صور التقطت قبل وفاة أصحابها تُظهر أنّ ما يفصل الحياة عن الموت هو لحظة (1)
الموت هو لحظة : “صديقي المقرّب يوم زفافي. عند انتهاء الحفل، اعتُبر ميتاً سريرياً.”
إن كنتم تقرأون هذا المقال، فهذا يعني أنكم ما زلتم تتمتعون بنعمة الحياة الثمينة. يمكن لكل أولئك الذين يحبونكم أن يعانقوكم وأن يتناقشوا معكم وأن يأخذوكم في أحضانهم. لديكم فرصة كي تروا غروب الشمس وتشعروا بحرارتها على بشرتكم. لديكم أيضاً الثقة والأمل بالمستقبل. لكن يمكن لهذا كله أن يختفي في أيّ لحظة ولن تعلموا أبداً متى سيحصل ذلك.
صور التقطت قبل موت الأشخاص مباشرة تُظهر كم أنّ الحياة ثمينة “الموت هو لحظة”
77 عاماً من الزواج
“جدتي البالغة من العمر 96 عاماً مع جدي ذي المئة عام، قبل ساعات قليلة من موته. 77 سنة زواج.”
عندما تتزوّجان للمرة الأولى، آخر ما تفكّران فيه هو آخر يوم لكما معاً. ستكونان سعيدين لأنكما لن تكملا مشوار الحياة وحيدين إذ أصبح لكل واحد منكما شريك في السرّاء والضرّاء، شريك يمكن الاستناد إليه والاعتماد عليه والتعاون معه لتجتازا كل الصعاب.
وفي غمضة عين، تشيخان معاً. تعيشان تجارب الحياة معاً وترتبطان برباط وثيق قادر على أن يقاوم عامل الزمن. لكن ما من شيء في الحياة يدوم إلى الأبد، حتى الحب القويّ. وفي يوم من الأيام، ينتهي كل شيء لأن هذه هي دورة الحياة الطبيعيّة. أن تراقب الشخص الذي تحب وهو يموت أو أن تعلم أنّك ستترك الشخص الذي تحب والذي أمضيت معه كل يوم من عمرك على مدى عقود، فكرة لا تُحتمل.
بضع ثوانٍ قبل أن تصبح بطلاً
“آخر صورة لقريبي غاري، التُقطت في 11 أيلول/سبتمبر 2001”
لم يكن بإمكان أحد أن يتوقّع التبعات الخطرة لأحداث ذلك اليوم. لم يكن سوى يوم كغيره من الأيام بالنسبة إلى أولئك في الصفوف الأماميّة فالمهمة واضحة وتقضي بمساعدة أكبر قدر ممكن من المدنيين ليصبحوا في أمان، حتى وإن اقتضى الأمر أن يخاطروا بأرواحهم.
وحتى لو أصبح غاري بطلاً في ذلك اليوم، إلا أنه استيقظ باكراً على الأرجح ذلك الصباح من دون أن يكون لديه أيّ فكرة عن القدر الذي ينتظره. وكحال كل الذين يعملون في ذلك البرج، استيقظ وارتدى ملابسه وتوجّه إلى عمله… لكنه لم يعد أبداً.
الوداع الأخير
“صديقي العزيز يودّع ابنه وابنته. توفي مساء اليوم التالي جراء إصابته بسرطان في البنكرياس.”
أن نعرف متى سيطرق الموت بابنا لا يسهّل الأمور، لاسيما عندما يكون هناك الكثير من الأشياء التي لسنا مستعدين لتركها خلفنا. لعل ولديّ صديقي صغيران وغير قادرين على أن يفهما أنّ والدهما سيتركهما إلى الأبد، فيجلسان على سريره في المستشفى ويتحدثان إليه كما يفعلان في أيّ يوم آخر.
لعلهما يشعران أنّ ثمة خطب ما لكن فكرهما البريء لم يتطوّر بعد بما يكفي ليفهما الموت والحزن الذي يترافق معه. بالنسبة إليهما، والدهما مريض لكنهما يتوقعان أن يرياه في اليوم التالي. ومن المؤسف أنهما عندما سيأتيان لرؤية والدهما، سيجدان السرير خالياً.
الحب يقهر كل شيء
هذه المرأة تحارب سرطان الثدي لكن ثمة ما كانت تحلم بأن تفعله في حياتها: زواجها. لم تكن المسألة فقط التزاماً مدى الحياة لأنها تعلم أنّ الوقت المتبقي لها ليس بطويل بل هي أفضل طريقة كي تُظهر للرجل الذي تحب كم ترغب في أن تعطي كل ما لديها له وحده.
عُقد قرانهما في كنيسة المستشفى. استطاعت أن تعيش حلمها وأن ترتدي ثوب الزفاف. وتوفيت بعد 18 ساعة تقريباً. وفي حين أنّ زوجها أصبح أرملاً في أقل من يوم واحد إلا أنّ الفرصة أُتيحت له كي يتزوّج حبّ حياته قبل أن يفوت الأوان.
يمكن للموت أن يصيب أياً كان، وفي أيّ لحظة حتى وإن لم يخطر لك أبداً أنك قد تكون التالي. لكن لا تدعوا الخوف يتملّككم من هذا الكلام بل استفيدوا إلى أقصى حدّ من تجربتكم في الحياة فيما أنتم قادرون على ذلك. والآن، بما أنكم وصلتم إلى آخر المقال، عبّروا للمقربين منكم عن مشاعركم وقولوا لهم إنهم مهمون في حياتكم، عانقوا الجميع من حولكم، قوموا بتلك الرحلة التي لطالما حلمتم بها وأبطئوا وتيرة حياتكم كي تستمتعوا فعلاً بالحاضر.
لا تدعوا دوامة المسؤوليات والتوقّعات تخطفكم بل عيشوا طالما أنتم على قيد الحياة.
انتظروا القسم الثاني: صور التقطت قبل موت الأشخاص مباشرة تُظهر كم أنّ الحياة ثمينة (2)
التعليقات مغلقة.