تقنية شوارتز لطرد الأفكار الهوسية أو الوسواس القهري (1)

وضع الدكتور شوارتز تقنية من أربع مراحل تسمح للعديد من الأشخاص المهووسين بأن يتخلصوا من هوسهم/ الأفكار الهوسية. إنّ الممارسة اليومية والواعية هي مفتاح النجاح.

الأفكار الهوسية هي نوع من الأفكار الذهنية التي تتبع على ما يبدو دربها الخاص. في معظم الحالات، نحاول أن نبطئها أو أن نتحكّم فيها إلا أنها تتكاثر وتتضاعف بشكل مطرد في نهاية الأمر. اكتشفوا تقنية شوارتز.

freepik

عندما ننكر شيئاً ما أو نحاول ألا نصبح مهووسين به، نحفظ هذا الهوس في عقلنا لفترة أطول. تذكّروا تلك الأغنية التي ضربت هذا الصيف والتي تكرهونها وهي لا تزال تتردد في رؤوسكم.
كلما بذلتم جهداً أكبر لتتجنبوا التفكير في تلك الأغنية، كلما اكتسبت المزيد من المساحة والقوة. أما إذا تقبّلتموها، فسينتهي الأمر باختفائها.

نعلم أنّ التعرّض لمصدر الهوس مع الوقاية هو العلاج الأمثل لمكافحة اضطراب الوسواس القهري، لاسيما إذا ترافق مع طقوس وشعائر. في حالات الهوس الصافي، يمكن ان نختار إما تسجيل موضوع الهوس أو كتابته والتعرّض له مرات عدة حتى اختفاء الشعور بالقلق.

ثمة تقنية جديدة وفاعلة جداً تقوم على العلاج الإدراكي الذي أعطى على ما يبدو نتائج واعدة لدى بعض المرضى. إنها تقنية المراحل الأربع للدكتور شوارتز. وجيفري شوارتز هو باحث كبير أجرى دراسات حول المرونة العصبية أو مطاوعة الدماغ في اضطراب الوسواس القهري.
ثبُت علمياً انّ الأشخاص المصابين بهذا الإضطراب يظهر لديهم تغيّر على مستوى عملية الأيض في شبكة الخلايا العصبية التي على شكل نجمة.

بيّن الدكتور شوارتز أنّ تقنية المراحل الأربع لا تساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الوسواس القهري في السيطرة على أفكارهم الهوسيّة وحسب بل تساهم ايضاً في عودة أيض هذه الشبكة العصبيّة إلى مستويات طبيعيّة.

تقنية المراحل الأربع لشوارتز

تتألف هذه التقنية، كما يدلّ اسمها، من أربع مراحل ذات طبيعة ادراكية يتوجّب على المريض أن يجتازها في كل مرة تراوده فيها أفكار هوسيّة.
وتهدف التقنية إلى تثبيت عادة لدى المريض، بحيث تشكّل التقنية جزءاً من روتينه اليومي. تعتبر المراحل الثلاث الأولى هي الأهم، لاسيما في بداية العلاج. تقوم تقنية المراحل الأربع على “4 أ”:

إعادة التصنيف أو اطلاق اسم

تقوم مرحلة إعادة تصنيف الأفكار بشكل أساسي على مبدأ أن نُطلق على أفكارنا وأفعالنا الإسم الحقيقي العائد لها: هوس ووسواس أو هاجس قهري. يجب أن نكون مدركين لما يحصل لنا. فاضطراب الوسواس القهري مرض وهوسنا هو نتاجه، تماماً مثل ابطال مفعوله والتخلّص منه.

سيصبح من السهل عليكم بهذه الطريقة أن تضعوا كل شيء في مكانه الصحيح. ولكي تتدربوا على إعادة التصنيف، ليس عليكم أن تقولوا: “أعتقد اني قد أجرح أمي إذا لم أعدّ حتى 100 قبل الخلود إلى النوم” بل أن تقولوا: “إنّ اضطراب الوسواس القهري الذي أعاني منه هو مصدر هذه الفكرة. إذن، فكرة أني سأجرح أمي إن لم أعدّ حتى 100 قبل الخلود إلى النوم هو نتاج هذا الإضطراب.”

يجب أن نقول لأنفسنا أنّ بعض الأفكار التي تتجمّع في أذهاننا هي أعراض اضطراب الوسواس القهري وليست ناتجة عنكم أنتم كأشخاص. إنه الفصل بين الهوس اللامنطقي الذي لا علاقة له بكم وبين الفكرة التي تتوافق مع شخصيتكم.
إذن، يتطلب الأمر أن تبذلوا الجهد اللازم كي تحافظوا على يقظتكم وحذركم أو كي تكونوا ما نسميه المشاهد النزيه والمحايد. بمعنى آخر، عليكم أن تتمتعوا بالقدرة على مراقبة الذات التي تترافق مع القدرة على التمييز بين ما هو حقيقي وواقعي وما هو عارض، والقدرة على رفض الحافز المرضي لكي يبدأ بالسقوط ويختفي.

ماذا عن المراحل الأخرى؟ ترقبوا المراحل الأخرى في المقالة القادمة: الوسواس القهري والأفكار الهوسية: كيف تتخلصون منها بحسب تقنية شوارتز (2)

التعليقات مغلقة.