فصل الخريف هو الفصل الأنسب لتغيير حياتك جذرياً؛ خطة عمل من مرحلتين

إن كنتم ممن يصابون بالرشح أو التهاب الشعب الهوائيّة أو التهاب الجيوب الأنفيّة في الشتاء، فأنصحكم بأن تتبعوا نصائحي هذا الخريف.

ستلاحظون أنّ هذا الفصل منعطف رائع بالنسبة إلى صحتكم وليس موسماً حزيناً. دعوني أشرح لكم ما الذي عليكم فعله:

المرحلة 1: انتقلوا إلى مرحلة “إزالة السموم” لتعزيز دفاعاتكم المناعيّة

تلعب الرئتان والأمعاء الغليظة دوراً أساسياً في المناعة: بالتالي ليس من المستغرب أن يطالها البرد أولاً وقبل سواها في أغلب الأحيان (بلغم، مخاط، احتقان الشعب الهوائية…).

ولعل أشهر الصيف تسببت باتساخها وانسدادها بعض الشيء ما يجعل عملية إزالة السموم في الخريف خطوة مرحّب بها على الدوام في إطار عملية تنظيف خفيفة (حتى وإن كانت عملية التنظيف الكبرى تتم في الربيع).

لمساندة عمل الكبد، مارسوا القليل من الضغط والتدليك بالأصابع، مع استخدام الأوكالبتوس العريض الورق (ليس مزعجاً ويمكن احتماله بسهولة) على مستوى النقطة 11 العائدة للإمعاء الغليظة.

إنّ مسألة تحديدها سهلة: يكفي أن نقوم بطيّ الكوع بمعدل 90 درجة وستجدون في هذا المكان النقطة 11. سيسمح لكم هذا بتنشيط الإمعاء الغليظة والتخلّص من السموم بطريقة أفضل.

ثمة خيار آخر هو النقطة 9 للرئة. وتقع هذه المرة في امتداد الإبهام على مستوى المعصم. ابدأوا الضغط على الإبهام الأيمن عبر وضع نقطتين من الأوكالبتوس بعد إذابتهما في 6 نقاط من الزيت النباتي. دلّكوا حتى يتشرّبها الجلد.

افعلوا هذا مدة أسبوع، وبمعدل 3 مرات في اليوم. ستعززون بهذه الطريقة جهازكم المناعي إلى حدّ كبير وستحمون أنفسكم بالتالي من أمراض الشتاء القادم.

ولمقاومة التغييرات المفاجئة في الحرارة، الجأوا إلى “الحمام الجاف”. قوموا بفرك المعصمين الجافين فسيزيد هذا من مناعتكم. وسيتحوّل الجلد إلى نوع من الدرع (المعدني) فيحميكم بشكل أفضل من الهجمات الخارجيّة.

كيف تفعلون هذا؟ ضعوا 4 نقاط من الأوكاليبتوس رادياتا وافركوا. افعلوا هذا بشكل خاص إن كنتم محاطين بأشخاص مرضى (مرة في اليوم كحدّ أقصى).

المرحلة 2: اهتموا بهدوئكم وصفائكم

تذكّروا أنّ الحزن يولد في الرئتين الضعيفتين. والنصوص الصينيّة واضحة حتى في هذا المجال:

“القلق (…) يجرح الرئة. الفرح هو شعور القلب النار ويمكن أن يتغلّب على قلق الرئة المعدن”.

إذن، على الرغم من كل ما تسمعونه من حولكم، احرصوا أكثر من أيّ وقت مضى على فرحكم وكيفية تعزيزه!

علاوة عن أنه فصل انتقاليّ، يرتبط الخريف أيضاً بالنتيجة أو الحصيلة (الحصاد)، بما حققتموه (أو لا) خلال العام.

إنه الوقت المناسب لإجراء عملية فرز حتى وإن كنتم لا تحبون ذلك، إنه وقت الترتيب وتنظيم الأمور لديكم. إنها طريقة جيدة للتخلّص من أيّ ندم محتمل وللاستعداد للشتاء بروح غير مثقلة وأكثر راحة.

اعملوا إذاً على قدرتكم على تجاوز الأمور بواسطة تمارين التأمّل والتنفّس. ستنشّطون بهذه الطريقة أيضاً الرئتين!

إليكم هذه الطريقة في التأمّل بتوجيه من جان باليسيه وهو معلّم في الطب الصيني:
  • اجلسوا على كرسي
  • يجب أن تكون القدمان متباعدتين حوالى 90 درجة فضلاً عن الركبتين والوركين. أنتم في وضعيّة جيدة الآن.
  • تكون القدمان متوازيتين. لا تنهاروا على الكرسي. يجب ألا يكون الرأس إلى الخلف أو إلى الأمام بل ما بين الاثنين وحسب. أنصحكم بإغماض العينين لتسهيل عمليّة التأمّل.
  • لن تدوم جلسات التأمل في البداية سوى لوقت قصير، ما بين 5 و10 دقائق. في المرة المقبلة، عندما تبدأون جلسة التأمل، ضعوا جهاز توقيت لخمس دقائق. سيبدو لكم وكأن الوقت يسير ببطء شديد!
  • يرتبط التأمل ارتباطاً وثيقاً بتباطؤ الوقت، واللاوقت، والانفتاح بين الين واليانغ للوصول في النهاية إلى الصحوة.
  • يمكنكم أن تطلقوا تلك الابتسامة الداخليّة.

قد يبدو ما سأقوله غريباً ومدهشاً لكن اللون المرتبط بالخريف هو الأبيض: ارتدوا ملابس ذات الوان فاتحة أو اكسسوارات بيضاء. واختاروا المأكولات البيضاء أيضاً التي تغذي الرئتين والإمعاء الغليظ (الأرز، اللفت، الكراث…)

لا تخافوا، وتعلّموا أن تتجاوزوا الأمور وتتركوها وراءكم، فهذا يُضعف جهاز المناعة!

أتمنى لكم خريفاً رائعاً! اعتنوا بأنفسكم!

 

التعليقات مغلقة.