محيطنا العائلي قد يسبب لنا جراحاً يصعب شفاؤها

محيطنا العائلي قد يسبب لنا جراحاً يصعب شفاؤها… مشاعر الجميع معرضة للإيذاء في أي مرحلة من مراحل الحياة. ولكن، هناك جراح قد تؤلم أكثر من غيرها وتستمر لمدة أطول.
عندما لا ينتمي الأشخاص الذين جرحوا مشاعرنا إلى الدائرة الاجتماعية المقربة منا، يصبح من الأسهل علينا تجاهل الأمر وتخطيه. ولكن، عندما يؤذينا المقربون، يصبح من الصعب جداً علينا أن ننمو ونعالج الألم الذي تسببوا به.
حين يصبح أفراد عائلتنا أكبر مصدر ألم لدينا، فمجرد فكرة أنهم يسعون لأذيتنا، ستؤثر فينا بعمق شديد.

فعائلتنا يجب أن تتألف من أشخاص يتمنون لنا السعادة، يحبوننا بلا شروط، ويهتمون بنا. ليس من المفترض أن يسبب لنا أي من هؤلاء الأشخاص جراحاً عاطفية، ولكننا لا نختار عائلتنا. في الغالب، سنلاحظ أن السلوكيات السامة والأكثر سلبية موجودة ضمن دائرة عائلتنا المقربة.

قد نجد أن بعض أفراد عائلتنا الذين يعدون ضمن نطاق محيطنا العائلي أنانيون، بغيضون، مهملون أو حتى غير متواجدين، غير مستقرين فيما يتعلق بعواطفهم… حتى أنهم لا يعرفون ما الذي يجرح مشاعركم.

عادة ما يستخدمون كلمات وقحة، يقولون ملاحظات في غير مكانها، ويظهرون غير مبالين أو يتخذون سلوكاً سلبياً-عدوانياً.
جميع الجراح التي قد سببوها لنا أصبحت جزءاً منا، وحتى لو اعتقدنا أنها من الماضي، ستستمر في التأثير على حياتنا اليومية. لقد نمت فينا مخاوف وصدمات ستلاحقنا مدى الحياة وستمنعنا من تحقيق إمكانياتنا بشكلٍ كامل.
قد يكون لهذه الجراح المفتوحة عواقب مختلفة: اكتئاب، قلق، انطواء، نوبات هلع وعزلة.
الجراح التي يتسبب بها أفراد ينتمون إلى عائلتنا، من أصعب الجراح التي يمكن أن نتعامل معها أو نتخطاها، لأننا نعتبرها خيانة. نحن ننظر إلى عائلتنا على أنها دليلنا في الحياة، العامود الذي يدعمنا والملائكة التي تحمينا.
عموماً، نرغب في إبقاء أفرادها قريبون منا، فنحن مرتبطون بهم حتى الموت بصلة الدم والمحبة. إلا أن عائلتنا أحياناً تسبب لنا صدمات عميقة في حياتنا بدلاً من أن تحمينا وتدعمنا.
ولكن علينا ألا ندع نقص الحب والاهتمام هذا يمنعنا من أن نصبح فرحين ويحرمنا من سعادتنا.
من واجبنا أن نستجمع ما يكفي من القوة كي نصل ونحقق أحلامنا وأهدافنا. سنأخذ وقتاً أطول كي نتداوى من بعض الجراح، ولكننا سننجح بفضل تفانينا وصبرنا.

لا يمكننا أن نمنع الآخرين من إيذائنا، فالأمر يتوقف على مزاجهم، ولكننا نستطيع أن نعمل على ألا تؤثر هذه الجراح على سلامنا وسعادتنا. حتى لو تمكن من نحبهم من إيذائنا، نستطيع دائماً أن نحقق إمكانياتنا.

يمكننا أن نكرس بعض الوقت لتضميد جراحنا، كما أننا نستطيع دائماً أن نبدأ من جديد ونعيد كتابة قصة سعيدة. إذا استطاع أحد المقربين على قلبكم أن يجرحكم بعمق، تذكروا هذا: لستم سجناء هذا الشعور، أطلبوا المساعدة واخلقوا لأنفسكم حياة أفضل وأكثر ازدهاراً.
تستحقون العيش بسعادة وامتلاك الحياة الأكثر ازدهاراً على الإطلاق، إياكم أن تنسوا ذلك!

التعليقات مغلقة.