دماغكم يقرأ شخصية الآخرين من ملامح وجههم في عُشر الثانية. كيف ؟
ثقوا بالانطباع الأول، فدماغكم يقرأ شخصية الآخرين من ملامح وجههم في عُشر الثانية. كيف؟ تعرفوا على ذلك عبر هذا المقال.
صورة شاملة عن الوجه وتحليل الشخصية
الرسم المورفولوجي
هو تحليل الشخصية الذي يتم عبر فك رموز ملامح الوجه. يربط المحلل النفسي بواسطة المورفولوجيا بين شكل الوجه والشخصية والمحيط.
بعد مراقبة الوجه، يتم اطلاع الشخص الذي خضع للتحليل على الاستنتاجات، فيكتشف هذا الأخير طبيعته العميقة، ودوافعه ومهاراته اللاواعية.
إنه عمل يقوم على المراقبة والملاحظة والاستنتاج والتحليل ويشبه في أسلوبه رسم الصور الشخصية الذي يقوم به الفنانون.
في الواقع، لا يمكن فهم الشخصية بشكل جيد إذا لم ننظر إليها في مجملها. والانسان مكوّن من مجموعة أو كتلة واحدة.
بالتالي، لا يصح أن نقلّص تعريف الشخص ونحدّه بشكل أنفه أو رقة ملامحه أو صلابة جسده.
وليكون لدينا صورة شاملة، يجب أن ننجح على سبيل المثال في اكتشاف عناصر الوجه التي تخفف وتهدئ ميلاً ما أو على العكس تماماً تفاقمه.
ولا تكون الصورة أو الرسم دقيقاً إلا بدراسة التأثيرات التي تمارسها مختلف أجزاء الوجه على بعضها البعض وعلى الشخصية بمجملها.
” أن نرى” على طريقة الفنانين
ما يسهّل وضع رسم مورفولوجي برأيي الشخصي هو الطريقة التي “نرى بها”. عندما نحلل رموز أو شيفرة وجه ما، من المهم أن نتدرب أو أن نتعلّم “أن نرى” على طريقة الفنانين.
تشرح بيتي ادواردز في كتابها “الرسم بفضل الدماغ الأيمن” أنّ الفنانين لديهم إدراك خاص للواقع. وهي تتحدث بشكل خاص عن القدرة على رؤية الأشياء “التي تدركها عين العقل”. وتشير أيضاً إلى أنّ هذه القدرة يمكن اكتسابها عن طريق التدريب.
“نحن نرى كيف تبدو الأشياء في مجالها وكيف تتجمّع الأجزاء لتشكّل كلاً”.
بيتي ادواردز
ويعتمد الدكتور لويس كورمان، مؤسس علم النفس المورفولوجي، مقاربة مماثلة.
وهو يتحدث عن التعبير عن “دور الحدس الذي يخدمه النظر”.
“دراسة الوجه يجب أن تكون أولاً في المجمل: يجب أن يتجه نظر المراقب، تماماً كالنحّات، إلى المجمل، وأن يدرك الخطوط العريضة، ونسب الأجزاء، وتوازن وتناغم الكل.”
لويس كورمان
الثقة بالانطباع الأول؟
عندما تراقبون وجه شخص ما لتحليله، أنتم لا تعرفونه في معظم الأحيان. بالتالي، ليس لديكم أيّ أحكام مسبقة.
في لحظة “اللقاء” المحددة هذه مع وجهه، تكون الحواس كلها ناشطة ولا يتدخّل الحكم بعد.
رؤيتكم أو نظرتكم لا تزال صحيحة.
إنه مفهوم “قاعدة 7%-38%-55%” الذي يستند إلى دراستين أجراهما الدكتور مهرابيان في العام 1967.
بعد مرور عُشر الثانية، تتغيّر النظرة لأن القسم المرتبط بالوعي في دماغكم محكوم بما مررتم به وعشتموه. وتتدخّل الأحكام والمشاعر ويمكن أن تعدّل رؤيتكم.
يمكن لتفسير الوجه أن يُحرّف عندها.
الصورة الشاملة
من حسن الحظ أن الطبيعة حسنة التكوين: فدماغنا يتمتع بقدرة رائعة.
إنه قادر على فهم الأشياء في مجملها، بفضل الرؤية الشاملة.
أتعتقدون أنكم قادرون على تركيز نظركم وانتباهكم على جزء واحد من الوجه؟
في الواقع، لا يرى نظركم جزءاً معزولاً عن الكل، والوجه لا يشكّل استثناءً لهذه القاعدة.
في كل نظرة، تجرون على الفور مسحاً للمجموع. وفي كل مرور خاطف، يجمع الدماغ ويسجّل كافة التفاصيل. بعد اجراء مسح للوجه، تعيدون تشكيله مع كافة عناصره لتتكوّن لديكم رؤية شاملة.
كونوا فضوليين، افتحوا عيونكم وتدربوا على أن تروا بطريقة مختلفة.
أرجو أن تثير قدرات العقل شغفكم بقدر ما تثير شغفي.
يسعدني أن أقرأ تعليقاتكم التي أنتظرها.
ترقبوا الجزء الثاني من المقال بعنوان: كيف تقرأون شخصية الآخرين من ملامح وجههم؟
لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
كما بإمكانكم متابعة صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك