ظاهرة العائلات الملعونة: كيف تبدأ اللعنة وأين تنتهي ؟ (1)

علم الأنساب: هل من عائلات ملعونة؟
أمراض، موت عنيف، حالات انتحار متكررة. ثمة سلالات تبدو وكأنّها موسومة من القدر. هل هو الحظ أم الصدفة أم أنها لعنة؟ وماذا لو كان علينا أن نبحث في ما حدث مع الأسلاف؟ ظاهرة العائلات الملعونة: كيف تبدأ اللعنة وأين تنتهي ؟

“ملعونون! ملعونون! كلكم ملعونون حتى الجيل الثالث عشر من عرقكم!” إنها اللعنة الأسطورية التي أطلقها القائد الأعلى لفرسان الهيكل، جاك دو مولاي، على كل من فيليب الرابع المعروف بفيليب الوسيم وكليمان الخامس فيما نيران المحرقة تلتهمه وذلك في العام 1314. وفي الأشهر التي تلت، مات الملك والحبر الأعظم. بعدئذ، قضى أولاد الملك الثلاثة الذين لم يتركوا خليفة ذكراً لهم، ما أنهى عهد سلالة الكابيتيون. إذن، ما من جيل ثالث عشر. فهل توقّفت اللعنة؟ هذا ليس مؤكداً، لأن الأمر الأغرب هو أنّ لويس السادس عشر عندما اقتيد إلى المقصلة بعد خمسة قرون، خرج من سجن المعبد من الباب نفسه الذي خرج منه جاك دو مولاي. وبعد فيليب الرابع، كان هو الملك الثالث عشر لفرنسا…

حظ، صدفة أم لعنة؟
ظاهرة العائلات الملعونة
premium freepik license

من الصعب على شخص منطقيّ أن يؤمن بتأثير أيّ تعويذة. وهذا طبيعيّ: فهذا النوع من الأحداث إن وجد، لا تنطبق عليه قوانين المكان والزمان وبشكل خاص العلاقة المنطقيّة بين السبب والنتيجة. لكن كل واحد منا يستخدم طوعاً هذا المصطلح ما إن تقع سلسلة من المصائب على رأس عائلة ما، لاسيما تلك التي تسلّط وسائل الاعلام الضوء عليها. “لعنة عائلة كينيدي”، عنوان انتشر بشكل واسع في الصحافة كلما هزّ حادث أو فضيحة العائلة الأميركية صاحبة النفوذ الواسع. وقد استخدمت العبارة نفسها للحديث عن عائلة غريمالدي التي تحكم إمارة موناكو، وعائلة روكفلر…

سلف أقدم على أبشع الأفعال!

يشرح مارك مونان، وهو صحفيّ ومقدّم برامج: “في الأحداث المثيرة للقلق التي تبرز أحياناً في تاريخ العائلات الكبرى، لاحظت أنّ سلسلة الأحداث الدراميّة غالباً ما يكون لها سبب أو أصل. جدّ أو سلف على سبيل المثال ارتكب أفظع الأفعال!”
ويتابع قائلاً: “فوجئت بكيفية ولادة سلالة غريمالدي (التي تحكم الآن امارة موناكو) . في العام 1297، كانت موناكو تابعة لجنوة. وفي إحدى الليالي، وصل فرنسوا غريمالدي ايل ماليزيا، الغويلف، إلى أبواب القلعة المحصّنة، متنكراً في لباس راهب، مخفياً الأسلحة تحت ثوبه. لم يشكّ فيه أحد وسُمح له بالدخول. وما إن تجاوز السور، حتى قتل الجميع ليستولي على الصخرة…”
ويشرح الصحفي أيضاً: “ينطبق الأمر نفسه على المدعو جون، سلف عائلة روكفلر الذي كان لديه هوس مرضيّ بالأسرار. كان لصّاً مغموراً بنى ثروته كلها في أواخر القرن الماضي عبر استغلال عمّاله وابتزاز منتجي النفط! وثمة مثال آخر: عائلة كينيدي بالتأكيد. جوزيف (جو)، الأب، خبير في تعاملات البورصة الاحتيالية وقد ارتكب أسوأ التجاوزات وتورّط مع المافيا كي يصبح ابنه رئيساً. ونحن نعرف البقية. كل شيء يحدث كما لو أنّ الذريّة أو السلالة تدفع عاجلاً أم آجلاً ثمن أخطاء الأسلاف.” كلام غريب ويثير الفضول؟ لكن هذه الاستنتاجات هي نفسها التي توصّل إليها آن انسيلين-شوتزنبرغر وديديه دوماس، وهما طبيبان نفسيان فرنسيان معروفان على الصعيد العالمي.

تابعوا القسم الثاني من المقالة: العائلات الملعونة: لعنات تنتقل في العائلة لمئات السنين (2)

التعليقات مغلقة.