أنا امرأة تعاني من الوزن “الزائد عن الحد”. ولكن من الذي يعتبره زائداً عن الحد؟
الوزن الزائد عن الحد:
أنا امرأة تمتلك الكثير من الكيلوغرامات “الإضافية”. ولكن بالنسبة لمن هي إضافية- بنظر من؟
- بنظر المجتمع الذي أجبرنا على الإيمان بالنحافة كمعيار وحيد للجمال؟
- بنظر هذا المجتمع الذي جعلني أعتقد أنه عليّ أن أحرم نفسي من تناول الطعام كي أصبح نحيفة، مما أدى في النهاية إلى زيادة وزني اكثر؟
- أو بنظر هذا المجتمع الذي جعلني أظن أنني شخص عديم الجدوى وضعيف لأنني “سمينة” وبأنني لا أعرف كيف أسيطر على نفسي ولا أملك إرادة؟
- بنظر هذا المجتمع الذي يحكم عليّ عندما آكل كثيراً فقط لأنه طلب مني كثيراً أن أحرم نفسي من تناول الطعام، بشكل دفع جسدي إلى أن يطلب مني بإصرار وجنون عدم التوقف عن تناول الطعام؟
- أو بنظر هذا المجتمع الذي يذكرني كل يوم في كل إعلان ووسيلة إعلامية وكل بداية صيف جديد، أنني إن أردتُ أن يحبني الناس، يجب أن أكون “مثالية”، وفقاً لنظرة أفراده للمثالية والكمال؟
- بنظر هذا المجتمع الذي يرفضني لأنني ربما أبطأ فعلاً، ولأنني أحاول أن أجد حلولاً كي أكون سعيدة، ولأن محاولة أفراده لتقبلي كما أنا أمرٌ مزعج؟
- أو بنظر هذا المجتمع الذي يريد أن يسكت غضبي، يريد أن يتجاهلني كأنني غير موجودة، لا عبر إلغائي من الواقع بل من أفلامه ومن أشخاص يمثلونني… من أشخاص بيشبهونني أستطيع أن أرى نفسي عبرهم؟
- بنظر هذا المجتمع الذي يريدني أن أخطئ وأستسلم مرة أخرى، وأعود إلى اتباع نظام غذائي للتنحيف أو تلك الأنشطة الرياضية التي أكرهها، كي أفقد الوزن وأشبههم، ومن ثم التخلي عن كل شيء والشعور بأنني شخص ضعيف؟
- بنظر هذا المجتمع الذي ينسى أنه السبب الرئيسي الذي يجعل المرء يرفض ذاته؟
الذي يخلق النفور والاشمئزاز ويسعى إلى تذكيرنا أننا أشخاص معوقين عاجرين فيه، على الرغم من أنه هو نفسه مَن سمم حياتنا؟
أنا لستُ فخورة بأنني سمينة بدينة، أنا فخورة بأنني امرأة صامدة تتعلم أخيراً أن تغذي جسدها وعقلها بالطرق الأكثر وعياً وخيراً قدر الإمكان، كما تعلمت أن أصغي إلى احتياجاتي، وبعيداً عن كل هذا الضغط الذي كان في السابق يغتالني ببطء.
سيسخرون منكم، سينظرون إليكم باستهزاء لأنكم تستمرون بالعيش مع هذه الكيلوغرامات التي تشكل إثباتاً على أنكم أقوياء!
لقد قاتلتم في هذا المجتمع وأنتم تحاولون أن تشبهوا أشخاصاً لا يمتون إليكم بصلة، وبأعنف الطرق الممكنة: عبر حرمان جسدكم من الطعام ومن احترامكم لذاتكم!
من الممكن كسر هذه الحلقة المفرغة، أقسم لكم بذلك، أود أن أخبركم كم أنتم رائعون، لأنكم شجعان ولأن عقلكم يذكركم باستمرار بأن جسدكم ملك لكم، لذا لا تدعوهم يفرضون عليكم من تكونون وكيف عليكم أن تتصرفوا.
أنا امرأة، والكيلوغرامات الزائدة لديّ ليست سوى جزءاً من قصتي، وزني ليس سوى جزءاً من قصتي، وهي لا تحدد هويتي.
كل الدعم لجميع الأشخاص الذين يعانون، يداً بيد سنخرج من كل هذا أقوى!!!
التعليقات مغلقة.