الطريقة السحرية لكي تدخل قلوب الناس بدون استئذان
الطريقة السحرية لكي تدخل قلوب الناس بدون استئذان
عندما تتحدث عن ذاتك، كن ايجابياً وواثقاً. لكن عندما تتحدث عن الآخر، فاتبع سياسة الإصغاء. وقبل اللقاء، إطرح على نفسك الأسئلة التالية:
- ما هو شغفه؟
- ما الذي أعرفه عن هذا الشغف؟
- ما الذي يمكن أن يعلّمني إياه عن عالمه؟
- ما هي آخر الأخبار في هذا المجال؟
- ما هي مشاعره واهتماماته وهمومه في الوقت الراهن؟
سأعطيك مثالاً.
التقيت نهار الخميس الفائت صديقة لي وهي محامية واعدة. وعلى الرغم من أن القانون يثير اهتمامي إلا أنني لا أفقه فيه الكثير، باستثناء ما يمكن أن نشاهده في الأفلام!
ولكي أتمكّن من إجراء حوار مثمر للطرفين، لجأت إلى الانترنت لأكتشف ما يتضمنه قانون الأعمال وهو عالمها. في بادئ الأمر، دخلت إلى موقع شركة المحاماة الباريسيّة التي تعمل فيها وراجعت المعلومات الواردة فيه عن الشركاء والمعاونين فيها، وتفحّصت تحصيلهم العلمي.
تساءلت كيف يمكن أن تشعر وهي الشابة الساحرة والمبتدئة في عالم متطلّب إلى هذا الحدّ.
شعرت بالفضول وأردت أن أعرف كيف تقضي يومها وحجم دوامها وما يحفّزها. استطعت أن أقرأ أنّ الشركة متخصصة في النزاعات التجاريّة، إعادة الهيكلة، الدمج-الشراء والاستحواذ المدعوم بقروض. وبما أنني كنت أجهل ما هو الاستحواذ المدعوم بقروض، شاهدت بعض الفيديوهات لأدرك أنها ترتيبات ماليّة معقّدة تسمح لشركة بشراء أخرى، عبر شركة وسيطة.
تساءلت عن التداعيات السلبية أو الايجابية التي تخلّفها هذه العمليات على الشركات وعلى المجتمع؟
ومع متابعتي للقراءة، عرفت المزيد ورحت أتساءل لما سمحت المصارف بالاستحواذ المدعوم بقروض على شركات تشهد هبوطاً في أسهمها مثل ناف ناف Naf-Naf وPages Jaunes؟ أو حتى ما هو النص القانوني الذي ينصّ على منح معاملة ضريبيّة تفضيليّة على الاستثمار في رأس مال الشركة القابضة التي تشتري؟ الخ…
أمضيت ساعة بأكملها وأنا أكتشف عالماً جديداً تماماً. هذه المعلومات القيّمة كلها أعطتني قواعد معجم مشترك يمكنني أن أنطلق منه لتبادل الحديث مع صديقتي، وسأتمكّن بفضله من التعلّم من تجربتها. سمحت لي هذه التساؤلات بأن أهتم بمسائل ومشاكل ما كنت لأطرحها من قبل.
وشعرت بأني متشوّق أكثر من ذي قبل كي أستمع إليها وهي تروي لي حياتها الآن بعد أن تمكّنت
من توجيه فضولي بدلاً من أن أتركه عارياً وسارحاً (أتحدث عن فضولي هنا). استطعت أن أضع إصبعي على التحديات الجديدة، في لب مهنة محاورتي وأن أشارك في حوار لطيف جداً فيما أنا أفهم ما يُقال لي وأطرح أسئلة ذكيّة وقيّمة للطرفين. عندما كوّنت مخزوني، استطعت ان أستفيد إلى أقصى حد من هذا اللقاء، بدلاً من أن أكتفي بتبادل أحاديث سطحيّة، وغير شخصيّة، عن الطقس وخلافه.
قلة من الناس تعتمد هذه المقاربة. وعندما تفعلون، ستتميّزون بسهولة عن الآخرين وسيتم تقدير جهودكم. لعل المثل الذي قدّمته مبالغ فيه بعض الشيء. يكفي أحياناً أن نتذكّر طبيعة عمل الشخص الآخر قبل لقائه، وما هي أعمار أولاده، وما هي الرحلات التي قام بها مؤخراً أو ما هي المتعة التي تشكّل نقطة ضعف لديه ويحلو له أن يستسلم لها غالباً.
التعليقات مغلقة.