الحياة بعد الموت: ما كان طبيب التخدير ليؤمّن حتى رأى لمحة عن الجحيم (1)
الحياة بعد الموت: ما كان طبيب التخدير ليؤمّن حتى رأى لمحة عن الجحيم (1)
بدا الشخص الموجود على طاولة العمليات ميتاً في الظاهر. توقّف قلبه عن النبض وفرغ جسمه من الدم ولم يعد قادراً على أن يتنفّس من تلقاء نفسه. في الواقع، توقّفت وظائف جسمه الطبيعيّة- عبر عملية جراحيّة تقوم على استبدال الدم بسائل بارد وايقاف وظائف الجسم كلها. خلال هذا الوقت، كان أمام الجرّاحين ساعة واحدة لإصلاح التمزّق في الوريد الرئيسيّ الذي يصل إلى القلب.
إنها عمليّة صعبة للغاية لئلا نقل خطرة. وبما أنني رئيس قسم التخدير في المستشفى، كان من واجبي أن أعمل على إبقاء المريض غائباً عن الوعي تماماً خلال العمليّة كلها.
كان لدى الدكتور راجيف بارتي الكثير من المرضى الذين أكّدوا أنهم رأوا أشياء غريبة أثناء خضوعهم لعمليات جراحيّة، لكنه لطالما اعتقد أنّ هذا الكلام لا معنى له، حتى اليوم الذي تم فيه تشخيص إصابته بسرطان البروستات واضطر هو نفسه للخضوع لعمليّة جراحيّة.
هذا ما فعله ومن حسن الحظ أنه تمكّن من النجاة.
في وقت لاحق، كنت إلى جانبه في غرفة الإنعاش حين استفاق- مع ابتسامة عريضة على وجهه. قال لي: “أيها السادة، كنت أشاهدكم في غرفة العمليات. خرجت من جسدي وطفوت فوقه حتى وصلت إلى السقف. رأيتك عند طرف الطاولة، ورأيت الطبيب الجرّاح يوصل شرياني، ورأيت الممرضة…”
كان كل ما قاله دقيقاً إلى حدّ غريب. لكن هل يُعقل أنه كان شاهداً على هذا كله بالفعل؟
لا، بالطبع لا. كيف يمكن له أن يرى أيّ شيء فيما قلبه لا ينبض ورأسه موضوع في الثلج وقد توقّف دماغه عن العمل؟
لم يكن هذا أول مرضاي الذين أشاروا إلى أحداث غريبة. خلال مسيرتي المهنيّة التي امتدّت على 25 عاماً، سمعت أشخاصاً يؤكّدون أنهم رأوا أصدقاءً موتى خلال توقّف قلبهم عن العمل، وأنواراً في نهاية أنفاق أو أشخاصاً من نور. لطالما اعتقدت أنّ هذه القصص لا معنى لها. قلت له إنني سأعود لاحقاً لأتحدّث إليه لكني لم أفعل.
وفي اليوم التالي، تم نقله إلى قسم آخر فلم يعد عملياً تحت مسؤوليتي. كما أنّ الوقت من ذهب. كنت مادياً إلى هذا الحد.
بعد بضعة أيام، سيصبح هذا المريض مجرد نكتة أخرى.
عشنا أنا وزوجتي أربانا حياةً جميلة على أصعدٍ عدة. كانت تدير عيادتها الخاصة في طب الأسنان فيما كنت أكسب قدراً جيداً من المال، ليس من مهنتي كطبيب تخدير وحسب بل بصفتي شريكاً مؤسساً في عيادة خاصة لعلاج الألم.
بعد حين، انتقلنا من بيتنا الصغير إلى منزل أكبر ومن ثم إلى فيللا. وتبدّلت سيارتينا من سيارتي فورد وتويوتا بسيطتين إلى “سيارات فخمة”، من ضمنها سيارة بورش وأخرى من نوع هامر. وكنت أنوي شراء سيارة فيراري: كان هدفي أن أقتني المزيد من المنازل والسيارات والمجموعات الفنيّة وأن أزيد حساباتي المصرفيّة.
وحرصت بالتأكيد على أن ينال أولادي الثلاثة أفضل تعليم ممكن. كانت حياة ابني الأكبر راغاف مخططة بالكامل: سيسير على خطايّ ويصبح طبيباً.
لكن المشكلة الوحيدة أنه لا يهتم بالطب وتؤكّد درجاته المدرسيّة ذلك. لم أكن عطوفاً وحنوناً معه: اعتدت أن أصرخ في وجهه وأن أعاقبه بغضبي. فنظريتي في التربية وعلى غرار أبي وجدي من قبلي هي: “أن المسمار الأعوج لا بد من تقويمه بالضرب عليه بالمطرقة.”
في ما عدا ذلك، كنت أعتقد أنّ حياتي تكاد تكون مثاليّة.
تابعوا الجزء الثاني من المقالة
التعليقات مغلقة.