لماذا نفشل في كل ما نفعله مهما بذلنا من جهد؟ تعرفوا على قانون الجهد المعكوس
لماذا نفشل في كل ما نفعله مهما بذلنا من جهد؟ تعرفوا على قانون الجهد المعكوس.. هل تتذكّر المرة الأخيرة التي خضعت فيها لامتحان؟ لقد درست لكنك وفي اللحظة الحاسمة، وعند بدء الامتحان، نسيت كل شيء. وكلما بحثت أكثر عن الأجوبة في دماغك، كلما شعرت بأنك عاجز عن ايجادها. وبعد ساعة، وبعد أن يزول الضغط الناجم عن الامتحان وتسترخي، ستتذكّر كل شيء.
يمكنني أن أقول لك، وانطلاقاً من تجربتي الشخصيّة، أنني وقعت ضحية هذا الوضع بشكل يوميّ. أنا أعمل حالياً في التدريب على الكتابة الانشائية على منصات التواصل الاجتماعي على الانترنت، لطالما رغبت في أن أفعل ذلك ومنذ زمن بعيد. لديّ خبرة تمتد على 25 عام في هذا المجال كما لديّ الكثير من المعارف التي أرغب في نقلها. يقول لي عقلي الواعي “تستطيع أن تفعلها”، لكن ما الذي يجري لاحقاً؟ يعمل عقلي اللاواعي على تقويض المشروع بالشك وعدم الأمان والخوف. إنّ مخيلتي التي تصوّر لي ما يمكن أن يسوء أقوى من إرادتي ورغبتي في تنفيذ العمل.
هذا مثل من ضمن أمثلة كثيرة بما أنني عشت هذه التجربة مرات عدة خلال حياتي. لكني تعلّمت أنني لا أنتقل إلى العمل الفعليّ إلا بعد أن أترك الأمور تهدأ وأسترخي.
ينطبق هذا على الكتّاب الذين يعانون من متلازمة الورقة البيضاء إلا أنهم يبقون مسمّرين أمام شاشة الكمبيوتر ليعذّبوا أنفسهم لأنهم لا يجدون ما يكتبونه، في حين أنه يكفي أن يخرجوا قليلاً ويسيروا في الطبيعة ليجدوا الإلهام الذي يفتقرون إليه ويكتبوا عملاً رائعاً أو مقالاً كهذا في مدونة على الأقل.
هذا الصباح على سبيل المثال، لم أجد ما أكتبه فقررت أن أضيّع بعض الوقت على يوتيوب حيث عثرت على الفيديو الذي يتحدّث تحديداً عن الأثر المعكوس. لم أتكبّد عناء إنهاء الفيديو بل نهضت من مكاني لأكتب هذا المقال بشكل تلقائي. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل أضعت وقتي أم أني استغليت قانون الأثر المعاكس لصالحي؟
إنّ الشكّ بالذات يكبح الكثيرين. فالعقل الواعي وضع لنفسه هدفاً في حين يعمل العقل اللاوعي على تقويض هذا الهدف. توقّف عن خوض المعارك ضد نفسك. خذ هدفك بعين الاعتبار وركّز على الاسترخاء، وتخلّص من المشاعر السلبيّة المرتبطة بعدم تحقيق الهدف.
إليك بعض النصائح كي تستغل قانون الجهد المعكوس لصالحك:
- تخلّص من فكرة أنه من الضروري أن تعمل بجدّ وبصورة مكثّفة
- لا تحاول أن تعمل إن كنت لا ترغب في ذلك
- استمع إلى الإشارات التي يرسلها جسمك
- ثق بتجربتك.
ولا يعني هذا أنّ عليك أن تتجنّب العمل بجدّ أو لساعات طويلة مهما كان الثمن، بل يعني أنّ عليك ألا تتوتر وألا تبالغ في بذل الجهد. يمكننا أن نسير قدماً نحو أهدافنا مع نسبة أقل من الجهد والتوتر والقلق والهموم.
يقول وارن بافيت: “تتطلب بعض الأمور شيئاً من الوقت بغض النظر عن مدى الموهبة وكمّ الجهود. لا يمكنك أن تحصل على طفل في شهر واحد عبر التسبب بحمل تسع نساء.”
إن كان يومك صعباً بشكل خاص، فخذ استراحة. إن لم يكن العمل يسير بسلاسة فاسترخِ. ليبقَ هدفك في ذهنك، لكن ركّز أكثر على اللحظة الراهنة وعلى حاجاتك الحقيقيّة. يجب علينا في بعض الأحيان أن نتوقّف عن النظر إلى الشجرة وأن نتراجع قليلاً كي نرى الغابة.
عندما تبدأ بالاسترخاء، ستضع التفكير المنطقي جانباً وستسمح لقدرات أخرى بأن تظهر مثل الحدس والإبداع. ستحصل تدريجياً على نتائج أفضل، وعلى انسيابيّة أكثر، وطاقة أعظم، ولذة أكبر. وهذا أخيراً ما سيقودك تحديداً نحو أهدافك مع مرور الوقت.
يجب أن تتمكن من أن تتسلى وتمرح على طول الدرب الذي يفضي إلى أحلامك. كما يجب أن تجعل هذه الرحلة تستحق العناء، بغض النظر عن لحظة الوصول.
التعليقات مغلقة.