من هي الشخصية الأكثر قدرة على تلقي صدمات الحياة؟ قد تكون أنت منهم!
يعيش الشخص الحنون مشاعره وانفعالاته بصدق. وهو يعرف كيف يستقبل الأوضاع الصعبة ( تلقي صدمات الحياة ) وكيف يحافظ فيها على هدوئه.
يتعايش هذا الشخص مع الصدمات بذكاء عاطفيّ. ولن ينهار في خضم الفوضى والصخب بل سيجد موجة من السكينة والصفاء عبر تركه ما ينبغي التخلّي عنه.
الحنان لا يعني أن نخفي الحقيقة والواقع بل إنه عنصر فاعل وواثق. يعيش الشخص الحنون حياته مهما كلّف الأمر، ويتخذ الخيارات التي تبعده أيضاً عن بعض الأشخاص غير المنفتحين على حركة الحياة.
إذن، الثقة هي ميزة أساسية في الشخص الحنون المرن.
والحنون هو شخص مستشعر مسؤول، يفهم لما وصل إلى ما وصل إليه مع الآخرين، ويشعر بالانفعالات والأحاسيس ويسعى لمواكبتها من دون أن يأخذها على عاتقه بل يضع كل شخص يعيش الصدمة الحاصلة أمام مسؤولية التعاون وليس المواجهة، أمام مسؤولية العمل والتصرّف وليس الخضوع.
ينبع سلوك الشخص الحنون من اندفاعه الشخصيّ. في الواقع، يجد البعض جوهر حافزهم في التحديّات والموارد الخارجية التي تغذي طاقتهم ليفرضوا أنفسهم ويتابعوا طريقهم إلا أنّ الشخص الحنون يبحث عن حافزه في داخله. سيجد في داخله ما من شأنه أن يدرأ الصدمة ويمنحه الرضا من جديد، ويغذي بالتالي طاقته ليكون حاضراً في ألمه وفي ذاكرته. سيجد هذه المساحة المعلّقة ما بين الجرح والشفاء.
وحده القلب الحنون واليدان الحرّتان قادرة على ايجاد هذه المساحة المجهولة لتتماشى أيضاً مع كلمة فرح حتى وإن كان جرح القلب عميقاً.
إن كنت واحداً من هؤلاء الأشخاص الذين يتميّزون بالحنان، فثمة شيء ستتنبّه له جيداً في قدرتك على تجاوز صدمات الحياة:
ستبقى رجلاً أو امرأة أو طفلاً ولن تعتبر نفسك بطلاً خارقاً.
المرونة والحنان هما ثنائي التواضع
الشخص المرن هو شخص متواضع ولا ينسى أبداً كيف وصل إلى أعلى القمة. وهو لا يسأل لماذا بل كيف.
الشخص الذي لا يشعر بالحنان ولا يرغب في أن يكون حنوناً، سيجترّ مشاكله ويتساءل مراراً وتكراراً عن السبب من دون أن يتمكّن أبداً من الخروج من هذه الحلقة المفرغة. وهذا الشخص يتهم نفسه ويلوم الآخرين على ما يجري في حين أنّ الشخص الحنون والمرن سيبحث عن طريقة للتعامل مع هذا الوضع. الشخص الحنون لن ينثني أمام القلق والخوف بل على العكس من ذلك سيسعى لايجاد حلّ للخروج من أزمته. وفي هذا السلوك ستظهر حال المرونة كلها.
كل الناس يتمتعون بهذه القدرة على التصرّف بمرونة، فما من شيء فطريّ بل هو شيء نتعلّمه ونكتسبه مع مرور الوقت.
ثمة مراحل لا بد من فهمها للانتقال من القلب المجروح إلى القلب السليم. ونحن ننعم كلنا بإمكانات مذهلة في داخلنا مثل تخلّق النسيج العصبي والكثير غيره.
لكن ثمة شيء يمكن أن يسكن في داخلنا ببساطة وتواضع وهو حناننا اللامتناهي، إنه على الأرجح ما تلقيته في طفولتك وهو ما أوجدته في علاقاتك وروابطك المختلفة. وهو ما يعود إلينا ولا ينبغي أن نخفيه عن الآخر.
الحنان هو ما سيملأ قلبك وسيساعدك في اللحظات الأكثر صعوبة.
لا تنس أن تكون ذاك الشخص الحنون حتى في اللحظات الأكثر فظاعة لأنّ الحنان يأتي من دموعنا ومن عذاباتنا.
ألا نتلقّف الحنان يعني أن ننسى من نحن ومن أين أتينا.
الحنان هو الولادة، هو الكائن في كل عظمته. إنه الحب للذات وللآخر.
التعليقات مغلقة.