لماذا الشخصية الحنونة هي الشخصية الأقوى على الإطلاق ؟
الشخص الحنون/ الشخصية الحنونة أكثر قدرة على مواجهة صدمات الحياة
هل الأشخاص الذين يتمتعون بالحنان أكثر مرونة؟ هل هم أكثر قدرة على مواجهة صدمات الحياة؟ وهل أنت واحد منهم؟
هناك أشخاص يتميّزون بالقسوة وآخرون يتميّزون بالحنان في حياتهم. والحنان أقوى من التصلّب والصرامة. فهو يتمتع بتلك القدرة الكيميائية على خلط القوة مع الخفّة، والجمع بين الهشاشة والذكاء العاطفيّ. إنّ الشخص الحنون أكثر مرونة من غيره في مواجهة صدمات الحياة.
من هم الأشخاص الذين يتمتعون بالحنان؟ وهل أنت واحد منهم؟ وكيف يمكن لهم أن يكونوا أكثر مرونة من سواهم؟
الحنان حركة نابضة بالحياة
الحنان ميزة من ميزات المرونة. وهو أكثر قدرة على المقاومة من القسوة. إنه أشبه بتلك القصبة التي تنحني أمام عصف الرياح من دون أن تنفصل عن تربتها.
في حكايات إيسوب الخرافية، تتحدّث القصبة وشجرة الزيتون عن قدرتهما على المقاومة وعلى التحمّل. فتنتقد شجرة الزيتون القصبة وتصفها بالعاجزة، إلا أنّ شجرة الزيتون هي ما يتكسّر عند هبوب العاصفة بسبب شدة الرياح وقوتها فيما تبقى القصبة ثابتة في مكانها. مما لا شك فيه أنها اهتزّت وتحرّكت وتمايلت بعنف في كافة الاتجاهات لكن جذورها بقيت متشبثة بالأرض.
إذن، يجب أن نعرف كيف نتماشى مع الظروف ونفهم الحركة الحاصلة.
الحنان هو حليف المرونة. فهو يرافق الحركة ويمسح الدموع ويطفئ الغضب ويبلسم العذابات ويشفيها من دون أن يخفي الجرح تماماً.
الحنان يسكّن ويهدئ ويصل إلى الجروح ويرافق عملية التئامها عبر نفخ الحب الحيّ عليها. الحنان حركة انسانيّة ونابضة بالحياة وهي لا تجمد أبداً ولا تتوقّف أبداً. يسير الحنان نحو الأمام أحياناً وإلى الخلف أحياناً أخرى لكنه يستمر ولا يغادر الدرب أبداً. من هم هؤلاء الأشخاص الذين يتمتعون بالحنان والمرونة؟ وهل أنت واحد منهم؟
سلوك الشخص الحنون
كل شيء يعتمد على سلوكنا وعلى ذكائنا النفسي في مواجهة الحياة التي ستحدد سلوكنا الانسانيّ ومرونتنا. هذه المرونة التي تتمتع بالقدرة على مواجهة المواقف الصعبة وحالات النزاع.
ثمة من يتلقّى، وثمة من يحارب ويحارب، وثمة من يسعى إلى الانتقام، وثمة من يكره، وثمة من يختار أن يكون الضحيّة وثمة من يلجأ للتقوقّع داخل نفسه.
يأتي الحنان أولاً من قدرتنا على العودة إلى داخل ذاتنا لنحلل ما يضعنا في مواجهة صعوبات الحياة لا بل في مواجهة الصدمات الكبرى التي تلاحقنا على امتداد دربنا.
في الواقع، علينا أن نقوم بهذا التحليل الداخلي بدلاً من أن نجد الأجوبة في الخارج. والشخص الحنون قادر على إجراء هذا التأمّل الذاتي وسيجد سبب المشاكل. بالتالي يجب أن يقبل بالعودة إلى هشاشته الحميمة، وأن يتقبّل ما هو بغيض فيه.
الشخص الحنون مليء بالعتمة والنور لأنّ الحنان رحلة في الحواس. فهو يختلط مع العذوبة الأكثر روعة أحياناً وهو يواجه النور والظلّ ليتمكّن من منح ما يناسبه، في توازن يصعب أحياناً الحفاظ عليه.
التعليقات مغلقة.