أنا خجول … ما العمل؟

أنا خجول … ما العمل؟

أ- هل هذا سحر؟ لا إنه علم نفس!

كم من مرة جلست في المقهى تقلّب فنجانك بين يديك فيما تجلس على بُعد خطوات منك المرأة التي لطالما حلمت بها؟ كم من مرة حلمت بأن يتحوّل ما في فنجانك إلى شراب سحريّ؟كم من مرة بقيت جالساً أمام شاشة التلفزيون من دون أن تجرؤ لربما على تلبية الدعوات الموجّهة إليك؟ كم من مرة التفتت إلى هاتفك من دون أن تتلقى أيّ دعوة رغم رغبتك في أن تلهو وتمرح قليلاً؟

راقب هذا الخجل وهو يلتهمك حياً! راقبه وهو يمنعك من التحدّث إلى أشخاص لا تعرفهم، من اقتراح لقاءات، من التحدّث أمام الناس أو إطلاق المشاريع؟ ولعل الأسوأ أنّ الخجل يجعلك تشعر بالذنب ويمنعك من أن تستفيد بالكامل من اللحظة الراهنة! لا، تباً له، من يظن نفسه؟!

أنا استخدم، كما أدركت بالتأكيد، معرفتي بالنفس البشريّة ومهاراتي في التواصل لأساعد الرجال الطموحين في علاقاتهم مع النساء. لكن مقاربتي شاملة أكثر من ذلك!

وبدلاً من أن أعمل على تصرفاتك، وأن أثير لديك شعوراً بالحرج والانزعاج وعدم الارتياح، أغيّر حالتك الذهنيّة مباشرة: استرخاء، بحث عن قيمك الأساسيّة، سيطرة على حكايتك، راحة عاطفيّة، رؤية واضحة عن الذات، مشروع حياة محدد وواضح، تخلّص من المعتقدات المقيّدة، زيادة الثقة بالنفس، تعزيز الحوافز الاجتماعيّة والتصميم على التصرّف…

يؤثّر هذا التكييف النفسي الجديد والقوي والمتين على مجموع مفاهيمك وتصوراتك ومشاعرك وتصرفاتك! سترى أنّ إجراء عملية تنظيف للذهن، والتنعّم براحة الفكر والتمكّن أخيراً من الإيمان بالذات وتولّي مسؤولية أحلامك والشعور بأنك مستعد لكل شيء في أيّ لحظة، أمر رائع!

ب- المسألة مرتبطة بالعقل. إنما ليس فقط…
الحالة النفسيّة رياضة قتاليّة

أنا أعتقد يقيناً أنّ الخجل ليس هويّة بل حالة. بالتالي، يمكننا أن نعمل عليه!

لطالما دار نقاش عن “الفطري/المكتسب” في المجتمع العلميّ في ما يتعلّق بالأبحاث حول السلوك الانساني والطباع. بشكل عام، أولئك الذين يبدون رأيهم في أفعالك أو حالتك الذهنيّة يرتكبون ما يسميه علماء النفس “خطأ الإسقاط الأساسي”. إنها استنتاجات سلوكيّة نجدها غالباً في أحاديث المقاهي والحانات (“إنّ الموسيقى تجري في عروقه”؛ “إنه جبان بطبيعته”؛ “يا له من موهوب، الفن يجري كالدم في عروقه”).

أدى تطوّر علوم الأعصاب إلى التخفيف من هذه النظريات الوراثيّة، بعد أن سمح بتسليط الضوء على الدور الذي يلعبه الإرث العصبي وعلى مسؤولية العوامل الأخرى الظرفيّة والمتغيّرة أكثر.

إذن، أنا لست شخصاً واثقاً. أنا أتقدّم وأتطوّر في إطار معيّن يسمح لي بأن أتصرّف بثقة. ومع التعلّم والتدرّب والمحيط الصحيح والمناسب، يمكن لكل فرد أن يضع نفسه في ظرف يجعله مرتاحاً مع الآخرين، سواءً خلال لقاء أول، أو خلال حوار بين مجموعة أو في موعد ما أو أثناء حدث عام. ولعل الأفضل هو أنك تستطيع أن تصبح شخصاً مؤثّراً فيما أنت تقدّم للعالم أفضل ما فيك!

التعليقات مغلقة.