هل دماغك من النوع الخامس: الدماغ الحذر؟

هل دماغك من النوع الخامس: الدماغ الحذر؟ تشير هذه الدراسة إلى وجود 5 أنواع مختلفة من الأدمغة. ستتفاجأ حين ترى إلى أيّ حدّ يمكن لنوع دماغك أن يؤثّر في شخصيتك وسلوكك وتصرفاتك.

هل تساءلت يوماً لما أنت حذر إلى هذا الحدّ؟ أو لما أنت عاطفيّ؟ هل قال لك أحدهم يوماً إنّ المسألة كلها في عقلك؟ حسن، إنه محق نوعاً ما. كل شيء يتبلور في دماغك. استناداً إلى قاعدة البيانات الأكبر في العالم للصور المقطعيّة للدماغ المرتبطة بالسلوك والتصرفات، أصبحنا نعرف الآن أنّ الطريقة التي تفكّر فيها وتتصرّف بها وتتفاعل فيها مع الآخرين تعتمد على حسن عمل دماغك.

ما هو نوع دماغك؟

بعد دراسة أكثر من 150000 صورة مقطعيّة حسب طريقة التصوير الطبي بأشعة غاما) في عيادات أمين للصحة العقلية Amen Clinics، تبيّن بشكل جليّ أنّ الأدمغة ليست متشابهة كلها. وهذا التصوير المقطعي يعتمد على آلة تصوير للدماغ تقيس دفق الدم والنشاط وتُظهر مناطق الدماغ ذات النشاط السليم أو ذات النشاط المفرط أو ذات النشاط غير الكافي.

خلال عملهم في التصوير، بدأ العلماء البحث عن نماذج من شأنها أن تساعدهم على تشخيص ومعالجة مشاكل الصحة العقليّة كاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، الاكتئاب، الاضطراب ثنائي القطب والقلق. لكن ومع التقدّم في دراسة الصور، لاحظوا أيضاً أنّ بعض أنماط الدماغ ترتبط بأنواع الشخصيّة.

يمكن اختصار الخلاصة الرئيسيّة لدراسات الدكتور أمين كالتالي:

إنّ الطريقة التي يجري بها الدم في الدماغ تؤثر في شخصيتك وسلوكك وتصرفاتك.

وقد حددوا استناداً إلى أبحاثهم خمسة أنواع رئيسيّة من الأدمغة، وهي تؤثر في شخصيتك وسلوكك وعلاقتك بالآخرين. وهذا ما يجعل العلاج الموحّد الذي يُعطى لكل من يعاني من القلق أو الاكتئاب أو أيّ اضطراب مرتبط بالصحة العقليّة، لا ينجح حكماً.

كما أنّ تحديد النظام الغذائي، والمكمّلات الغذائية والرياضة الأكثر فاعلية لتلبية حاجاتك يعتمد أيضاً على نوع دماغك.

نقدم لكم في الجزء الخامس من هذا المقال شرحاً عن كيفية عمل النوع الخامس من الأدمغة:

النوع 5: الدماغ الحذر

أنماط الدماغ: يُسجّل نشاط أكبر في مراكز القلق في الدماغ مثل العقد القاعديّة أو الفص الجزيري (القشرة الجزيرية) أو اللوزة الدماغيّة في هذا النوع من الدماغ. ويرتبط هذا غالباً بانخفاض معدلات الناقلات العصبيّة غاما.

نوع الشخصيّة: إن كان نوع الدماغ لديك حذراً، فمن المرجّح أن تشعر بالقلق ما يجعلك عموماً أكثر استعداداً. فكر الأشخاص أصحاب هذا النوع يبقى مشغولاً إلى حدّ أنهم يجدون صعوبة في أن يسترخوا. أنت تميل لأن تتوقّع الأسوأ ويتملّكك الخوف من الفشل ما يمنعك من تحقيق أحلامك.

  • المسيرة المهنيّة: تحب الأمان وتميل لأن تتمتع بفكر تحليلي ما يعني أنك تستطيع أن تتوجّه نحو مهن كالمحاسبة أو الأبحاث أو معالجة البيانات.
  • أسلوب التعلّم: قد تضطر لأن تبذل جهداً أكبر كي تدرس، لكن عصبيتك وتوترك يوم الامتحان يمكن أن يؤديا إلى فشلك على الرغم من استعدادك الجيد.
  • العلاقات: يمكن أن تشعر بالخوف من الرفض وترغب باستمرار في أن يطمئنك الشريك ما يعطيه انطباعاً بأنك في حاجة مستمرة أو ملتصق جداً به.
  • المشاكل المحتملة: إنّ الأشخاص أصحاب هذا النوع من الدماغ أكثر حساسيّة على القلق وأنواع الإدمان المختلفة.
باختصار، إن كان دماغك من هذا النوع، فأنت:
  • تشعر بالقلق في أغلب الأحيان
  • تتمتع بفكر تحليليّ للغاية
  • يبدو الهبوط بالمظلة كالكابوس بالنسبة إليك
  • تحب أن تحضر باكراً إلى المواعيد
  • تنظر إلى المشاكل من زوايا متعددة
  • تحاول أن تستعد لكافة السيناريوهات المحتملة (وتميل إلى التركيز على أسوأ السيناريوهات)

ينصح الدكتور أمين أصحاب هذا النوع من الدماغ بنشاطات كاليوغا لتهدئة مراكز القلق في الدماغ وبتجنّب الكافيين والكحول والسكاكر.

اعمل على تهدئة مراكز القلق في الدماغ عبر تجنّب الكافيين والكحول والسكاكر؛ تناول مكمّلات غذائية من حمض الغاما-أمينوبيوتيريك GABA، والمغنيزيوم والفيتامين B6 ، وجرّب النشاطات المهدئة مثل اليوغا.

في الختام

تجدر الإشارة إلى أنّ ما تقدّم كله لا يهدف إلى تقديم نصائح صحيّة أو تشخيص اضطرابات على مستوى الصحة العقليّة.

تمنحك هذه التفاصيل منظوراً مختلفاً بشأن تأثير عمل دماغك على مواصفات شخصيتك وتصرفاتك.

لا أعتقد أنّ هدف أبحاث الدكتور أمين هو تحديد أيّ نوع من الأدمغة أفضل من الآخر بل تشجيع الصحة العامة للدماغ كي تتمكّن من الاستفادة إلى أقصى حد من نوع دماغك.

فالحياة ستكون مملة لو أنّ شخصيّة الناس كلهم أو سلوكياتهم وتصرفاتهم متشابهة، أليس كذلك؟

إذن، وفي هذا السياق، إليك بعض أفضل الطرق لتستفيد إلى أقصى حدّ من وظيفة الدماغ (علاوة عن النوم جيداً، واتباع نظام غذائي صحيّ وممارسة الرياضة):

  • أكثر من شرب الماء
  • حدّ من استهلاكك للكافيين بحيث لا يتعدى كوباً أو اثنين في اليوم (يكبح الكافيين دفق الدم نحو الدماغ)
  • لتكن أفكارك حسنة فالأفكار السلبيّة تهيّج المناطق الدماغيّة المعنية بالاكتئاب والقلق
  • تعلّم شيئاً جديداً كل يوم، ولو لخمس عشرة دقيقة فقط
  • تعلّم أن تتنفس بشكل أفضل كي تقلل القلق وتزيد اليقظة والاسترخاء.

التعليقات مغلقة.