أزمة منتصف العمر أو أزمة عمر الأربعين : أسبابها وعوارضها وكيفية التعامل معها (عند الرجل والمرأة)

عند الوصول إلى منتصف العمر، يلاحظ بعض الأشخاص أنهم قطعوا شوطاً كبيراً من عمر الشباب نحو الشيخوخة. وتؤدي أزمة عمر الأربعين إلى بعض التغيرات الجذرية في الحياة اليومية، وبين الأزواج، وفي العلاقات مع الأصدقاء، وفي السلوك. بالإضافة إلى أن الموضوع يطرح تساؤلات.

أزمة منتصف العمر: ما هي؟

تقع أزمة منتصف العمر بين سن 35 و55 وتطال جيل الأربعين بطرق مختلفة. وهي تنطلق في حوالي سن الثامنة والثلاثين من خلال فترة من الشك يولد فيها الوعي لدى المرء حول مسيرته الشخصية والوقت الذي يمر. إنها عبارة عن طرح أسئلة متعمقة عن معنى الحياة، ويمكن أن تطال هذه الأسئلة جميع الأصعدة: الصعيد العملي، والعاطفي، والأخوي، والعائلي، أو المالي.

غالباً ما يكون سبب الأزمة حدث شخصي أو مهني:
  •  خسارة الوظيفة، أو صعوبات مهنية؛
  •  طلاق، انفصال أو شجارات؛
  •  صعوبات مالية؛
  •  خسارة أحد الأبوين أو استقلال الأولاد؛
  •  تغيرات جسدية مثل التجاعيد، الشيب، أو سن اليأس؛
  •  إصابة بمرض ما.

يمكن أن تُتَرجَم هذه الأزمة الوجودية عير اكتئابٍ عابرٍ، أو تؤدي إلى مشاكل نفسية كبيرة.
خصائص أزمة منتصف العمر

بشكل عام، تبدأ أزمة عمر الأربعين تدريجياً، يتهيأ للشخص أن الروتين يقمعه. ويصبح حساساً مع محيطه، ويشعر بالفراغ والعجز لأن مسؤولياته تذكره بأن من الصعب تغيير الأمور.

عوارض عدة تظهر بدرجات مختلفة خلال أزمة منتصف العمر:
  •  ملل ملموس وإحباط؛
  •  حساسية حيال محيطه؛
  •  رغبة بالتغيير في مختلف المجالات أو أغلبها (شراء سيارة جديدة، أو خزانة ثياب، أو منزل جديد)؛
  •  شعور بالغضب ونوبات عنف أحياناً؛
  •  شعور بالاكتئاب والاستياء، وغياب المحفزات؛
  •  الشك؛
  •  ظهور روتين مهني أو الخوف من خسارة الوظيفة؛
  •  قلق، وأرق.
أزمة منتصف العمر: الاختلافات بين الرجل والمرأة

تؤثر أزمة منتصف العمر بطريقة مختلفة بين الرجل والمرأة. وهي تستمر لمدة أطول لدى الرجل، أي من ثلاث إلى أربع سنوات لدى الرجل بالمقارنة مع سنتين إلى ثلاثة سنوات لدى المرأة.
أزمة منتصف العمر لدى الرجال

تتمثل أزمة منتصف العمر عند الرجال بما يلي:
  •  دائماً ما يكون المسبب حدث من الحياة المهنية، كتهديد بالبطالة أو رغبة بالتغيير.
  •  يمكن أن يعتبر سن اليأس الوشيك للزوجة، الذي يضع حدًّا لإمكانية الإنجاب مجدداً، دافعاً “لأزمة منتصف العمر”، أي الرغبة في إغراء النساء الأكثر شباباً . تسمح العشيقات للرجل بالشعور بالحياة والمكافحة ضد الشيخوخة.
  •  يغير من مظهره، وسلوكه، وسيارته دائماً، ويطرح على نفسه موضوع الخيانة.
  •  يصبح أكثر قسوة مع المقربين؛ ينتقد ويفكر بطريقة غير عقلانية تؤدي إلى الشجار.
    على عكس إشارات أزمة منتصف العمر لدى النساء:
  •  الساعة البيولوجية واقتراب مرحلة سن اليأس اللتان غالباً ما تحركان التساؤلات.
  •  غالباً ما يساور المرأة القلق من أن تجد نفسها وحيدة مع الشريك عندما يغادر الأولاد المنزل، إنها “أزمة العش الفارغ”. بعد أن تفرغت لتربيتهم لسنوات طويلة، يصعب عليها التعامل مع رحيلهم.
  •  يتوفر لها الوقت الذي تخصصه لنفسها وتحتاج إلى الشعور بأنها جميلة، ومقدرة، وجذابة.
  •  تغيّر المرأة قيمها أيضاً وتخلق لنفسها “أزمة أنوثة”حيث ترفض الإحساس بالواجب.
أزمة منتصف العمر: كيفية التعامل معها؟

إن أزمة منتصف العمر ليست مرضاً، بل هي أحياناً ضرورية في حياة بعض الأشخاص. من الضروري القيام بعمل شخصي على مدى أشهر أو حتى سنوات للتعامل مع هذه الأزمة بشكل أفضل وفهم أسبابها.

يتيح لك أخذ الوقت الكافي للتقييم، وملاحظة الإنجازات المختلفة لحياتك ، العودة خطوة للوراء من أجل المراجعة:

  •  ستلاحظ عندها أنك أنجزت أعمالاً أكثر مما تعتقد.
  •  بعد ذلك، يتيح لك إعداد قائمة بمشروعاتك وأحلامك (الواقعية) الانطلاق نحو المستقبل مع مخاوف أقل.
    يمكن العمل تدريجياً على الخروج من أزمة منتصف العمر والاستفادة منها. وتسمح التغييرات الصغيرة – مثل البدء بمشاريع، وخسارة الوزن، وتغيير أسلوب اللبس أو التسريحة – بعدم الانجراف، واستعادة تقدير الذات، وأخذ بعض الوقت للاهتمام بالنفس.

التعليقات مغلقة.