كيف جعلتني صدمة أعلق في عمر 15 سنة طيلة حياتي ؟
كنت عالقة عاطفياً في سن الخامسة عشرة وذلك بسبب صدمة
صدمني معالجي النفسي حين قال لي إن مستوى تطوّر مشاعري وانفعالاتي أشبه بمستوى مشاعر شابة في الخامسة عشرة من عمرها. لقد حققت الكثير في حياتي. ومن الغريب أن أدرك أنّ وضعي العاطفي متدنٍ إلى هذا الحدّ. لكن السبب العميق لهذا هو أنني عشت صدمة بعد عمر 15 سنة.
خلال فترة الملاحظة، قال لي المعالج إنه تم تشخيص إصابتي باضطراب ما بعد الصدمة (او اضطراب الكرب التالي للصدمة) وإنّ هذه الحالة ظهرت على إثر أربعة أحداث مختلفة. وتفاجأ المعالج أيضاً حين تبيّن له أني عانيت هذا القدر من الأحداث الصادمة الفريدة.
اضطررت أولاً لأن أواجه التجارب الصادمة التي عشتها وأنا في عمر 15 سنة.
كانت فكرة فظيعة وصدمة عظيمة بالنسبة إليّ حين اكتشفت أنّ جزءاً من هويتي توقّف في مرحلة زمنيّة معيّنة.
يمكن لشخص تم تشخيص اصابته باضطراب ما بعد الصدمة أن يعيش حياة طبيعية تماماً، لكنه سيعاني دوماً من لحظات خلل واضطراب. يمكن لهذه اللحظات أن تعاوده نتيجة أمر بسيط مرتبط بحالة الصدمة أو موجود فيها. إذا رأيتم على التلفزيون شخصيّة كرتونية تنفذ مقلباً بصديق لها على سبيل المثال، فيمكن لهذا أن يسبب لكم صدمة.
هذه المنشّطات او المحفّزات للذكرى تعيدكم ذهنيّاً إلى مكان وزمان الصدمة. ويمكن حتى أن تشعروا بأنها تحصل الآن في هذه اللحظة بالذات، وأمام أعينكم هنا.
أن تعيشوا الصدمة مجدداً ليس بالشيء الايجابي
لكن هذه التداعيات أسوأ ويمكن أن تترك أثراً كبيراً على الصحة. عندما يُقدم شخص ما على تصرّف أو يقول كلاماً يثير شيئاً في داخلي، أتصرف كمراهقة في الخامسة عشرة من عمرها فأبكي، وأصرخ وأغضب.
يسبب لي هذا للأسف الكثير من المشاكل في حياتي المهنية.
فالكثيرون يعتبرون تصرّفي غير ناضج أو بعيد عن الاحترافية في التعامل. وما من جرح ظاهر كي أبيّن لهم ألمي. أنا أبذل قصارى جهدي كي أبقى بعيدة عن الأوضاع والمواقف التي من شأنها أن تثير ردود أفعال كهذه لديّ. وأشير إلى الأمور التي يمكن أن تجرحني على أمل أن يبعدها الناس عني في المستقبل. كما أطوّر باستمرار استراتيجيات جديدة كي أتمكّن من مواجهة مثل هذه الأوضاع.
لكن يستحيل أن أفلح في الهرب منها دائماً، على الرغم من الجهود التي أبذلها فالرموز التي تثير لديّ ردود أفعال تظهر أحياناً في حياتي أمامي. وهذه الرموز تختبئ أحياناً في أغنية تتناهى إلى مسمعي من بعيد.
إن التجارب الصادمة التي عشتها في الماضي تمنعني من أن أعيش حياة سعيدة ومتوازنة وكاملة تماماً، حتى وإن كان لديّ كل ما أحتاجه. وهذا الاضطراب ما بعد الصدمة يُعقّد الكثير من الأمور في عقلي واضطر احياناً إلى تجنّب الأماكن العامة حيث يتواجد الكثير من الناس.
إذن، ما من يوم يمرّ عليّ من دون أن أتذكّر الصدمات التي طبعت ماضيّ. وأعتقد أنّ قوة إلهيّة هي التي تساعدني على الصمود والاستمرار، وأنا بفضلها فقط أستطيع أن أبقي قدميّ ثابتتين على الأرض لا تتزعزعان.
قررت أن أكتب قصتي بهدف زيادة الوعي العام بشأن الأمراض النفسية والعقلية. وآمل فعلاً أن يساعد هذا الناس على فهم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعقليّة بشكل أفضل.
التعليقات مغلقة.