3 خطوات للشفاء من الطفولة السامة التي عشتموها

الطفولة السامة بتعريفها الأبسط هي المكان الذي يكبر فيه الطفل في بيئة تؤثر سلباً على تقديره لذاته وانتمائه إلى طفولته. يرتبط ذلك بالطريقة التي تم التعامل مع هذا الطفل بها. هل كان هذا الطفل مهملاً؟ هل تلقى الكمية الكافية من الحب والعناية؟ وهل هو يظن أن الحياة جميلة أو أنها معقدة ومخيفة؟

إذا كنتم تظنون أن طفولتكم قد أثرت عليكم كبالغين، أو أنها غيرت من نظرتكم تجاه العالم، فلا بد أنكم تفهمون إلى أي حد من الصعب أن تشفوا من طفولتكم السامة وأن تمحوا أوجاع الطفولة المتجذرة داخلكم منذ سنوات كثيرة.

في بعض الأحيان، قد يبدو أنكم لن تتخطوا الأمر أبداً، لأن الذكريات تكاد لا تختفي أبداً.

هي لا تختفي من عقلكم أبداً، أنتم لا تنسون هذه الذكريات قطّ مهما حاولتم جاهدين أن تقوموا بذلك، لأنه في كل مرة تظنون أن الأمر قد انتهى، وفي كل مرة تعتقدون أن هذه المشاكل ستُحل جميعها، هي تعود لتطاردكم عندما لا تتوقعون حدوث ذلك.

غالباً ما تنشأ الطفولة السامة بسبب والد أو والدين سامين أساءا معاملتكم أثناء طفولتكم أو سخرا من أحلامكم، والدين استخدما الشعور بالذنب أو المال للتحكم بأطفالهما وتخليا عن حبهما وعاطفتهما تجاهكم فور أن أخطأتم. والدين لا يحاولان فهم أطفالهما أو احترام حدودهم، وقاما بفرض حياتهما الخاصة عليهم. والدين لا يرغبان بتحقيق استقلالية أولادهما وفرضا الخوف بدلاً من الحب والأمان، فكبر طفلهما ليرضيهما لأنه خائف وليس مقتنعاً.

التعافي أمر صعب ولكنه ليس مستحيلاً.

إنه أمر صعب للغاية لأن هذه السلوكيات تعشعش داخلكم وتجبركم على التساؤل عن كل ما ومن حولكم، لأن المنزل الذي كان ينبغي أن يعلمكم العيش بصحة وتوازن انتهى به الأمر إلى أن يعلمكم أن تعيشوا بخوف وقلق وشكوك وشعور بعدم الأمان. ومع ذلك، ثمة بعض الأمور التي ينبغي عليكم القيام بها لكي تشفوا من مشاكل الطفولة هذه وتفرضوا بعض الحدود مع والديكم السامين.

برأيي، أهم خطوة هي أن تعلنوا الحداد على العلاقة التي ترغبون بالحصول بها مع والديكم.

أنتم تتذكرون طوال الوقت العلاقات التي تجمع الأطفال الآخرين بوالديهم ويرغب جزء صغير منكم في أن يشعر بهذا الرابط. بما أن ذلك لن يحدث، عليكم أن تتوقفوا عن تخيل قصة حياة شخص آخر. أنتم لم تعيشوا هذا الرابط مع والديكم ولم تحظوا بعلاقة جيدة معهما وعليكم أن تتصالحوا مع هذه الفكرة وتعقدوا صفقة سلام مع واقعكم.

الخطوة الثانية الأهم هي أن تبتعدوا عن هذه العلاقة

إذا كان بإمكانكم الابتعاد عن والديكم، افعلوا ذلك، وإذا كنتم عاجزين عن القيام بهذه الخطوة، افرضوا حدوداً صلبة معهما. لديكم كامل الحق بالابتعاد عن كل من لا يحترمكم أو يقلل من شأنكم حتى لو كانا والديكم.

تقضي الخطوة الثالثة بأن تدركوا أنه ليس خطأكم.

أنا أعرف أن العديد من الأهل السامين يميلون إلى توجيه أصابع الإتهام نحو أطفالهم عندما يفشلون هم. ولكن هذا ليس خطأكم. لذا، لا تقعوا في شباك هذا الفخ الشرير.

أخيراً وليس آخراً، عليكم أن تمضوا جزءاً كبيراً من حياتكم وأنتم تحاولون أن تتغذوا من الحب والدعم اللذين لم تتلقوهما من والديكم. عليكم أن تحبوا ذاتكم بجميع الطرق التي عجزا أن يحبوكم بها.

أحيطوا أنفسكم بالأشخاص الذين يسعدونكم ويخرجون أفضل ما في داخلكم. وغيروا هذه الأفكار الثابتة التي تخبركم بأنكم لستم جيدين بما فيه الكفاية. ستقضون فترة كبيرة من حياتكم كمراهقين في دحض جميع الرسائل التي غرسوها داخلكم وفي تغذية تقديركم لذاتكم.

أعرف أن العملية صعبة وطويلة، ولكنها مهمة لصحتكم النفسية ورفاهيتكم.

ربما لم تعلّمكم طفولتكم السامة الكثير عن الحب، الأمان، السلام، والسعادة، ولكنها تعلمكم من لا تريدون أن تكونوا وكيف لا ترغبون في أن تتصرفوا. كما أنها عرفتكم على نوع الشريك أو الوالد الذي لا ترغبون في أن تصبحوه، وأحياناً، تكون هذه أفضل هدية قد تحظون بها.

التعليقات مغلقة.