أشعر بالنقص حيال الآخرين! علم النفس يشرح لك الأسباب (1)
عند الدفاع عن وجهة نظرها في مسابقة ما، أو أثناء مقابلة عمل أو حديث أمام مجموعة ما، تتردد كاميلا وتنغلق على نفسها وتفقد قدراتها، علماً أنها تتمتع بالعديد من المواهب. فهي ذكيّة وحساسة، وتجيد الاصغاء والتوجيه، كما أنها مثابرة ونشيطة وتمتلك المهارات والكفاءة اللازمة كي تنجح.
لمَ هذا الخوف في مواجهة حكم الآخر؟ ولمَ أفقد أنا أيضاً قدراتي عندما أكون بأمسّ الحاجة إليها؟ لما أشعر بالنقص حيال الآخرين!
هل أنت على ما يرام؟
في علم التحليل التفاعلي أو التبادلي، وهو نظام في علم النفس يقوم على تحليل حالات التواصل، يُسمى “وضع” كاميلا أنا لست على ما يرام/أنت على ما يرام: وهو خطاب داخلي أشبه بالتالي “أنا فاشلة، لن أقنعهم، لست ملمّة بالموضوع بما يكفي” في مواجهة مجموعة تقول لها كاميلا التالي “انتم أذكياء، وتدركون المسائل أفضل مني، أنت مثقّفون أكثر مني”، الخ… وهنا تبدأ كاميلا وهي مهزومة مسبقاً، فيكون وضعها خاضعاً ومكتئباً.
ثمة خيارات أخرى أمام كاميلا. في “وضع” أنا على ما يرام/أنتم لستم على ما يرام، ستعتبر نفسها متفوّقة على المجموعة، في مواجهة أشخاص أصغر منها سناً على سبيل المثال، فيمكن أن تتصرف بعدائية وعجرفة….
أو على العكس بوضاعة. ولعل الأسوأ هو وضع أنا لست على ما يرام/أنتم لستم على ما يرام: أنتم وأنا لا قيمة لنا، وبذل الجهد في أيّ مسألة هو مضيعة للوقت… ومن المرجّح هذه المرة أن تغيّر رأيها ولا تحضر!
أخيراً، عندما تكون مع العائلة أو مجموعة أو فريق تشعر ضمنها أنها على ما يرام وتتعاون معها طوعاً، يكون وضع كاميلا أنا على ما يرام/أنتم على ما يرام. وهذا هو الوضع المثالي والصحي والسليم: إنه وضع التعاون!
وضع فرانكلين ارنست، وهو كاتب متخصص في السلوك النفسي، نظام “على ما يرام”: في الواقع، الوضع هنا يعني طريقتنا في مواجهة الآخرين، سلوكنا الإجتماعي، رؤيتنا للحياة. والشخص “المتصالح مع ذاته” لا يقلل من قيمة نفسه ولا يقلل أيضاً من قدر الآخرين. يكون هذا الشخص ايجابياً ومرناً ويتقبّل الواقع كما يجيد الدفاع عن حقوقه عند الحاجة: “تأكيد الذات مع احترام الآخر”… هو أحد أسرار نجاح العلاقات الجيّدة مع الآخرين. وهذا هو السلوك المثمر في الإدارة حيث يكون الكل رابحاً!
الإيمان بأننا متساوون في الأساس… ولنبدأ بالذات
لو فكّرت كاميلا في الأمر قليلاً لتذكّرت البند الأول من الإعلان العالمي لحقوق الإسان الذي ينص على التالي: “يولد جميع الناس أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق”. وكفرد في الأسرة البشريّة، لا يمكنني أن أعتبر أيّ شخص أقل مني أو أفضل مني. إنّ الناس متساوون في الكرامة. مما لا شك فيه أني أظهر احتراماً أكبر اتجاه بعض الأشخاص بحكم أعمارهم، أو خبراتهم أو تجاربهم أو مسؤولياتهم الاجتماعية… لكني لست بأقل منهم بالتأكيد! كما لا يمكنني أن أحتقر شخصاً ما بسبب أصوله العرقيّة أو قناعاته الدينية أو وضعه الإجتماعي أو الثقافي. ليس لأحدنا قيمة أكثر من الآخر مهما بلغ الإختلاف بيننا.
اقرؤوا الجزء الثاني: أشعر بالنقص حيال الآخرين! علم النفس يعطيك الحلول (2)
التعليقات مغلقة.