لماذا نشعر بأن الوقت يمر بسرعة ؟ وكيف نبطئه ؟

مَن قال أننا لا نستطيع التحكم بالزمن؟ حتى ولو كان من المستحيل توقيف الوقت، من الممكن “إبطاءه” إن حاولنا العيش بطريقة معينة. تعرفوا معنا عبر هذا المقال لماذا نشعر بأن الوقت يمر بسرعة ؟ وكيف نبطئه ؟

بالتأكيد لاحظتم سابقاً كيف يبدو أن الوقت يمر بسرعة عندما نكبر. عندما كنا أطفالاً، كنا نشعر بالعام مثلا على أنه أزلي تقريباً ولكن عندما نكبر لا يتسنى لنا الوقت حتى نتفاجأ أن عيد رأس السنة قد اقترب.

إن كنت تبحث عما وراء السرعة في مرور الزمن، يقول المتخصصون إن السبب الوحيد لمرور الوقت بسرعة هو الروتين. الواقع أنه، عندما نكون شباباً، تخلق التجارب الجديدة علامات على مستوى الذاكرة مما يعطي أثراً أن الوقت أطول. لكن عندما نعيد الشيء نفسه عدة مرات، يعتبر الدماغ الحدث المكرر كذكرى واحدة، مما يعطي إنطباعاً أن الوقت ينكمش.

وفقاً للدكتور مارك ويتمان، أخصائي نفسي وباحث في مجال الزمن، الروتين يقتل ذاكرتنا في كل فترة من الفترات. وأضاف، أنه بحال لم يحدث أي حدث مهم، فلا يوجد شيء ليحفظه دماغنا والوقت يتقلص ذاتياً.

تشابه الأيام

أصبحت هذه الظاهرة على ما يبدو ملحوظة أكثر خلال جائحة كورونا. إذ تتشابه الأيام بالنسبة للذين يعملون من المنزل. المكان دائماً نفسه، ولا يوجد أشياء صغيرة تسمح بالخروج من الروتين مثل تناول الغداء في المطعم أو الخروج مع الأصدقاء.
ظاهرة تؤثر على الدماغ

وفقاً لويتمان، فكرة أن الأيام جميعها تتشابه أثرت حقا على أدمغتنا. على سبيل المثال، تحدث عن عطلة نهاية الأسبوع قبل الجائحة. إذ كان نهار العطلة سابقاً مكرس للشواء مع الأصدقاء. كنا نشرب ونأكل ونشاهد المباريات. والإثنين نعود إلى العمل بعد أن نكون قد استعدنا طاقتنا في نهاية الأسبوع. وخلال الجائحة، ألغي كل هذا طيلة أيام الأسبوع، نعيد الأشياء نفسها، ويقوم الوقت إذن بالتقلص.

كما يشرح ويتمان أن الوقت الذي يمر أسرع هو عملية عاطفية مما يتناسب مع وجودنا كمخلوقات. ويرى أن لدينا هذه الفكرة التي تقول إن الوقت خط مستقيم، ونستند إلى فكرة أن الوقت محدود. والإتجاه الوحيد الذي نذهب إليه ليس مكان مبهجاً لأنه يتعلق بالشيخوخة والموت.

Freepik License
بعض النصائح لإبطاء الزمن الذي يمر بسرعة كبيرة

على كل حال، حتى ولو كان من المستحيل توقيف الوقت، من الممكن “إبطاءه” إن حاولنا العيش بطريقة معينة.

  • كسر الروتين هو حتماً الأمر الأول. غير ممكن التهرب من واجباتنا المنزلية، لكن يمكننا تغيير الأمور. حسب الأخصائي النفسي لورين سايرو، فإنه حتى التغييرات الصغيرة من شأنها أن تخفف من سرعة الزمن. لا نحتاج أخذ إجازة أو الذهاب إلى مطاعم فاخرة، يمكننا مثلا التنزه في الحي أو شرب القهوة مع صديق في منتصف النهار. يمكننا أيضاً تغيير طريق الذهاب إلى العمل أو سماع أغاني جديدة كل يوم، أو حتى تعلم لغة جديدة، أو طهو صنف جديد.
  • يعتبر السفر أيضاً إحدى أفضل الطرق للتخفيف من سرعة مرور الوقت. إذ حتى قضاء نهاية أسبوع واحدة خارج المنزل يعطي انطباعاً أن الوقت يتباطأ. وفقا لويتمان، إن بقينا في منزلنا أمام التلفاز، سيمر الوقت بسرعة. لكن إن حضّرنا لنهاية أسبوع مع الأصدقاء، سيكون هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن يسجلها الدماغ وسيبدو الوقت أطول.
  • وللتخفيف من سرعة مرور الوقت، يمكننا أيضاً مراقبة الأشياء الجديدة بطريقة نشطة. إذ أن محاولة ملاحظة التغييرات الصغيرة في البيئة المألوفة تساعد الذاكرة على كسر الروتين.
    على سبيل المثال، إن كان لدينا نباتات، يمكننا متابعة نمو الأوراق. وإن كان لدينا حيوانات أليفة، يمكننا تعليمها حيلاً جديدة.
  • يمكننا أيضا إبطاء الزمن من خلال كتابة اليوميات. ونظرا لعدم إمكانية الدماغ حفظ جميع الذكريات التي تتكرر، يمكن أن تساعد كتاية اليوميات بهذه المهمة. عندما نكتب أفكارنا، أو مشاعرنا، أو ذكرياتنا بطريقة منتظمة، يمكننا الاحتفاظ بها قبل أن يمحيها دماغنا.
    وفقا لويتمان، تساعد كتابة اليوميات على تنمية ذاكرة سردية، ولكن أيضا الذاتية السردية. وأضاف، أثبت الباحثون أنه عندما نكتب يومياتنا لمدة معينة، يصبح الوقت أطول نسبياً.

على أي حال، بما أن سبب تسريع مرور الوقت هو الروتين، إذن ينبغي على كل أحد أن يعثر على النشاط الذي يسمح بكسر هذا الروتين. وفي نهاية العام، لن نندم لأننا أهدرنا الوقت على أشياء لم نعد نتذكرها حتى.

لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
كما بإمكانكم متابعة صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك

 

التعليقات مغلقة.