ما هي العادة الثامنة التي يتكلم عنها ستيفن كوفي (صاحب كتاب العادات السبع للناس الأكثر فعالية)؟

ستكتشفون بفضل كتاب “العادة الثامنة” لستيفن كوفي، الوسائل كي تتفتحوا، وتفهموا طبيعتكم الحقيقية وتعبّروا عنها في العمل وفي حياتكم الشخصيّة وتحثّوا الآخرين على أن يحذوا حذوكم.

لقد بدأنا حقبة جديدة تتضمن تحديّات ذات طبيعة مختلفة على صعيد العلاقات وعلى المستوى الشخصيّ والعائلي والمهنيّ. ويتطلب البقاء والتفتّح والابتكار والتميّز وأخذ المبادرة في هذه الحقيقة الجديدة تحقيق الذات.

ايجاد الطريق

كم من واحد بينكم يوافق على مقولة أنّ غالبية الأشخاص الذين يعملون في هذا المجتمع يملكون مواهب وقدرات وذكاء وإبداع أكثر مما يتطلب أو حتى ما يسمح به عملهم الحالي؟

يهدف هذا الكتاب إلى أن يقدّم لكم خارطة طريق ستقودكم إلى حيث تجدون صوتكم للتعبير عن أنفسكم.

بعد أن تجدوا صوتكم، يبقى الخيار الذي يمكن أن تتخذوه لبسط تأثيركم هو خيار إلهام الآخرين ليجدوا هم بدورهم أصواتهم. والإلهام هنا بمعنى نفخ الحياة فيهم.

يجب أن تعلّموا الآخرين ما تعلمتموه وأن تطبّقوه كي تضعوه حيّز التنفيذ.

لقد تلقينا عند الولادة هدايا رائعة: مواهب، قدرات، ذكاء؛ هدايا تبقى مخبأة بالنسبة إلى معظمنا إلا إذا قررنا وبذلنا الجهد اللازم لفتحها.

نحن أحرار في الاختيار. وهذه القدرة هي أعظم هدية تلقيناها في الوجود.

  • بالنسبة إلى الجسد: افترضوا أنكم تعرّضتم لأزمة قلبيّة: عيشوا بحسب هذه الفرضيّة من الآن وصاعداً.
  • بالنسبة إلى الذهن: افترضوا أنّ مهنتكم لن تكون موجودة بعد 4 أعوام: استعدّوا بالتالي لهذا.
  • بالنسبة إلى القلب: افترضوا أنّ كل ما تقولونه عن شخص آخر، يمكن لهذا الشخص أن يسمعه: تكلموا بالتالي وفقاً لهذا.

نحن لسنا نتاج الطبيعة أو الثقافة: نحن نتاج خياراتنا.

إذا درستم حياة أصحاب الانجازات الكبرى، وكبار العقلاء وكافة الأشخاص الذين غيّروا العالم، فسترون أنهم طوّروا 4 قدرات بشريّة بفضل جهودهم الحثيثة ومعركتهم الداخليّة:
  • الذهن: الرؤيا
  • الجسد: الانضباط
  • العاطفة: الشغف
  • الروحانية:الضمير
الرؤيا:

تسمح بأن نرى بعين العقل ما هو ممكن في المشاريع والقضايا التي تهمنا. عندما نهمل تطوير القدرة العقليّة على الابداع والابتكار نقع فريسة الميل إلى اعتبار أنفسنا ضحايا.

الانضباط:

إنه الثمن الذي يجب أن يُدفع للانتقال من الرؤيا إلى الواقع. ويقوم على أن نواجه حقائق الواقع التي لا يمكن تجاهلها وأن نذهب حتى النهاية كي نحقق أحلامنا. يحدد الانضباط الواقع ويتقبّله؛ ويرضى بأن يكون غارقاً تماماً في الواقع بدلاً من إنكاره. يعترف بوجود الأشخاص الجاحدين والعنيدين على حقيقتهم. وحدهم الأشخاص المنضبطين أحرار فعلاً. فعديمو الانضباط عبيد لمزاجهم وشهيّتهم وشغفهم. ويكتفي الأشخاص، الذين يفتقرون إلى الانضباط ويعجزون عن تقديم التضحيات، بأن يلعبوا دور العاملين. ويصبح كل يوم عمل بالنسبة لهم أشبه بحفل راقص طويل. وهم يمضون أيامهم في إحداث ستار من دخان يختبئون خلفه.

الشغف:

إنه الرغبة، وقوة الاقناع والضغط التي تدعم الانضباط حتى تحقيق الرؤيا. يأتي الشغف من القلب ويظهر على شكل تفاؤل وحماس وعاطفة مشتركة وتصميم كما يشكّل دفعاً متواصلاً لا ينقطع. أما المفتاح لإذكاء نار الشغف في حياتكم فهو أن تكتشفوا ما هي مواهبكم الفريدة، وما هو دوركم وهدفكم الخاص في الحياة.

الضمير:

إنه الحسّ الاخلاقي الفطري بالخير والشرّ الذي يدفعنا نحو المعنى والمساهمة. إنه القوة التي تُرشد الرؤيا والانضباط والشغف. إنه النقيض التام لحياة يسيطر عليها الكبرياء والغرور. الضمير هو القانون الاخلاقي في داخلنا، إنه الحسّ الفطري بالعدالة. والضمير هو ذاك الصوت الصغير المطمئّن في داخلنا. إنه هادئ ومسالم في حين أنّ الكبرياء مستبد ومتسلط وديكتاتوري.

تقول الأم تيريزا: “إذا آمنت بأنّ ما يجمع البشر أهم مما يفرّقهم، فسيحلّ السلام. إذا آمنت بأن الاختلاف غنى وليس خطراً، فسيحل السلام.

إذا استطعت أن تفرح لفرح جارك، فسيحلّ السلام. وإذا اعتبرت أنّ عليك أنت أن تقوم بالخطوة الأولى فسيحل السلام.

إذا رأيت أنّ الغضب ضعف وليس دليل قوة، فسيحلّ السلام. وإذا اعتقدت أنّ المسامحة أكبر وأعمق من الانتقام، فسيحلّ السلام.

إذا فضّلت أن تتضرر أنت على أن تؤذي شخصاً آخر وتلحق الغبن به، فسيحلّ السلام. وإذا اقتنعت بأنّ الحب هو قوة الردع الوحيدة فسيحلّ السلام.”

اكتشف دربك وألهم الآخرين كي يجدوا دروبهم. يجب أن يصبح هذا عادة راسخة في معارفك ومواقفك وقدراتك. استمع وحسب إلى ضميرك الخاص وإلى مصدر حكمتك.

لقد تعلّمنا أنّ علينا أن نعزز مواهبنا وقدراتنا الحالية. وعلى غرار أزرار الأزهار التي تظهر وتتفتح في الربيع، تتحرر قدراتنا الداخلية الكامنة في ظلّ حياة متوازنة، متكاملة وقويّة. في المقابل، إذا تجاهلنا مواهبنا وقدراتنا، فستتقلّص وتتمدد كعضلة لا نحرّكها أبداً.

التعليقات مغلقة.