الحياة بعد الموت: ما كان طبيب التخدير ليؤمّن حتى رأى لمحة عن الجحيم (2)

الحياة بعد الموت: ما كان طبيب التخدير ليؤمّن حتى رأى لمحة عن الجحيم (2)

كان لدى الدكتور راجيف بارتي الكثير من المرضى الذين أكّدوا أنهم رأوا أشياء غريبة أثناء خضوعهم لعمليات جراحيّة، لكنه لطالما اعتقد أنّ هذا الكلام لا معنى له، حتى اليوم الذي تم فيه تشخيص إصابته بسرطان البروستات واضطر هو نفسه للخضوع لعمليّة جراحيّة.

في العام 2008، وفي سن 51 سنة، اكتشفت أني مصاب بسرطان البروستات. شعرت بالغضب من الله. ما الذي فعلته لأستحق هذا؟ بالتالي، أخذت موعداً لإجراء عمليّة جراحيّة على يد أحد أمهر الجراحين في البلاد آملاً أن تسير الأمور على ما يرام. قال لي الطبيب الجرّاح: “يمكنني أن أضمن لك تقريباً عدم حصول أيّ مضاعفات.” لكن شيئاً ما لم يجري على خير وانتهى بي الأمر مع ندبة مؤلمة للغاية وآثار جانبيّة أخرى موهنة.

خضعت لخمس عمليات جراحيّة أخرى خلال السنتين التاليتين في محاولة لإصلاح الأضرار إلا أنّ أياً منها لم يفلح.

وذات مساء، وبعد أسبوعين فقط من عمليتي الجراحيّة الخامسة، شعرت فجأة بالوهن. كانت حرارتي 40.5 درجة.

قال الدكتور بارتي إنه شعر بما يشبه “الارتفاع نحو الأعلى”، ما إن تم تخديره لينام قبل العمليّة.

عرفت على الفور ما يجري: على الرغم من علاجين بمضادات حيويّة قويّة، كانت الالتهابات تنتشر بسرعة في جسدي. وإن لم أتلقى المساعدة سريعاً فسأموت قريباً بصدمة إنتانيّة. نجحت زوجتي في أن تنقلني والدموع تسيل على وجنتيها إلى المستشفى في سيارتها البي أم دبليو وسرعان ما تم وضعي على نقّالة.

أتذكّر أني رأيت طبيباً جراحاً ينحني فوقي. كان يرفع يديه كالسرعوف في دليل على أنه غسلهما لإجراء العمليّة الجراحيّة وأنه مستعد لوضع قفّازيه.

عندما عدت إلى الوعي مجدداً، كنت في غرفة العمليات. نجحت في أن أقول لطبيب التخدير ما هي مهنتي في الحياة وأن أسأله عما سيعطيني كدواء تخدير. قال لي بروبوفول وفنتانيل. بمعنى آخر، الأدويّة المعتادة أيّ ما كنت لأختار بالتحديد.

سأل الطبيب الجراح: “هل أنت جاهز؟”. وأشار بيده إلى طبيب التخدير ونمت حتى قبل أن أتمكّن من الرد على سؤاله.

هل كان هناك أكثر؟ هل انتهت العمليّة؟ شعرت وكأني ارتفع نحو الأعلى، كما لو أنني في مصعد. إنه الشعور نفسه الذي ينتابكم في أسفل المعدة عندما تصعدون بسرعة إلى الطابق العشرين من ناطحة سحاب. وبدأ وعيي يعود إليّ تدريجياً: استطعت أن أرى السقف يقترب، إنه يدنو مني ببطء بسطحه اللامع.

والتفت فرأيت جسدي مع شقوق عدة. سمعت طبيب التخدير يلقي بنكتة. لن أكررها لكن الموجودين في غرفة العمليات ضحكوا كلهم بمن فيهم أنا.

لكن أين أنا؟ جمدت في مكاني للحظات عدة، وقد تملّكني القلق من أنّ ما يبقيني عند السقف يمكن أن يتركني أقع فجأة. أخيراً، استرخيت، وأنا أتأمل بدهشة الجراحين المسرورين والممرضات وهن يعملن على جسدي.

رحت أتساءل “هل هذا أنا فعلاً؟ كيف يمكن أن أتواجد في المكانين في وقت واحد؟”

الجزء الأول من المقال الحياة بعد الموت: ما كان طبيب التخدير ليؤمّن حتى رأى لمحة عن الجحيم (1)

تابعوا الجزء الثالث من المقالة.

التعليقات مغلقة.