيّن أنّ المنفتحين يسجلون مستويات عالية من السعادة في المساحات المفتوحة وأنّ الانطوائيين يسجلون مستويات عالية من السعادة في الأماكن الأكثر هدوءاً حيث يمكنهم أن ينعزلوا، حتى وإن حصل تغييرات محدودة في مستويات الانفتاح والانطواء.
في نهاية المطاف، ما اكتشفوه هو أنّ الأماكن التي نختار التواجد فيها يمكن أن تمنحنا المزيد من السلام والسعادة.

التعليقات مغلقة.