الخوف من التعرض للرفض: المفاتيح الأساسية لفهمه!

“أحب أن أكون محبوباً وأخاف من نظرة الآخرين. لذا، أنا لا أرتاح في الأماكن العامة وأشعر بالرفض! اليوم، أنا أعاني من مشكلة بسبب ذلك، أعاني صعوبة في التعلق ورمي نفسي في علاقة، وأعيش في خوف مستمر من التعرض للرفض. أرغب بتغيير ذلك ولهذا أنا ألجأ إليكم”. كانت هذه الكلمات أول ما لفظه رجل رافقته في جلسات لتحفيز الثقة بالنفس. وبما أنني مدرك تماماً أن العديد من الرجال والنساء يعانون من هذه المشكلة، قررت أن أقدم لكم بضع المفاتيح لكي تتغلبوا على الخوف من التعرض للرفض الإجتماعي والعاطفي.

إذا كنتم تخشون ما سيقوله الناس، أو تعيشون حياتكم في خوف دائم من عدم قبولكم أو تقدير قيمتكم الحقيقية، ستجدون أسفله تحليلاً للموقف الذي تعانون منه وطريقة تخطي هذا الشعور بالرفض الذي يطالكم. إذا كانت مشكلتكم ناجمة عن شعور بالنقص، عليكم بذل جهود كبيرة للتغلب على خجلكم.

تعريف الخوف والشعور بالرفض!

الخوف هو شعور بالقلق، يولد عند الشعور بالخطر أو التهديد. يفرض هذا الخوف إجراءات أو ردود فعل معينة في قلب الموقف. لمحاربة هذه المخاوف، أنتم تحتاجون إلى مدرب حياة يساعدكم على تنظيم جهودكم وتنسيقها.

الشعور بالرفض هو شكل من أشكال الإقصاء المتعمد للفرد من علاقة شخصية أو اجتماعية. ينتج هذا الشعور عن إحساس الفرد بكونه مختلفاً عن الآخرين وعن شعوره بأنه لا يتم تقديره بسبب هذا الاختلاف.

الخوف من الرفض هو شعور عميق ومؤلم يدفع الشخص إلى الإنغلاق على ذاته خوفاً من ألا يكون محبوباً، أو أن يكون مختلفاً أو بكل بساطة بسبب نقص حبه لذاته. في الواقع، لا يطيق الشخص، الذي يعيش في خوف دائم من الرفض، أن يتم انتقاده والحكم عليه.

الرفض: لماذا أقع ضحية هذا الخوف؟

ينتج هذا الخوف من الرفض عن حقيقة أننا نرغب جميعنا في الشعور بالتقدير من حولنا. قد يحدث أيضاً عندما نتعرض للتدمير من قبل شخص ما أو عندما نقع ضحية العنف النفسي. يرغب كل شخص في أن يحبه الجميع بالرغم من أننا نجد صعوبة في أن نحب الجميع. بالإضافة إلى ذلك، بالنسبة للبعض، من الصعب جداً أن ينفتحوا على الآخرين وأن يلتقوا بأشخاص جدد بسبب خوفهم والتصورات المسبقة التي قد تكون لدى الآخرين عنهم.

ثمة عدة أنواع من الخوف من الرفض، ولقد اخترت هنا أحد أهمها: الخوف من عدم تقدير المقربين لكم.

الخوف من التعرض للرفض من قبل الأقرباء

منذ الولادة، يحتاج كل فرد إلى الانتماء لمجموعة. سواء كانت عائلتنا، أشخاص من عمرنا، مجتمعنا… ولكن بينما ننمو ونطور شخصيتنا، ندرك أننا مختلفون وأنه لا يتم قبول بعض سلوكياتنا.

في هذه اللحظات، يظهر نقص الثقة بالنفس ويبطئ صداقاتنا وعلاقاتنا العاطفية. ستحاولون أن تتغيروا كي تشبهوا الآخرين قدر المستطاع حتى تندمجوا في مجموعة ما. عندها، عليكم أن تدركوا أن الخوف من التعرض للرفض قد استقر داخلكم.

ستفعلون أشياء لم تكونوا لتفعلونها عادة، فقط بهدف إرضاء الآخرين وكسب قبولهم. بهذه الطريقة، سينقص تقديركم لذاتكم وستشعرون بعدم الراحة. من المهم جداً إذن أن تتجنبوا ذلك وأن تحافظوا على هويتكم في جميع الظروف وأن تظهروا شخصيتكم الحقيقية بدلاً من تلك التي يرغب الآخرون بها.

غالباً ما ينتج الخوف من الرفض والإنتقاد عن الطفولة بسبب رفض الوالدين أو العائلة. إذا وقعتم ضحية الحب “المشروط”، ستعانون من هذا الخوف لأن بداخلكم نقص تجهدون لملئه. إذا ترعرعتم في عائلة تتضمن العديد من الإخوة والأخوات، قد تشعرون بخوف من الرفض مقارنة بهم.

التعليقات مغلقة.