دربوا دماغكم على ملاحظة التفاصيل الصغيرة.. اكتشفوا الاختلافات بين الصور
الفوارق بين الصورتين: يحدد علم النفس أن السبب الكامن وراء صعوبة اكتشاف الاختلافات مرتكز على حاجتكم إلى تصفية التفاصيل الصغيرة من أجل الاستمرار في التركيز على أمور محددة في حياتكم. يحدث ذلك معكم كل يوم دون أن تنتبهوا إليه. ومن المفارقات أن عدم الانتباه يحدث بشكل تلقائي بينما لا تلاحظون ذلك حتى!
أتذكر عندما كنا أنا وابنتي البالغة من العمر 5 سنوات نغادر المنزل ذات يوم وأشارت بيدها إلى الشارع قائلةً “أبي، ما هذا؟” حينها نظرت إلى أسفل الشارع ولم أرَ شيئاً، فأجبتها أنني لم أتمكن من التعرف على الشيء الذي كانت تشير إليه. بعد ذلك، مشت باتجاه الرصيف وصولاً إلى صنبور الإطفاء الأحمر الواقع على بعد حوالي 10 أقدام من مكان إقامتنا. ثم سألت “ما هذا؟”.
وفيما كنتُ أوضح لها الغرض من استخدام صنابير إطفاء الحرائق، لاحظتُ أنه من الغريب أنني أعلم أن هذه الأنابيب التي أشارت إليها ابنتي موجودة، لكنني لم ألاحظ وجودها مسبقاً. في الواقع، نظراً لأن لدينا ممر قصير ولا يوجد مرآب، فقد كنتُ أضطر إلى إيقاف سيارتي في الشارع، وأركنها بعناية شديدة بين هذا الصنبور وصندوق البريد الخاص بنا، ولم يكن هناك أي مكان مخصص لركن السيارات حولهما. لذلك، كنت على دراية بوجود بالصنبور كل يوم، لكني لم أنتبه له. كيف يمكن أن يحدث ذلك؟
وللسبب نفسه نجد صعوبة في اكتشاف الاختلافات في ألغاز الصور. فنحن نتعلم أن نركز كثيراً على الصورة الكبيرة مما يجعلنا نفقد التركيز على كل التفاصيل – وذلك لسبب وجيه.
إذا ركزتم مثلاً على كل صوت أو رائحة أو لمسة من حولكم الآن، فلن تتمكنوا من قراءة هذا المقال!
وهل سبق أن حاولتم التحديق أمامكم مباشرة أثناء قيادة دراجة أو سيارة؟ كونوا حذرين! إذ أنكم ستكتشفون أنكم لن تنحرفوا عن المسار فحسب ، بل ستصطدمون بالأشياء الموجودة في طريقكم إن لم تقوموا بالنظر إلى الصورة الكبيرة والتركيز عليها. من المهم بالنسبة لنا أن نقوم بتجاوز العديد من التفاصيل الدقيقة كي نتمكن من الاستمرار في التركيز على مهمتنا الآنية.
ولكن فيما يتعلق بحياتكم المهنية، عليكم أن تتجاهلوا هذه النظرية. من المهم للغاية أن تكونوا قادرين على توثيق الأشياء الصغيرة التي تؤدي إلى الصورة الكبيرة وإلا فستجدون أنفسكم عالقين في ورطة.
فحين تركزون على الصورة الكبيرة لحياتكم المهنية، تحدث تغييرات صغيرة من حولكم. على سبيل المثال هناك التغييرات في كيفية استخدامكم للتكنولوجيا وفي المهارات التي يبحث عنها أصحاب الشركات في الأشخاص الذين يترشجون لتولي وظيفة. وبما أن التكنولوجيا تلعب دوراً أساسياً في وظيفتكم، فإنها تتيح لكم القيام بمزيد من المهام بطريقة أكثر فعالية. ولكن ما الذي تفعلونه لمواصلة تعلم تقنيات جديدة؟ هل تقومون بمراجعة الوسائل التكنولوجية المتاحة أو ببساطة تتركون هذه الأمور تدمر حياتكم المهنية؟
فكروا فقط في مدى كون الهاتف المحمول جزءً أساسياً من نشاطكم اليومي. هل يمكنكم تذكر اليوم الذي أصبح فيه الهاتف يحتل دوراً أساسياً في حياتكم بالضبط؟ هل تعرفون أنه حسّن قدرتكم على التواصل أو إنجاز أعمالكم؟
يُعد توثيق العديد من الجوانب التي تشكل قيمة لحياتكم المهنية أمراً مهماً بالنسبة لكم لتحسين وتطوير جودتها. لا تدعوا التغييرات الصغيرة تحدث لكم دون توثيق حدوث ذلك.
كيف تدربون دماغكم على التركيز على التفاصيل الصغيرة في الصور الكبيرة؟ تلعب الألغاز دوراً مهماً في هذه المهمة. وخاصة ألغاز إيجاد الفوارق بين الصور. نقدم لكم في هذا المقال مجموعة من الصور لمساعدتكم على زيادة دقة الملاحظة لديكم وتحسين قدرة تركيزكم على التفاصيل الصغيرة.
اللغز الأول
اللغز الثاني
فكروا قليلا وحاولوا اكتشاف الفوارق بين الصورتين قبل النظر إلى الحل!
كم فرق استطعتم أن تجدوا؟
التعليقات مغلقة.