كل الناس يولدون مبدعين، فلماذا نخسر هذه القدرة عندما نكبر؟
فلاديمير جيكارنتسيف
الناس يولدون مبدعين: عندما تبدأ برحلة بحثك عن الحقيقة ولماذا تقع دائماً في نفس المشاكل ولماذا تقبل بالعيش في واقع لا يرضيك، فإنك بلا شك ستتعرف على شيء يدعى المتعة السلبية. فالإنسان بطبيعته ميال تجاه البحث عن المتعة والحصول عليها. نحن خلال حياتنا نحاول أن نقوم بالأشياء التي تجلب لنا المتعة وبعد الموت نسعى للوصول إلى الجنة التي ينتظرنا فيها النعيم.
ولكن المتعة، ككل شيء في هذا الكون، تنقسم إلى قسمين: متعة إيجابية ومتعة سلبية. فعندما تتدفق الطاقة الإبداعية مباشرة دون أن يعيقها شيء للتعبير عن نفسها. فإننا نشعر بمتعة إيجابية. هذه المتعة لها جذورها في عاطفة المحبة والشعور بالتوحد مع العالم. أما المتعة السلبية فهي تبدأ عندما تتم محاصرة الطاقة الإبداعية ومنعها من التدفق، وهي مرتبطة مباشرة مع الشعور بالكراهية والإنفصال عن العالم. فكيف يحدث هذا؟
مثلاً إذا تعرّض الإنسان في طفولته للضرب في كل مرة يحاول فيها إظهار استقلاله واعتماده على نفسه. كأن يذهب بمفرده إلى مكانٍ ما أو يخرب غرضاً قيّماً من أغراض أهله وهو يقوم بعملٍ ما. عادةً يكفي الإنسان أن يتعرض لحادثة او اثنتين من هذا النوع كي تحدث محاصرة الطاقة الحيوية المبدعة في الأطراف. يستنتج الإنسان أن أفعاله يمكن أن تؤدي إلى نتائج ليست لمصلحته، وعندها يتشوه الدافع الإبداعي أو يتوقف نهائياً.
وبما أن الإنسان دوماً يبقى إنساناً فإنه سيبدأ باستخلاص المتعة من هذا الوضع حتماً. فهو سيتعلم كيف يحصل على المتعة عندما يمرض وعندما لا يحصل على الإعتراف وعندما يهجره أصدقاؤه وأقاربه وعندما يشعر بسوء في حالته. وعندما يفشل في تحقيق أمر ما أو يفشل في كل شيء. وعندما لا يقوم بأي شيء وعندما يفشل في علاقاته مع الجنس الآخر وعندما يتعرض للإساءة أو الضرب، وعندما يُطرد من عمله وعندما لا يدفعون له راتبه و…الخ.
التعليقات مغلقة.