لمَ تبدو كل سنة وكأنها تمرّ أسرع من سابقاتها؟

تبدو كل سنة تمرّ في حياة معظم الناس وكأنها أقصر من السنة التي سبقتها. ونلاحظ أنّ الكثيرين يبدون متفاجئين من رؤية الأعياد تحلّ سريعاً، ويدرك البعض أنهم لم ينهوا اللائحة التي وضعوها للقرارات أو الأمنيات التي ينوون تحقيقها خلال العام.
وبشكل عام، أصبحت مدة إجازاتنا أقصر أيضاً. وعلى الرغم من أن كل الساعات تتبع نظاماً موّحداً 12 ساعة/60 دقيقة، إلا أنّ الدراسات تشير إلى أننا لا نشعر بالوقت بالطريقة نفسها مع تقدّمنا بالعمر نحن نشعر كل سنة أسرع من سابقاتها.

العواطف

تتأثر حدة العواطف في الحياة اليوميّة بحقيقة أنّ الكثيرين منا لديهم تجربة ناتجة عن “فرضيّات”. فكّروا في كل تلك المرات التي وجدتم فيها أنفسكم تتصرّفون بشكل آلي، وتتابعون مهامكم اليوميّة كارتداء ملابسكم أو إعداد الطعام، أو تكملون بكل بساطة حياتكم اليوميّة فيما عقلكم وتفكيركم في مكان آخر طيلة النهار. إذا عشتم في مكان ما لفترة طويلة أو إذا شغلتم الوظيفة نفسها على مدى سنوات عديدة، فسيتضاءل لديكم الشعور بالتجديد.

كل سنة أسرع
stock.adobe
تقضي غريزتنا بأن نوفّر قدر ما نستطيع من الطاقة

ما يعني بالتالي أنّ عقلنا ينتقل إلى النظام الآلي عندما يكون سياق الحياة متوقّعاً، فيلجأ إلى التجاهل أو التغاضي. إذن، يصبح عقلنا أكثر كفاءة في القيام بالمهام التي أصبحت معتادة، بحيث ينفّذها بغية معالجة مسائل أخرى ملحّة أكثر.
ويصرف الكثيرون منا لسوء الحظ هذه الطاقة العقليّة على القلق والتحليل الذاتي والقرارات الوازنة التي يمكن أن تسبب الكثير من الضغط النفسي. وهذا النوع من السلوك يميل إلى ضغط الوقت، بغض النظر عن المكان الذي يركّز عليه عقلنا؛ وبالتالي، يبدو لنا أن حياتنا تتسارع.

الذاكرة

ويتحدّث الأطباء النفسيون عن “التقليل من قدم حدث محفور في الذاكرة”، وهي نظريّة تدرس الطريقة التي ندرك بها أحداث الماضي التي تركت أثراً بارزاً على حياتنا. يُفترض أن نبقى على ارتباط بأحداث مهمة من الماضي كولادة طفل أو موت صديق، أحداث تبدو لنا دوماً وكأنها حديثة حتى بعد مرور سنوات عديدة. أن ندرك أنّ عشر سنوات مرّت على زواجنا في حين أننا نشعر بأنها خمس سنوات فقط، أمر يمكن أن يكون مخيفاً فعلاً.

النظريّة النسبيّة

كما شرحت النظريّة “النسبيّة” لبول جانيت أيضاً مسألة تسارع مفهومنا للوقت. تقول هذه النظريّة التي ظهرت في العام 1877 إنّ كل فترة زمنيّة تشكّل جزءاً أصغر من الحياة بمجملها عندما نشيخ مما يؤثر في الطريقة التي ندرك بها كل لحظة.
“إنّ المدة الظاهرة لفترة زمنية في مرحلة معيّنة من حياة الانسان تتناسب مع المدة الإجماليّة للحياة نفسها. فالولد في سنّ العاشرة يشعر بالسنة وكأنها عُشر حياته كلها- والرجل في سن الخمسين سيشعر بها وكأنها خمسين بالمئة من حياته، فيما الحياة بمجملها تحافظ في هذه الأثناء على وتيرة ثابتة”- ويليام جايمس.

التعليقات مغلقة.