لكل مزاج علاج : كيف يؤثر مزاجك على صحتك؟

نظام غذائي وأعشاب طبيّة: هذه هي قاعدة العلاج في كافة الثقافات والحضارات حول العالم! لكل مزاج علاج : كيف يؤثر مزاجك على صحتك؟

شكّل الطب بالأعشاب وحتى بداية القرن العشرين أساس الطب في كافة ثقافات وحضارات العالم (الأيروفيدا، الطب الصيني، الطب اليونانيّ، الشامانيّة…).

كان هذا بالطبع قبل أن يفرض الطب الكيميائي فكرة (وهي فكرة خاطئة) أنّ الجراثيم هي سبب كافة أمراضنا. وإذا صحت نظريّة هذا الطب:

كيف نفسّر أنّ حدة الإصابة بفيروس مثل كوفيد-19 تختلف من شخص إلى آخر؟

كيف نبرر حقيقة أنّ بعض الأشخاص لا تظهر عليهم أيّ أعراض فيما يحتاج البعض الآخر إلى الدخول إلى العناية المركّزة في المستشفى؟

في الواقع، عارض الطبيب الشهير أنطوان بيشامب طيلة مسيرته المهنيّة نظريّة باستور وأعلن على الملء:

“الجرثومة ليست بشيء، الأرضيّة (التي تتواجد فيها الجرثومة) هي كل شيء.”

وقبل وفاته، أقرّ باستور نفسه بأن بيشامب كان على حق!

إذا اتبعنا نظريّة المزاجات، لقلنا إنّ سبب الأمراض ليس الجرثومة في حدّ ذاتها بل اختلال التوازن في طباعنا.

وفي طب الأيروفيدا، نتحدّث عن عدم توازن في الدوشا.

إنهما مقاربتان تشيران إلى الأمر نفسه: علاج المريض بكليّته (الجسد+ الحالة العاطفيّة+ المحيط) بدلاً من التعامل مع العارض وحده.

أما أبقراط، أب الطب، فيرى أنّ “الشفاء المؤقّت بالأدويّة لا يعيد التوازن إلى المزاجات بحيث أنّ المرض يعود للظهور عاجلاً أم آجلاً، أو يبرز في مكان آخر من الجسم”.

نعرف اليوم أنّ أبقراط استلهم من طب الأيروفيدا ليؤسس الطب اليوناني! وأنّ وزارة الصحة الهندية AYUSH، أدرجته إلى جانب الايروفيدا في توصياتها الرسميّة.

كما أنّ الدراسات التي تثبت شدّة فاعليّة ونجاح هذه المقاربات ما زالت تتزايد في ما يتعلّق بعلاج:
  • ارتفاع ضغط الدم، التصلّب العصيدي والبواسير (أمراض تطال بشكل خاص الطباع الدمويّة)
  • قصور الغدّة الدرقيّة، السكري، الالتهابات التي تطال الطباع اللمفاويّة
  • الروماتيزم، التهاب الكبد والحساسية التي تطال الطباع الغضوبة بشكل عام
  • الأرق، الاكتئاب والنفخة التي تطال السوداويين

على الرغم من ذلك، لا يزال الكثيرون يعتمدون على الطب الغربي. وهذا مؤسف فعلاً حين نعلم

أنّ أنواع الطب القديمة لا تدعو إلا إلى التحلّي بحس سليم وببعض المنطق

لاستخدام الأعشاب الطبيّة وممارسة الرياضة والنوم وحسن التعامل مع المشاعر والانفعالات ومعرفة الذات والنظام الغذائي السليم أهميّة كبرى في كافة أشكال الطب التقليديّ.

إذن، إن كان طب الأيروفيدا يُعتبر “أب الطب كله”، فمن المطمئن أن نرى أطباء تقليديين آخرين مثل أبقراط يقولون الكلام نفسه إنما بكلمات مختلفة وحسب.

من ناحيتي، أنا مقتنع تماماً بطب الأسلاف، واعترف أني أميل أكثر إلى طب الايروفيدا لأنه الطب الرائد.

التعليقات مغلقة.