3 أنواع من الشخصيّات بحسب الطب الهندي (الأيروفيدا). فأيّ شخصيّة أنتم؟

كلمة ايروفيدا بالسنسكريتية تعني علم الحياة. وغالباً ما يضيف ممارسو هذا العلم “الأيروفيدا امريتنام” ما يعني حرفياً ” الأيروفيدا لأولئك الذين يهتمون بطول العمر”، وهو هدف يثير اهتمام كل واحد منا. الأيروفيدا هي مقاربة شموليّة للحياة تضع كهدف أسمى بلوغ الوعي الداخلي أو ما يسمى أيضاً بالتنوّر، وهي حالة وعيّ يشكّل الجسد والعقل والروح جزءاً لا يتجزأ منها، فلا تترك سوى مساحة ضيّقة للمرض.

إنّ معرفة المرء لتركيبته أمر ضروري ولا بد منه على درب الأيروفيدا، فخلافاً للمعتقدات التي يُسوّق لها في مجتمعاتنا، لا يتساوى الأشخاص في الطريقة التي يتفاعلون بها مع الأحداث، والتي يتغذون بها وحتى التي ينظرون بها إلى الحياة. نحن كلنا نعرف أشخاصاً في محيطنا يكتسبون وزناً من مجرد النظر إلى قالب حلوى في واجهة محل فيما يمكن لأشخاص آخرين أن يأكلوا من كل شيء وبالكميات التي يريدونها من دون أن يزيد وزنهم ولو غراماً واحداً.

ولكي نبسّط الأمور، نقول إنّ الأيروفيدا تعترف بثلاثة دوشا، وهو مصطلح سنسكريتي يشير إلى مبدأ أساسي يحكم وظائف أعضاء الجسم:

  1. الحركة وتُسمى أيضاً فاتا
  2. التغيير وتسمى أيضاً بيتا
  3. التركيبة وتحمل اسم كافا.
وهي ترتبط بالعناصر الخمسة التي تشكّل الطبيعة في العديد من الثقافات:
  1. الفاتا هي خليط من الاثير والهواء.
  2. البيتا هي خليط من النار والماء.
  3. الكافا هي خليط من التراب والماء.

ويتكوّن جسمنا من كميّة معيّنة من كل واحد من هذه الأخلاط، مع هيمنة أحدها في أغلب الأحيان.
كيف يؤثّر هذا الخليط في حياتنا اليوميّة؟ لنسأل شخصاً ما عمّا شعر به وهو يتنزّه ليلاً على طول الشاطئ. الشخص الذي تسيطر الفاتا على تركيبته سيتحدّث عن تجربته بمصطلحات مرتبطة بالأصوات والموسيقى، كصوت الأمواج أو صياح طيور النورس.

والشخص الذي تهيمن البيتا على تركيبته سيروي تجربته بمصطلحات مرتبطة بالنظر والألوان، كلون البحر الأزرق أو لون شمس المغيب المائل إلى البرتقالي. وسيتحدّث الشخص الذي تطغى الكافا على تركيبته عن تجربته بألفاظ ترتبط بحاسة اللمس، فيحكي عن ملمس الرمل الرطب تحت قدميه العاريتين على سبيل المثال.إنّ معرفة الخليط الذي يطغى على تركيبتكم، سواء فاتا أو بيتا أو كافا ضروري جداً من أجل صحتكم، لأنّ هذه المعرفة ستسمح بإضفاء طابع شخصيّ على روتينكم اليوميّ، وعلى روتينكم الموسميّ فضلاً عن نظامكم الغذائي. إنّ فكرة النظام الغذائي المشترك للجميع، مهما كان نوعه، هو هرطقة مطلقة من وجهة نظر الأيروفيدا.

لكل واحد منا تركيبته الخاصة

على صعيد الفاتا والبيتا والكافا. وكل واحد منا مزيج فريد من هذه المبادئ أو الأخلاط الثلاثة. سيؤثر الخليط الذي يسيطر على بنيتكم في شخصيّتكم، ومظهركم الخارجيّ، وعمل عقلكم وحتى في طريقة تفاعلكم أو في ردود أفعالكم. يمكن أن يكون هناك خليطان شبه متساويين يهيمنان على بنيتكم، ما يجعل منكم فيتا بيتا أو بيتا كافا أو فاتا كافا، أو حتى قد تجتمع فيكم الأخلاط الثلاثة بالتساوي، وهو وضع أكثر ندرة يُسمى سامادوشا.
على أيّ حال، ومهما كانت تركيبتكم، لا بد لهذه الأخلاط الثلاثة أن تبقى في حالة توازن وفقاً لثقافة الأيروفيدا، أيّ بالنسب نفسها التي كانت عليها عند الولادة، من أجل الحفاظ على صحتكم.

كل واحد منا يولد مع نسبة معيّنة من هذه الأخلاط الثلاثة التي تؤثر جميعها على المستوى الجسدي والعقلي والروحاني
في المجال المهني، يمكن أن نقول إنّ الفاتا يملك القدرة على صياغة الأفكار، والبيتا يملك القدرة على تنفيذها عملياً فيما يحرص الكافا على تطويرها على المدى الطويل.

الأيروفيدا أو الطب الأيروفيدي هو علم علاجي مقدّس متكامل ومتماسك. وهو يُستخدم منذ أكثر من 5000 سنة، في الهند بشكل خاص. كما أنه فلسفة وأسلوب عيش. وتعني “أيرو” باللغة السنسكريتية “الحياة” فيما “فيدا” تعني “العلم أو المعرفة”.
في الأصل، اكتشف حكماء الهيملايا الكبار، بفضل مراقبتهم للطبيعة وبيئتها، مبدأ حالات المادة الخمس أو العناصر الخمسة الكبرى التي نشأ عنه مفهوم الثلاث دوشا أو الأخلاط الثلاثة: فاتا، بيتا وكافا. إنّ نسبة كل دوشا في تركيبة كل واحد منا والصفات التي تنتج عنها فريدة لدى كل شخص، تماماً كما هو حال بصمات الأصابع. إنّ حال أخلاط أو دوشا الرجل والمرأة لحظة الحمل هي منشأ تركيبة الطفل.
في بادئ الأمر، تم تناقل ثقافة الايروفيدا شفهياً من جيل إلى جيل ثم دوّنت في نصوص باللغة السنسكريتية، حملت اسم فيدا.

الأيروفيدا ومنظمة الصحة العالميّة.

تم الاعتراف بالأيروفيدا، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، على أنها “طب تقليدي يتضمن ممارسات ومقاربات ومعارف ومعتقدات مختلفة على صعيد الصحة، ويستخدم أدوية مصنوعة من الأعشاب، الحيوانات و/أو المعادن، وعلاجات روحانيّة وتمارين وتقنيات يدويّة، تطبّق بشكل افرادي أو مجتمعة، بغية الحفاظ على العافية فضلاً عن معالجة أو تشخيص المرض أو الوقاية منه.

التعليقات مغلقة.