هل نتحول إلى نسخة عن والدينا في عمر معين حتى لو أنكرنا ذلك؟ (1)
عندما كنا صغاراً، لطالما اعتبرنا والدينا بطلين ورغبنا في أن نصبح مثلهما يوماً ما. ونحن نكبر ونشيخ شيئاً فشيئاً، اكتشفنا أنهما ليسا إلا بشراً يبذلان قصارى جهدهما ويرتكبان الأخطاء مثل الجميع وبالتالي توقفنا عن تبجيلهما. وبدلاً من ذلك، بدأنا نسعى جاهدين للتفوّق على ما قدّماه لنا وعلى كل الخير الذي فعلاه بما أنهما كانا يأملان أن نقوم بذلك من خلال الدروس التي علّمانا إياها. أقسم أشخاص آخرون منذ البداية أنهم لن يتصرّفوا قط كوالديهم. ومع ذلك، نتحول جميعنا بطريقة أو بأخرى إلى نسخة عن والدينا في نهاية المطاف. ولكن بأي عمر يبدأ ذلك بالحدوث؟
ربما وجدت دراسة الإجابة عن سؤالنا.
عملية التحوّل إلى نسخة عن والدينا
هل تتذكرون مدى انزعاجكم لأن والدتكم راحت تفرط في تنظيف المنزل وكأن أحداً غيرها لا يسكن داخله؟ أو مدى شعوركم بالإحراج عندما حاول والدكم أن يعلّم السباك كيف يؤدي وظيفته؟ حسناً، سيحين الوقت الذي تشعرون به بالحماس لحصولكم على مكنسة كهربائية جديدة وستشعرون بالرغبة في استخدامها فوراً.
لقد أثبتت دراسة هذه الفرضية
أجرى دكتور الجراحة التجميلية جوليان دي سيلفا الذي يقطن في شارع هارلي، دراسة تعتمد على استطلاع الآراء. شارك 2000 شخص في هذه الدراسة التي لا تهدف إلى معرفة إذا ما كنا سنتحول إلى والدينا في مرحلة ما بل متى سنتحول إليهم.
يقول الدكتور دي سيلفا: “نصبح جميعنا نسخة عن والدينا في مرحلة من حياتنا- وهو أمر مبهج حتماً. والدانا هما أكثر الأشخاص روعة في العالم”.
“يظهر المحفز الأول للعملية عندما تصبحون والدين، كما تلعب العديد من عوامل نمط الحياة دوراً مهماً”.
كما أضاف: “هي جزء لا مفر منه من التقدّم بالعمر، ولكنها أيضاً عملية يحاول العديدون تأخيرها قدر المستطاع”.
“وهي واحدة من أسباب انخفاض متوسط عمر أول جراحة تجميلية يخضع لها كلا الجنسين”.
تحدد العديد من العوامل مثل نمط الحياة والجنس والعلامات الجسدية لمنتصف العمر ما سيصبح المرء عليه. يعتقد الدكتور دي سيلفا أن تحولنا إلى والدينا هو أمر مبهج. ومع ذلك، لم ننعم جميعنا بوالدين مثاليين لنرغب في أن نصبح مثلهما.
ما الذي يجعلنا نتحول إلى والدينا؟
تختلف العلامات الأولى بالنسبة للرجل والمرأة. بالنسبة للنساء، فإنهن يشاهدن البرامج ذاتها على التلفاز ويستخدمن العبارات نفسها ويخترن هوايات متشابهة. ومع ذلك، يمكن للعديد من التغييرات التي تطرأ على الحياة أن تسرّع حدوث الأمر. تتوقف النساء عن التمرّد على والداتهنّ عندما يصبحن أمهات. لا تغيّرهن هذه المرحلة من الحياة جسدياً وحسب، بل هي تغير شخصياتهن.
بالنسبة للرجال، تتضمّن العلامات مشاركة نفس آراء الوالد السياسية، إطفاء الأنوار في الغرف التي لا يتم استخدامها، الاستماع إلى المحطات الإذاعية القديمة لأن موسيقى اليوم “ليست جيدة بما فيه الكفاية”. أيضاً، تغيّر الأبوة حال الرجال. تلعب علامات منتصف العمر دوراً مهماً كذلك أي الصلع وزيادة الوزن اللذان يجعلانهم أقرب إلى الأب من الناحية الجسدية.
اقرأوا القسم الثاني من المقالة: في أي عمر نصبح نسخة عن والدينا؟ إليكم الإجابة (2)
التعليقات مغلقة.