الطفل الداخلي: 3 خطوات لإنقاذه ومداواة جراح الماضي

0

تعرفوا عبر هذا المقال على مدى أهمية التواصل مع الطفل الداخلي الذي يسكن أعماقكم. وعلى 3 خطوات لإنقاذه ومداواة جراح الماضي.

تخيلوا أنكم تتصلون بطفلكم الداخلي. ستتمكنون أخيراً من:
  • التعرف على مميزاتكم والاستمتاع بها: تتوقفون عن مقارنة أنفسكم بغيركم وعن االنظر إلى الآخرين بحسد عبر اعتبار أنهم أفضل منكم، وأنكم لن تكونوا أبداً على المستوى المطلوب. ستتعرفون إلى كل ما قد أنجزتموه في حياتكم: التجارب، اللقاءات واجتماعات التعارف واتخاذ القرارات. ها أنتم أيضاً محظوظون كغيركم!
  • تقبّل معاناتكم التي تعايشتم معها في الماضي لتتمكنوا من التحرر منها إلى الأبد. ماضيكم كان مرحلة ضرورية كي تصبحوا ما أنتم عليه اليوم. ستتقبلون فكرة أنكم كنتم دائماً في المكان المناسب في الوقت المناسب (حتى حين لم يكن الأمر سهلاً عليكم). وإذا كنتم مضطرين إلى تكرار التجربة، ستقومون بالشيء نفسه في المرة المقبلة؛
  • التخلص من استجداء العاطفة من الآخرين. ستكسرون وهم أن أحدهم سيمنحكم ما تبحثون عنه: فعبر صنع السلام مع أنفسكم، لن تعودوا بحاجة إلى طمأنة وتعاطف الآخرين. كما ستنهون العلاقات السامة لتسعدوا بلقاءات تعارف أخرى أكثر صحة.
  • التوقف عن الحكم على الآخرين: لم تعودوا بحاجة إلى التضحية بأنفسكم للحصول على رضى والديكم، أصدقائكم، زملائكم، وما إلى ذلك. ستعبّرون عن رغباتكم وآرائكم بدون أقنعة أو خجل أو حياء. وستجرؤون على قول لا دون أن تشعروا بالذنب؛
  • إعطاء معنى لحياتكم. لم تعودوا تخافون من الوحدة، فهذه اللحظات سوف تصبح فرصاً للتفكير في مشاريعكم المستقبلية. ولأول مرة ستسألون أنفسكم “ما هو المنتظر مني؟ ما هو دوري؟ ما الذي أؤيده؟” وتحظون بتفسير ومعنى لكل ما تفعلونه يومياً.

سيسكنكم شعور جديد بالكمال والثراء الداخلي.
بعد أن عرفتم النتيجة، تعرفوا معنا كيف يمكنكم التواصل مع طفلكم الداخلي؟

Freepik
3 خطوات لبدء محادثة مع طفلكم الداخلي
1- التعرف على حالة الطفل

هذه الخطوة الأولى تقتضي إدراك أنكم كنتم ذلك الطفل وأنه يتحدث إليكم اليوم من خلال جسدكم.
على سبيل المثال: عندما تأكلون، إذا لم تدركوا اللحظة التي تشعرون فيها بالشبع، فإنكم ستستمرون في الأكل حتى تمرضوا.
وبالتالي ستشعرون بالمعاناة.
الأمر ينطبق على طفلكم الداخلي. كلما تجاهلتموه أكثر، سوف يستمر في جعلكم تشعرون بالمرض والأذى والمعاناة.
قوموا بهذا التمرين لإعادة الاتصال بجسدكم: اجلسوا وأغلقوا عينيكم. استرجعوا ذكرى أنفسكم حين كنتم صغاراً. تخيلوا كل التفاصيل.
ألقوا التحية على الطفل الذي ترونه. انخرطوا في حوار لطيف معه، كما تفعلون عادةً مع طفل في الحياة “الواقعية”.
أتيحوا لنفسكم الانغماس في التجربة.
إذا لاحظتم أي تغيرات في أحاسيسكم الجسدية، فالأمر طبيعي تماماً. طفلكم الداخلي يستجيب لكم من خلال جسدكم.

2- اطلبوا منه الصفح

يحتاج طفلكم الداخلي إلى التعرف عليه. لذا اعتذروا منه عن إهمالكم له كل هذه السنوات.
للقيام بذلك، يمكنكم الاستمرار في التحدث إليه، أو كتابة رسالة له. اشرحوا له لماذا لم تتواصلوا معه طيلة هذه المدة.
قولوا له شيئًا مثل “أنا آسف، أعترف أنني آذيتك عبر تجاهلك لكل هذه السنوات. أنا أيضاً عانيت بسبب تجاهلك”
ثم طمئنوه، “من الآن فصاعدًا، أعدك بأن أسمح لك بالتحدث والتعبير عن نفسك كلما شعرتَ أنك بحاجة إلى ذلك.”
أخيرًا أخبروه عن أنفسكم، ماذا تفعلون، أين أنتم الآن في حياتكم. أتيحوا له المشاركة في التفاصيل وأخبروه أنكم من الآن فصاعداً ستبقونه على اطلاع بما يحدث معكم.

3- اطرحوا عليه الأسئلة

من المهم أن تهتموا به أيضاً. في هذه الخطوة الثالثة، اسألوه: “ماذا تريد؟ ما هي أحلامك؟”
ثم دعوه يعبّر عن إجاباته دون أن تحاولوا التحكم بها.
إذا حدث لكم أن سمعتم صوتاً آخر أكثر طفوليةً، فالأمر طبيعي أيضاً … استمروا في التجربة.
أخبروه أنكم هنا الآن، وأنه أصبح بإمكانه أن يطمئن الآن: لن تتخلوا عنه مرة أخرى.
من خلال مداواة هذا الطفل المجروح، فإنكم تمنحون أنفسكم ما لم تتلقوه أبداً عندما كنتم أطفالاً.
ستسمح لكم هذا العملية بالحصول على الاستقلالية، واستعادة الشعور بالأمان داخلكم ومن حولكم، وأخيراً أن تثقوا بأنفسكم.
لا يعترف أحدٌ أن الطفل على حق ! سترون: سيصبح سريعاً أفضل مرشد لكم لبقية حياتكم.

يمكنكم متابعة الجزء الأول من المقال بعنوان: تواصلوا مع الطفل بداخلكم فلديه الحل لكل مشاكلكم

لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
كما بإمكانكم متابعة صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.