عندما نؤمن بالحياة بعد الموت، تصبح الحياة أسهل (3)

الحياة بعد الموت

“ما من دليل على أنّ كل شيء يتوقّف بعد الموت”.

الشعور بحضور ما

لا تعارض أدلين، تلك المدرّسة الشابة “المنطقيّة والعقلانيّة” تماماً على حدّ وصفها، الأدلة على وجود حياة بعد الموت. ففي سن العاشرة، وقعت أدلين بقوة على السلالم وكسرت جمجمتها. “رأيت شريط حياتي يمرّ أمام عينيّ، وسمعت أصواتاً تناديني ورأيت ذاك الضوء العظيم. وفجأة، شعرت بأني عدت.” ولا يخفي الأطباء في المستشفى على والديها أنّ بقاءها على قيد الحياة أشبه بالمعجزة. ومنذ ذاك الحين، باتت أدلين مقتنعة أنّ ثمة ملائكة تحرسها. وقد تعززت هذه القناعة في سن الواحدة والعشرين، عندما صدمتها سيارة: “لم أتعرّض لأيّ خدش. وهذا دليل بالنسبة إليّ على أنني محميّة.”

كلير

أما كلير التي سهرت لأيام عدة على رعاية والدها وهو في غيبوبة على أثر أزمة قلبية أصابته، “فشعرت” عند دخولها إلى غرفته في صباح أحد الأيام أنه غادر جسده المادي. “لم يكن قد مات بعد لكنه لم يعد هنا بالنسبة إليّ. لم يبقَ منه سوى جسده. سخرت أختي مني عندما حدّثتها عن الأمر. في ذلك المساء، نمت أنا وزوجي في منزل ابي، وكان هو هناك إلى جانبنا. كنت أشعر بوجوده بوضوح إلى حدّ مخيف. في تلك الليلة، أصدرت أجهزة التدفئة ضوضاء مزعجة رغم اننا في فصل الصيف وانها لم تكن تعمل. وقد سمعها زوجي ايضاً. بعد بضعة أيام، توفيّ والدي.”

وفي السنوات التي تلت وفاته، عانت كلير من كوابيس مخيفة ورهيبة وكانت تستيقظ من نومها مذعورة ومقتنعة بأن ثمة رجل هنا في غرفتها. “لم أكن الوحيدة المقتنعة بذلك فزوجي متأكد هو أيضاً من أنه رآه عندما استيقظت وأنا أصرخ مذعورة.” وفي إحدى الليالي، فتحت عينيها ورأته بوضوح: “كان جالساً على الأرض بجانب سريري وهو يبتسم ويصفّر سعيداً. بدا وكأن النور يشعّ من جسده كما بدا أكثر شباباً مما كان عليه حين توفي. حدّقت فيه وحدّق فيّ وقلت له “لا تعد أرجوك فأنت تخيفني جداً.” ولم يعد مجدداً كما أني لم أعد اعاني من الكوابيس.”

يساعدنا الرهان على هذه الحياة الأخرى أحياناً على ألا نخشى أن نعيش. ومنذ أن “رأت” والدها، أصبحت كلير “تستمع إلى إشاراتها وغريزتها”. “قررت أن أنطلق عبر تصميم أغراض بدأت ببيعها، وجدت عملاً بعد أن فقدت الأمل. أشعر أني أقوى.”
الاعتقاد بوجود احبائنا الذين رحلوا لطيف ومطمئن”

وتسرّ بياتريس

البالغة من العمر 45 سنة “إنه نوع من الشرنقة الرائعة، إنه لمطمئن وجميل جداً أن نؤمن بحضور من فقدناهم. عندما كنت صغيرة، توفيت جدتي فيما هي ترعاني. بقيت لبعض الوقت وحيدة معها، حتى جاءت أمي لتصحبني. وفي مرحلة لاحقة، أصيبت إحدى الزميلات بسكتة دماغية أمامي فيما كنا نتحدّث. أعتقد أنّ التماس مع الموت جعلني أهتم بما يحصل من بعده. قرأت أعمال ستيفان اليكس بنهم، وأنا ازور بعض الوسطاء أحياناً. لا أشعر بأني متنوّرة، ولا أقوم بأي أعمال تبشير ولا أربط هذا بأيّ عقيدة دينية، لكن لديّ ملائكتي التي تحرسني وأنا واثقة من وجودهم من حولي، حتى أني أسمعهم أحياناً يتوجّهون إليّ بالكلام. هذا خفيّ وغير ملحوظ لكنه يجعل حياتي أسهل وأكثر خفّة. فلمَ أحرم نفسي من ذلك؟”

اقرؤوا الجزء الأول: كيف يثبت العلم أن هناك حياة بعد الموت ؟ (1)

اقرؤوا الجزء الثاني: دراسة علمية : سؤال متكرر يُطرح على الأشخاص بعد الموت ! (2)

التعليقات مغلقة.