العلاج النفسي عن طريق استرجاع ذكريات من حياتكم السابقة (3)

العلاج النفسي عن طريق استرجاع ذكريات من حياتكم السابقة (3)

هانس تيندام خبير معروف عالميًا. اختصاصه: العلاجات القائمة على استرجاع ذكريات من الحيوات السابقة. حاصل على شهادة في علم النفس والتربية من جامعة أمستردام، وهو المدير المؤسس لمعهد تاسو التعليمي، ومؤسس الجمعية الأوروبية للعلاج الاسترجاعي. ولقد نشر العديد من الكتب المرجعية منها استكشاف التقمص (1983)، والشفاء العميق والتحول (1989).

م. ج.: ما نوع الذكريات التي يستعيدها مرضاك؟

هـ. ت.: إضافة إلى حقيقة أنه من الممكن ببساطة استعادة الذكريات الشخصية، السيرة الذاتية – ذكريات الطفولة أو السابقة للولادة -، يجب أن نفهم أنه من الممكن أيضًا أن تتلاقى مع ذكريات أشخاص آخرين. كثيرًا ما يحدث أن نشعر أننا استعدنا ذكريات من الحياة السابقة في حين أن الأمر ليس كذلك: إما أنها ذكريات من حياتنا الحالية، أو أنها لا تخصنا وإنما الأمر عبارة عن توارد أفكار. في هذه الحالة، غالبًا ما يكون هناك تفسير شخصي عن سبب التلاقي مع هذه المعلومات أو تلك. قد تكون ذكريات عائدة إلى الأسلاف أو الأقارب، أو حتى إلى الأشخاص الذين مروا بتجارب مماثلة لتجاربنا. أنا نفسي قد استعدت قصصًا بدت مقنعة في البداية، ولكن تبين لي أنها ليست قصصي الشخصية. غالبًا ما يروي طبيب نفسي صديق لي قصة امرأة زارته لأنها تعاني من مشكلة غريبة في ساقها اليمنى. لقد كانت بالكاد تستطيع الوقوف ولكن الأطباء لم يتمكنوا من معرفة السبب. وخلال جلسة استعادة الذكريات تذكرت أن ساقها قد دهست بواسطة دولاب سيارة. أثناء تلك الذكرى كانت امرأة راشدة وتمكنت من معرفة أن المشهد قد حدث عام 1964. وفي نهاية الجلسة، أوضح لها الطبيب النفسي أن كونها ولدت عام 1952 يعني أنها لم تكن راشدة في ذلك الوقت. فقالت: “يا إلهي! لقد توفي والدي عام 1964 بسبب حادث سيارة!” وبعد التحقيق مع أقاربها، عرفت أن ساق والدها اليمنى قد دهستها سيارة. لذلك هذا لا يدل على حياة سابقة، بل على ذكرى عبر الأجيال أو تعلّق ما: قد يكون والدها المتوفي قد بقي متعلقًا بها. ولقد تمكنت تلك المرأة أن تعالج نفسها من ذلك الألم الغريب.

م. ج.: ماذا عن ذكريات الحياة السابقة؟

هـ. ت.: هذا هو المكان الذي ندرك فيه مدى أهمية التعامل مع الجسد. حين نغوص بعمق في أحاسيسنا المميزة، والمحددة، نرتبط بحقيقتنا الفعلية. وقد يحدث أن تكون طبيعة التجربة، والشعور بالذكريات التي تم استرجاعها، فريدة من نوعها. ولا يحدث ذلك دائمًا، ولكنه يحدث بشكل متكرر. ومن الصعب التعبير عن هذا النوع من التجربة بالكلمات، والأشخاص الذين اختبروها يشهدون على ذلك: إنهم يشعرون فعليًا أن الأمر يتعلق بهم، وأن ما يتذكرونه هو قصصهم “الخاصة”. إنه ليس فكرة أو اعتقاداً، ولكنها لحظة مختبرة وحقيقية. الأمر المؤكد هو أنني، بصفتي معالج نفسي، ألاحظ قوة وسرعة النتائج الناجمة عن هذا النوع من الذكريات. ولا أعتقد أنه بإمكاننا تحقيق هذا النوع من الشفاء بمجرد التخيل. أعتقد أنه من الممكن أن يكون هؤلاء الأشخاص قد استعادوا الذكريات الخاصة بهم والتي حدثت منذ زمن بعيد. بالطبع تثير هذه الفرضية أسئلة ميتافيزيقية (ماورائية) عميقة، وبخاصة حول بقاء “الروح” بعد الموت. ورغم أن لدي رأيي الخاص بي في هذا الموضوع إلا أنني لن أدخل في نقاش ماورائي هنا. فأنا معالج نفسي ولست فيلسوفًا. ومع ذلك، ومن خلال ممارسة عملي، لاحظت أمرين: من ناحية، إن استرجاع ذكريات معينة ذات طابع خاص يؤدي إلى علاجات فورية. ومن ناحية أخرى، غالبًا ما يحدث أن يرى بعض الأشخاص أنفسهم يحتضرون … ويستمرون في وصف ما يعانون منه، بعد “وفاتهم”، وصولًا إلى الحياة التالية! ومن واجبي كمعالج نفسي أن اتحقق من تجربة هؤلاء الأشخاص الذين هم في حالة استرجاع عميق.

الجزء السابق من المقال: العلاج النفسي عن طريق استرجاع ذكريات من حياتكم السابقة

 

التعليقات مغلقة.