قصة الضفدعة التي تدور حول نفسها طوال عمرها
قصة الضفدعة التي تدور حول نفسها طوال عمرها
“الرجل الأعمى الذي يفتح عينيه ويرى للمرة الأولى، لا ينبغي أن يغلقهما مجدداً ويقول لنفسه إنه لم يرَ شيئاً.”
ذات مرة كان هناك ضفدعة صغيرة تعيش بسعادة في قاع البئر.
كانت تتأمل كل يوم بإعجاب جزءً من السماء ينعكس على ماء بئره العميق. كان هذا البئر عميقاً بما يكفي لتستمتع بالغوص والسباحة. كانت تحب القفز بشكل دائري على الحجارة التي تدعم جدار البئر الدائري. مع مرور الوقت، تعلمت التعرف على كل ركن من أركان البئر.
في أحد الأيام الشديدة الحرارة، قفزت ضفدعة أخرى مسافرة إلى البئر لتبترد.
– أهلاً وسهلاً، قالت الضفدعة التي تسكن البئر.
– صباح الخير، أنا عطشانة جداً، هل أستطيع أن أشرب الماء؟ سألت الضفدعة المسافرة.
– بالتأكيد، اشربي بقدر ما تشائين.
شرحت الضفدعة بعد الإفراط في الشرب:
– أنا أسافر منذ الفجر لزيارة جدتي التي تسكن في الجهة الأخرى من الغابة قرب النهر. وبما أنني كنت أشعر بالحر، سمحت لنفسي بالقفز إلى بئرك.
– لقد أبليت بلاءً حسناً! ولكن أين يتواجد بئر جدتك التي أخبرتني عنها؟
– إنه ليس بئراً، إنه نهر.
– لكن ما هو النهر؟
– إنه مكان يتدفق فيه الماء باستمرار. يمكننا مقارنة النهر ببئر واسع يتجدد باستمرار بالمياه العذبة.
– هل تسخرين مني. كيف من الممكن لبئر أن يتدفق باستمرار دون أن يفرغ، هذا مستحيل! وكيف تدورون في دوائر دون جدران؟
– لكن لماذا تريدين أن تدوري في دوائر؟
– لأن الحياة تدور في دوائر، هتف الضفدع من البئر.
– أجابت الضفدعة المسافرة: العيش على سطح الأرض دون جدران تحت سماء واسعة، هو الحرية والحياة الحقيقية! لا تخبريني أننا لن نخرج أبداً من حفرة المياه الراكدة هذه.
استدارت ضفدعة البئر وبدأت تفكر. حاولت تخيل الحياة دون حجارة البئر، تلك الحجارة الجميلة التي تعرفها منذ صغرها. حاولت تخيل العيش بدون جمال السماء التي تنعكس أحياناً على الماء البني في قاع البئر.
– لا…حقاً!، نهرٌ وسماء واسعة؟، ولكن ما هذا الهراء الذي تقولينه لي؟
ثم بدأت تخاف متخيلة أن الضفدعة المسافرة تخطط لسرقة بئرها الجميل.
– فقالت لها بنبرة تهديد: ارحلي من هنا، اخرجي من بئري، عودي إلى السطح تحت سمائك الواسعة.
فوجئت الضفدعة المسافرة ورحلت على الفور. بينما عادت ضفدعة البئر إلى مهمتها المفضلة: السباحة في دوائر. لقد كانت سعيدة جداً لأنها تمكنت من حماية بئرها.ئ
“بينما نحن مسجونون في القفص الضيق المظلم الذي صنعناه لأنفسنا ونظن أنه يختصر الكون بأكمله، قليلون منا من بإمكانهم أن يتخيلوا حتى أن هناك بُعداً آخر للواقع.” سوجيال رينبوتشي
التعليقات مغلقة.