توقفوا عن لعب دور الضحية !

توقفوا عن لعب دور الضحية !

الشعور بأننا ضحية وعدم التحرك، عدم فعل أي شيء…

لا شك أن هناك بعض الأمور التي لا ترضينا أو لا تعجبنا.
لكن هل نشعر أننا المسؤولون عن ذلك؟
نادراً ما يحصل هذا.
لماذا؟
كلما تقدمنا في العمر، وبسبب العيش في خيبات أمل، ينتهي بنا الأمر بأن نعتقد أن قدراتنا محدودة، وأنه علينا الاكتفاء بالقليل.
فنتنازل عن أحلامنا.
لكن هل هذه هي الحقيقة؟
تخيلوا ما قد يحصل عندما تفكرون بأنه ليس باستطاعتكم فعل شيء.
لا تشعرون بالفخر بأنفسكم وترفضون تولي مسؤوليتكم.
تتوقفون عن الحلم وتشعرون بأنكم ضحية لهذه الحياة.
عندما يسيطر هذا السياق على حياتنا، يتم التعبير عن إحباطنا بطريقة غير مباشرة عبر ردود أفعالنا، والأشخاص الذين نكنّ لهم محبة أكبر هم مَن يدفعون الثمن.
عدوانية، نفاد صبر، شكاوي وتململ… نجعل الآخرين يدفعون ثمن خيارنا بألا نقوم بشيء.
لكن الهدف ليس جعلكم تلومون أنفسكم عبر تولي مسؤولية أمور لا تستطيعون التحكم بها.
سيكون هذا الجزء الآخر من الفخ.
عليكم أن تتجاهلوا كل ما لا تملكون أي سيطرة عليه والتركيز بدلاً من ذلك على تغيير ما تملكون سلطة عليه مهما كان صغيراً.
لن يكون من الممكن إنجاز أي تحسين ما لم تتحملوا مسؤولية النتائج التي تحصلون عليها.
الحياة هي هكذا: صعبة وغير عادلة.
لكن على الرغم من سوء الحظ والمصاعب، يمكنكم جعلها تجربة مهمة مليئة بالسعادة.

رائد الفضاء دافيد سانت جاك، مثال رائع!

عندما قرأت السيرة الذاتية لدافيد سانت جاك، لم أستطيع أن أصدق أن شخصاً واحداً قدّم هذا الكم من الإنجازات، كما أنه حققها كلها قبل بلوغ ال45 من عمره.
بدأ بالعمل كمهندس، حيث ينهي الكثيرون دراستهم عند هذا الحد بكل فخر (ولهم الحق بأن يفتخروا بأنفسهم). لكن من ناحيته هو فقد تابع دراسته للحصول على دكتوراه في الفيزياء الفلكية في جامعة كامبريدج، وهذا يفسر الكثير.
بعد الحصول على الدكتوراه في هذا المجال، قرر في عمر الثلاثين أنه ما زال هناك ما يود فعله لأجل الآخرين، ف…بدأ بدراسة الطب.
بكل بساطة!
بعد بضع سنوات، أصبح هذا الدكتور في علم الفيزياء دكتوراً في الطب أيضاً.
لكن الأمر لم ينتهِ إلى هذا الحد.
لأن من مبادئه الإيثار وحب الغير، ولأنه يمتلك بعض القيم الإنسانية، مارس الطب في أماكن نائية لمساعدة الناس، فقد كان هناك ندرة في الموارد الطبية في تلك المناطق.
كما أنه يتحدث اللغة الفرنسية والإنجليزية واليابانية والروسية، ولم يكن عليه التحضير سوى لأسبوع واحد لكي يفوز في ماراثون.
لا عجب في أن وكلة الفضاء الكندية قد اختارته ضمن فريقها…
عند الإطلاع على تجارب هؤلاء الأشخاص الاستثنائيين على جميع المستويات، قد تتبادر إلى ذهننا العديد من الصور والمشاعر الختلفة.
على سبيل المثال، نستنتج كم أن شخصياتنا فارغة (مقارنة بشخصياتهم) وقد نشعر بالغيرة…
مع ذلك، فإن ردود الأفعال المدمرة هي التي تجعل الشخص حزيناً، وتعزز الموقف السلبي للضحية…
من ناحيتي، أمام شخصية بهذه المكانة، أفضل:
– أن أرفع له القبعة وأن أكون سعيداً جداً لأجله.
– وأن أكون على دراية بحدودي وحدود قدراتي (مقارنةً بحدوده)، وأن أتقبلها كما هي. فعلى اي حال، لم يكن على الأرجح من الممكن لتحقيق الإجازات التي قام بها هو، أن يجعلني أكثر سعادةً مما أنا عليه الآن، وهدفي الأساسي هو فقط أن أكون سعيداً.
– أن أستمد منه الإلهام في الأمور التي تعجبني في شخصيته، لزيادة مدى مبادراتي، ثقتي، وأفعالي. وأن أتفوق على نفسي، مع التأكد من أنني صادق خلال مسيرتي. (يمكنني أن أستمد الإلهام منه دون أن أرغب في أن أكون مكانه).
هؤلاء الأشخاص الذين يتميزون كثيراً عن الباقين هم مصدر إلهام جميل يجسد كل ما يمكن للشخص المسؤول في حياته أن ينجزه ( حتى لو كان دافيد سانت جاك يتمتع بمزايا أكبر من تلك التي أملكها، خاصة في ما يتعلق بالذكاء…)

ترقبوا الجزء التالي من المقال بعنوان: واجه نفسك: من سيفوز؟ أنت أم أنت ؟

لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
كما بإمكانكم متابعة صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك

التعليقات مغلقة.