الحياة بعد الموت: ما كان طبيب التخدير ليؤمّن حتى رأى لمحة عن الجحيم (4)
الحياة بعد الموت: ما كان طبيب التخدير ليؤمّن حتى رأى لمحة عن الجحيم (4)
كان لدى الدكتور راجيف بارتي الكثير من المرضى الذين أكّدوا أنهم رأوا أشياء غريبة أثناء خضوعهم لعمليات جراحيّة، لكنه لطالما اعتقد أنّ هذا الكلام لا معنى له، حتى اليوم الذي تم فيه تشخيص إصابته بسرطان البروستات واضطر هو نفسه للخضوع لعمليّة جراحيّة.
وفيما الدخان يتصاعد والأرواح المحترقة تصرخ من حولي، فكرت في كل ما أملك وكم أنّ هذه الأمور تافهة. لمَ أملك كل هذه الأشياء؟ لمَ أحتاج إلى منزل كبير بهذا القدر بحيث أننا نضطر للتواصل بواسطة هواتفنا الأيفون عندما نكون في أقسام مختلفة من المنزل؟
شعرت بالخزي والعار يتملكانني لكني أدركت أنّ الأوان فات على أن أتغيّر: فقد أُرمى في الهوّة المستعرة في أيّ لحظة لأحترق إلى الأبد.
بدا أنّ لا مفر أمامي لكني رحت أصلي رغم ذلك كي أحظى بفرصة أخيرة.
“إلهي، امنحني فرصة أخرى. أرجوك أعطني فرصة أخرى.”
وفي تلك اللحظة تقريباً، حظيت بفرصتي الثانيّة، على شكل آخر شخص توقّعت أن أراه: أبي. عرفته على الفور حتى وإن بدا أصغر بثلاثين سنة مما كان عليه عندما توفيّ.
أحاطني بذراعه وحاول تعزيتي، وكانت هذه المرة الأولى التي أتذكّر أنه لمسني فيها بمحبة وعطف. وسأكون صادقاً وأعترف بأني تراجعت إلى الخلف، فحتى في سن الثالثة والخمسين ما زلت أخشى أن يضربني أبي كما اعتاد أن يفعل كثيراً خلال طفولتي.
في تلك اللحظة، تذكّرت ذاك اليوم حين اكتشف أني هربت من المدرسة حيث ضربني يومها ضرباً مبرحاً بعصا الكريكت.
وفجأة، رحت أرى الأمور من وجهة نظره. إنّ أحلامه الخاصة بأن يحسّن حياته لم تتحقق فكان يضربني لأنه لا يحتمل رؤيتي أفشل في حياتي.
ما اكتشفته في فكر أبي لم يكن الكراهيّة بل الخوف، الخوف من ألا أستفيد من الفرص المتاحة لي ومن ألا التحق بالجامعة. أدركت أخيراً أنّ تسلّطه كان نابعاً من حبه لي.
وما يحصل الآن. أبي الظالم والقاسي والمستبدّ جاء لينقذني روحياً من الجحيم! نظرت في عينيه وامتلأ قلبي القاسي حباً.
لم يتفوّه بأيّ كلمة لكني عرفت وللمرة الأولى أنّ والده أيضاً كان يضربه كما اعتاد هو أن يفعل معي.
قال لي أبي “الغضب لا يأتي بشكل عام من حدث ما بل ينتقل من الأب إلى الابن. إذا عرفت هذا فيمكنك أن تضع حداً له؛ يمكنك أن تختار ألا تغضب. الحب البسيط هو أهم شيء في الكون.”
تساءلت إن كنت سأعود إلى أرض الأحياء. وإذا فعلت، فعليّ أن أركّز على الحب وأن أكسر حلقة الغضب في عائلتي.
راح المشهد يتغيّر: لاحظت أننا نمشي مباشرة في نفق. وسرعان ما راح يعجّ بأشخاص هم أسلافي الذين مدوا أيديهم إليّ على سبيل الترحيب.
تابعوا الجزء الخامس من المقالة.
التعليقات مغلقة.