هل دماغك من النوع الأول: الدماغ المتوازن؟
هل دماغك من النوع الأول: الدماغ المتوازن؟ ستتفاجأ حين ترى إلى أيّ حدّ يمكن لنوع دماغك أن يؤثّر في شخصيتك وسلوكك وتصرفاتك.
هل تساءلت يوماً لما أنت حذر إلى هذا الحدّ؟ أو لما أنت عاطفيّ؟ هل قال لك أحدهم يوماً إنّ المسألة كلها في عقلك؟ حسن، إنه محق نوعاً ما. كل شيء يتبلور في دماغك. استناداً إلى قاعدة البيانات الأكبر في العالم للصور المقطعيّة للدماغ المرتبطة بالسلوك والتصرفات، أصبحنا نعرف الآن أنّ الطريقة التي تفكّر فيها وتتصرّف بها وتتفاعل فيها مع الآخرين تعتمد على حسن عمل دماغك.
ما هو نوع دماغك؟
بعد دراسة أكثر من 150000 صورة مقطعيّة حسب طريقة التصوير الطبي بأشعة غاما) في عيادات أمين للصحة العقلية Amen Clinics، تبيّن بشكل جليّ أنّ الأدمغة ليست متشابهة كلها. وهذا التصوير المقطعي يعتمد على آلة تصوير للدماغ تقيس دفق الدم والنشاط وتُظهر مناطق الدماغ ذات النشاط السليم أو ذات النشاط المفرط أو ذات النشاط غير الكافي.
يمكن اختصار الخلاصة الرئيسيّة للدراسات كالتالي:
إنّ الطريقة التي يجري بها الدم في الدماغ تؤثر في شخصيتك وسلوكك وتصرفاتك.
وقد حددوا استناداً إلى أبحاثهم خمسة أنواع رئيسيّة من الأدمغة، وهي تؤثر في شخصيتك وسلوكك وعلاقتك بالآخرين. وهذا ما يجعل العلاج الموحّد الذي يُعطى لكل من يعاني من القلق أو الاكتئاب أو أيّ اضطراب مرتبط بالصحة العقليّة، لا ينجح حكماً.
كما أنّ تحديد النظام الغذائي، والمكمّلات الغذائية والرياضة الأكثر فاعلية لتلبية حاجاتك يعتمد أيضاً على نوع دماغك.
نقدم لكم في الجزء الأول من هذا المقال شرحاً عن كيفية عمل النوع الأول:
النوع 1: الدماغ المتوازن
يُظهر الدماغ المتوازن تدفقاً كاملاً ومنتظماً ومتناسقاً للدم في كافة مناطقه.
نوع الشخصيّة: إنه نوع الأدمغة الأكثر شيوعاً. إن كنت تملك دماغاً من النوع 1 فأنت على الأرجح ملتزم، متفانٍ، مرن ومستقر عاطفياً. أنت من أولئك الأشخاص الذين يقومون بما يلزم في الوقت المناسب، يحضرون في الوقت المحدد، يفون بوعودهم ويتكيّفون جيداً مع تقلّبات الحياة. بشكل عام، أنت لست من النوع الذي يخاطر وتفضّل أن تتبع القواعد.
المسيرة المهنيّة: يميل الأشخاص من النوع 1 لأن يكونوا موظفين جيدين وإداريين ومنسّقي مشاريع في أيّ نوع من أنواع القطاعات تقريباً.
أسلوب التعلّم: تنجح بشكل عام في المدرسة أو في التدريب أثناء العمل لأنك ملتزم ومنظّم.
العلاقات: تميل عموماً إلى التفاهم بشكل جيد مع الآخرين وإلى إقامة علاقات بعيدة عن الدراما.
المشاكل المحتملة: إن كان نظامك الغذائي سيئاً وغير صحيّ وتُكثر من شرب الكحول وتبقى طويلاً في مكانك من دون حراك، وتمضي ساعات على شبكات التواصل الاجتماعي، فقد تعرّض نفسك لمشاكل على مستوى الصحة العقليّة.
باختصار، إن كان دماغك من هذا النوع فأنت:
- شخص متوازن بشكل عام
- علاقاتك بعيدة عموماً عن الدراما
- لا تحتاج إلى الكثير لتكون سعيداً
- تميل لأن تكون مرناً، ايجابياً ومسترخياً ومركّزاً
- تحب أن تتبع القواعد ولست من النوع الذي يخاطر
- تشعر أنك بحال أفضل عندما يكون نظامك الغذائي متوازناً وتمارس ما يكفي من الرياضة
- تشعر بعدم التوازن عندما تتناول طعاماً غير صحيّ أو تُكثر من شرب الكحول
ادعم عقلك المتوازن بالغذاء الصحيّ والرياضة المنتظمة وتناول الفيتامينات المتعددة والأحماض الدهنيّة أوميغا-3 والفيتامين D.
في الختام
تمنحك هذه التفاصيل منظوراً مختلفاً بشأن تأثير عمل دماغك على مواصفات شخصيتك وتصرفاتك.
لا أعتقد أنّ هدف أبحاث الدكتور أمين هو تحديد أيّ نوع من الأدمغة أفضل من الآخر بل تشجيع الصحة العامة للدماغ كي تتمكّن من الاستفادة إلى أقصى حد من نوع دماغك.
فالحياة ستكون مملة لو أنّ شخصيّة الناس كلهم أو سلوكياتهم وتصرفاتهم متشابهة، أليس كذلك؟
إذن، وفي هذا السياق، إليك بعض أفضل الطرق لتستفيد إلى أقصى حدّ من وظيفة الدماغ (علاوة عن النوم جيداً، واتباع نظام غذائي صحيّ وممارسة الرياضة):
- أكثر من شرب الماء
- حدّ من استهلاكك للكافيين بحيث لا يتعدى كوباً أو اثنين في اليوم (يكبح الكافيين دفق الدم نحو الدماغ)
- لتكن أفكارك حسنة فالأفكار السلبيّة تهيّج المناطق الدماغيّة المعنية بالاكتئاب والقلق
- تعلّم شيئاً جديداً كل يوم، ولو لخمس عشرة دقيقة فقط
- تعلّم أن تتنفس بشكل أفضل كي تقلل القلق وتزيد اليقظة والاسترخاء.
التعليقات مغلقة.