لماذا أشعر بالذنب طوال الوقت؟ وهل هناك حل؟

لماذا أشعر بالذنب طوال الوقت؟ وهل هناك حل؟ ثمة أمور كثيرة ضارة نقوم بها جميعًا، طوال الوقت، لدرجة أننا اعتدنا عليها دون أن ندرك ذلك. لكن التحرر منها ليس بالأمر الممكن فحسب، بل يمكن تعلمه أيضاً! شرط أن تتوفّر لديكم كالعادة الإرادة للقيام بذلك، لأنه من الأفضل أن نركز على الخير وأن ندع الشر يزول وحده، بدلًا من التركيز على الشر للقضاء عليه. وهكذا، ستجدون لكل سمّ ترياقه.

الشعور بالذنب

يدل الشعور بالذنب على أننا ندرك أننا أخفقنا، وأننا نتعاطف مع الآخرين، وأننا نعرف كيف نميّز بين الصواب والخطأ. والقليل من الشعور بالذنب يبقينا على الطريق الصحيح. إذن، هذا الشعور بالذنب يدل على صحة عقلية جيدة، وإلّا فستكونون مرضى نفسيين إذا انتفى هذا الشعور لديكم.

ولكن هل من داعٍ حقًا للشعور بالذنب؟

نشعر بالذنب بسهولة عندما نفكر في أنفسنا، ونستسلم للمتعة، ولا نقضي الوقت الكافي مع الأقارب، وعندما نكون عاجزين، وحين نرى أنّ الشخص الذي تخلينا عنه محبط “بسببنا” (أليس كذلك؟) … وبالتالي قد نشعر بالذنب لرؤية الشخص الآخر حزينًا لأننا تخلينا عنه، ونتساءل إن كان من الممكن أن نخفف الضرر قليلاً. وقد نشعر بالذنب عند خيانة شريكنا/شريكتنا، أو عندما يكون رد فعلنا غير لائق تجاه شخص ما، أو عندما نسرق شيئًا، أو حين نأكل لحم خروف صغير رغم استمتاعنا بذلك.

عندما يموت شخص ما، قد يشعر أقرباؤه بالذنب لأنهم لم يتواجدوا إلى جانبه في الوقت المناسب، أو لأنهم فوّتوا شيئًا ما، أو لأنهم لم يستمعوا إلى الآخر… وخسارة شخص ما أمر صعب بما فيه الكفاية، فلا داعي للشعور بالذنب أيضًا الذي لن يفيدكم في شيء. من فضلكم ارحموا أنفسكم.

ما من أحد معصوم عن الخطأ، والجميع يرتكب الأخطاء حتى ذوي النوايا الحسنة فضلاً عن الأشخاص الذين لا يتصرفون بحسن نية. ولكن مهلًا، لن نتقدّم في الحياة إن كانت الانطلاقة خاطئة، وبالتالي إذا كان هذا هو حالكم، فعليكم إعادة النظر في وضعكم النفسي وأموركم التي لم تحل بعد. يمكننا أن نتعلّم كيف نفعل ذلك، ولدينا الخيار في تطوير أنفسنا أو عدم تطويرها. وإذا كنتم لا ترغبون في ذلك، فاحتفظوا بمشكلتكم وتقبلوا عواقبها أيضًا.

العلاجات:

معرفة الذات: أنتم تعرفون نواياكم، وتدركون طبيعة الموقف: إحراج؟ سوء تقدير؟ صراع داخلي؟ جهل؟ فضول؟ حاجة كامنة؟ عند النظر إلى ذلك عن كثب، تتعلمون التوقف عن الشعور بالذنب بسبب أمور تافهة، والتراجع من أجل التصرف بطريقة أفضل في المستقبل.

المسؤولية: أنتم مسؤولون عن أفعالكم وأقوالكم. هل فشلتم؟ هل أنتم جبناء؟ تعلّموا الدروس من ذلك، تعرّفوا على أنفسكم، وتحمّلوا مسؤولية أنفسكم ورغباتكم. يمكنكم أن تعترفوا بأخطائكم وصراعاتكم ونقاط ضعفكم، والعمل عليها من دون السماح للشعور بالذنب، الذي جعلكم تلاحظونها، بالسيطرة عليكم إذ ما الفائدة من ذلك؟ لا داعي للشعور بالذنب عندما تكونون مسؤولين.

التسامح: تعلموا أن تكونوا متسامحين مع أنفسكم. أعلم أنّ الكلام أسهل من الفعل، ولكن ما إن تبدأوا بتطبيق هذه الفكرة وتقرأوا عنها، حتى تنحلّ الأمور كلها.

التعليقات مغلقة.