شهادات موت وشيك لناجين عادوا ليرووا قصتهم (2)

شهادات موت: لعل السؤال الأهم الذي يطرح نفسه هو كيف تتخيّل الموت؟ لربما تتخيّل شكلاً أشبه بشبح يرتدي ثوباً أسود بقلنسوة ويحمل منجلاً كما في الأفلام. إنّ الطريقة الوحيدة لمعرفة الحقيقة هي أن نسأل الأشخاص الذين عاشوا تجربة الموت الوشيك وعادوا إلى الحياة.

إليكم بعض الشهادات التي نُشرت وهي قصص تثير القلق، حتى وإن كنا عاجزين عن التحقق من صحة كلام أصحابها.
الموت لم يتبعه السلام والطمأنينة

قامت الممرضات بإنعاش المريض. يقول إنّ الحياة كلها عادت واضحة من جديد عندما رجع إلى الواقع. وحل محل الفراغ الحياة في المستشفى وعاد الصوت تدريجياً. وجاء الألم الجسدي ليحل مكان الشعور بالعجز عن الحركة. لكنه لم يشعر بأيّ سلام أو ارتياح.
“خلال الشهر الأول بعد الحدث تقريباً، كنت أعاني من نوبات عشوائية وغير مبررة من الغضب الشديد والاشمئزاز من الذات إلى حدّ أني كنت أضرب صدري وأضلعي كي أسبب لنفسي الألم. وعانيت من حالات اكتئاب شديد مفاجئة، وكنت لبضع دقائق وحتى لأيام أجد نفسي عاجزاً عن القيام بأيّ شيء وكأنني فشلت.
كان الوقت غريباً أيضاً في الفراغ، فأنا لم أمت إلا لأقل من 6 دقائق إلا أني شعرت أني معزول تماماً في ذلك المكان ولا يرافقني فيه سوى عيوبي على مدى أشهر. هذا الأمر دمّرني أيضاً وخلّف فراغاً في حياتي الحقيقية. ”

كان الموت كالنوم

” بعد أن استعدت وعيي، لم أشأ أن أتحدّث إلى أحد لأني اعتدت إلى حدّ كبير على أن أكون وحدي في تلك اللحظة. لم أنم على مدى 3 أيام لأنّ احساس النوم يشبه كثيراً احساس الموت. وما زلت لا أنام كثيراً لهذا السبب.”

شهادات موت
https://pixabay.com/
كل ما يهم أحياناً هو أن ينجو المرء

“عملياً، أنا ميت لكني حيّ الآن. تعرّضت لحادث سيارة حين كنت في السابعة عشرة من عمري وما بقيت على قيد الحياة اليوم إلا بسبب سلسلة من الصدف. اصطدمت بشجرة في ملكيّة تعود لرجل تبيّن أنه مسعف فقام على الفور بإسعافي وتقديم الخدمات الطبيّة اللازمة لي. توقّف قلبي أثناء نقلي بالمروحيّة لكنهم استطاعوا إنعاشي.
في اليوم التالي، هبّ إعصار وكان متجهاً نحو المسشفى. لم يكن بإمكاني أن أتحرّك وكانت غرفتي خارج المستشفى مع العديد من النوافذ الزجاجيّة الكبيرة. وفجأة، غيّر الإعصار وجهته واختفى قبل أن يمسّ المستشفى. بعد ما يقارب 11 عملية جراحيّة، كانت ساقي اليسرى مكسورة فضلاً عن بضعة أضلعٍ، إلخ… بقيت عالقاً في المستشفى مدة شهرين، لكني نجوت.”
لم تكن ساعته قد حانت. وعلى الرغم من المضاعفات إلا أنّ ملاكاً كان يحرسه ويرعاه.

لعلها فرصة للتواصل من جديد مع أشخاص أعزاء مفقودين

” كنت أسبح في نهر تكثر فيه التيارات ووصلت إلى ناحية منه حيث التيارات أقوى وغرقت. كنت ميتاً منذ بعض الوقت حين وصل المسعفون وأعادوا إنعاشي. المياه العميقة تصيبني حالياً بالذعر.

كنت صغيراً، في الخامسة أو السادسة من عمري، وبالتالي لا أذكر بوضوح ما عناه الموت حينها لكني أتذكّر أني رأيت جديّ الأكبر الذي راح يحدّثني، وقد أعطاني كتاباً وقال ما يشبه “ابحث في المنزل”. “ثم ودّعته واستيقظت. في وقت لاحق، قصدت منزل جديّ ورأيت الكتاب الذي أعطاني إياه. كان كتاب قصائد لشاعره المفضّل ويحتوي قصيدته المفضّلة…”

تمنحنا تجارب الموت الوشيك على الأقل فرصة رؤية الأعالي أو السماوات، حيث يبقى جزء منا في عالمنا فيما ينتقل الجزء الآخر إلى العالم الروحاني. لعلها مناسبة كي نتواصل مجدداً ومباشرة مع أولئك الذين سبقونا إلى العالم الآخر.

اقرأوا الجزء الأول:  4 أشخاص طرق الموت بابهم ولكنهم نجوا (1)

التعليقات مغلقة.