لماذا نصاب بالأمراض في فصل الخريف؟

لماذا نصاب بالأمراض في فصل الخريف؟

لم يفتكم هذا بالتأكيد: فقد حلّ الخريف بكافة مظاهره.

في ما عدا ارتداء ملابس سميكة، وإضاءة الأنوار في وقت أبكر وربما استخدام وسائل التدفئة، ما الذي تغيّر في حياتكم اليوميّة؟

لا شيء؟ أنتم مخطئون تماماً، هذا ما سيقوله لكم الأطباء الصينيون إذ يبدو جلياً أنّ “اتباع الفصول الأربعة يعني امتلاك الحياة والسلام والصحة؛ وعدم اتباعها يعني تعريض النفس لخطر المرض والموت.” (الفصول الأولى من Su Wen، -3000 سنة قبل الميلاد)

وفي الخريف، في هذا الفصل أكثر من الفصول الأخرى، يجب ألا تتصرفوا كيفما كان.

الخطر: أن تعانوا من المرض طيلة الشتاء.

إن كنتم ممن يصابون بالرشح أو التهاب الشعب الهوائيّة أو التهاب الجيوب الأنفيّة في الشتاء، فأنصحكم بأن تتبعوا نصائحي هذا الخريف.

ستلاحظون أنّ هذا الفصل منعطف رائع بالنسبة إلى صحتكم وليس موسماً حزيناً. دعوني أشرح لكم السبب:

يمنح الخريف امتيازاً لعنصر المعدن (هذا ليس عادياً بالنسبة إلى الرئتين)

لعلكم تعلمون أنّ دورة الفصول تستند في الطب التقليدي الصيني إلى نظرية الحركات الخمس.

وكل حركة منها تُمثَّل برمز (خشب-نار-تراب-معدن-ماء) يرتبط بفصل وبثنائيّ العضو-الأحشاء.

يرتبط الخريف طبعاً بالمعدن، الذي يمثّل كل ما يصدأ ويتأكسد بفعل الماء. كما أنّ نصل المعدن بارد بعض الشيء وليس كثيراً (فالبرد الشديد هو الشتاء).

كما أنّ نسغ الأشجار ينزل نحو الجذور، وتحمرّ الأوراق وتيبس وتتساقط. ونعمد إلى قطاف الفواكه التي نضجت (كستناء، جوز، عنب…)

إنّ حركة الطاقة هي حركة تجمّع وقطاف. ونشعر نحن أيضاً بتأثيراتها. الخريف هو الموعد الأمثل كي “نعود” إلى ذاتنا وإلى داخلنا، ننسحب نوعاً ما ونصبح أكثر جفافاً. يتجمّع ذكاءنا ودمائنا نحو الداخل.

بمعنى آخر، يتناقص اليانغ (الذي وصل إلى ذروته في الصيف) ويرتفع الين تدريجياً (سيصل في الشتاء إلى ذروته).

لذا، يقع الخريف بين الاثنين ما يجعله مؤاتياً للخلل في الطاقة، كالإصابة بالرشح بشكل متكرر، وشحوب الوجه، ومشاكل الجلد، والإمساك، والكتفين المنحنيين، والتنفّس القصير، واللهاث، والقلق من المسائل الماديّة في الحياة اليوميّة، وشيء من التصلّب العقليّ…. إلا إذا كنتم تعرفون كيفيّة مكافحتها!

بالتالي، عليكم أن تعتنوا بالعضوين الأساسيين لهذا الفصل أي:
  • الرئة وهي “سقف الأعضاء” وتتولى إدارة الجهاز التنفسي كله فضلاً عن دورة السوائل في الجسم، وتألّق البشرة والشعر. بالتالي، نجد هذا العضو حساساً على البرد أو على الهواء أو الجفاف الذي يُضعف معدل الذكاء. وهي مرتبطة مباشرة أيضاً بالحزن والأسى والندم.
  • الأمعاء الغليظة وهي “ضابط التحويل” التي تتولى إخراج السموم من الجسم (عبر البراز بشكل خاص). في الخريف، وبسبب الجفاف، نكون أكثر عرضة للإصابة بالإمساك.

 

التعليقات مغلقة.