المرأة التي غيّر بكاؤها قواعد علم النفس
المرأة التي غيّر بكاؤها قواعد علم النفس
ما حصل لهذه المرأة التي تبلغ من العمر 65 عاماً أحدث صاعقة في عالم علم النفس.
كانت مصابة بمرض باركنسون، وكانت تستفيد من علاج من نوع جديد في مستشفى Pitié-Salpêtrière.
قرر الأطباء تحفيز مناطق من دماغها بتيار كهربائي.
في بادئ الأمر، حدث كل شيء كما كان متوقعاً. عثر الأطباء على منطقة الاتصال الصحيحة في دماغها وبدأت حالتها تتحسن.
لكن فجأة تحرك التيار الكهربائي بمقدار 2مم… وتبدل سلوك هذه المريضة بشكل مفاجئ.
توقفت عن الكلام، وأصبحت تجلس بمفردها وتنهار باكيةً. وعندما سألها الأطباء عما يجري، أجابت: لقد سئمتُ من العيش، هذا يكفي. لم أعد أريد أن أعيش، أنا أكره الحياة. كل ما نقوم به دون جدوى، أشعر بأنني عديمة الفائدة. أنا يائسة. لماذا تهتمون بشأني؟
بشكل غريزي، قام أحد الأطباء بقطع التيار الكهربائي. وبعد 90 ثانية، حدث أمر مذهل: عادت المريضة إلى سلوكها الطبيعي. عادت تبتسم وبدت مرتاحة تماماً.
هل تسبب التيار الكهربائي بكل هذه الأفكار الحزينة في دماغها؟
بشكل غير مباشر، نعم، هذا ما حصل.
ففي الواقع، حركت العملية عضلات الوجه والفم التي يتم تنشيطها عندما نبكي. وهكذا ، فقد أطلقت الكهرباء بشكل مصطنع الحالة التي نشعر بها عندما نشعر بالحزن.
وهذا هو الأمر الملفت: ما أبكى المرأة لم يكن فكرةً حزينة؛ ما أثار الأفكار المظلمة والانتحارية لدبها كان الشعور بأنها غير مرتاحة في جسدها والبكاء.
الخبر السار هو أن الظاهرة نفسها موجودة أيضاً فيما يخص الضحك والفرح، وهذا ما أثبتته تجربة مدهشة أخرى.
“لا، لكن أنظر إليك، أنت تبدو مضحكاً جداً”
هذه المرة، القصة عن مريض الصرع أ.ك. الذي رأى دماغه يتحرك كهربائيا.ً
في وضعه، لم يكن الهدف تحسين حالته، بل بالعثور على منطقة الدماع التي تسبب نوبات الصرع من أجل إزالتها بعملية جراحية.
لكن هذه المرة أيضاً، أثار هذا الإجراء ذهول الأطباء: بمجرد أن قاموا بتحفيز منطقة محددة جداُ قي الدماغ، كان ذلك يخلق لدى أ.ك ضحكةً من القلب وبصوت مرتفع. اكتشاف تم تأكيد صحته لدى جميع المرضى الآخرين.
والمثير للدهشة هو أن هذه الضحكة كان يليها على الفور “شعور بالبهجة والمرح”. حتى لو كان المرضى بالأساس بحالة مزاجية سيئة.
والأكثر إثارة للدهشة أنه: عندما سأل البروفيسور فريد الذي يقود التجربة المرضى عن سبب ضحكهم، أتصدقون ما كانت إجابتهم “لا أعرف، لكنني لا أستطيع منع نفسي من الضحك” (وقد كانت تلك الحقيقة).
الأمر لم يقف إلى هذا الحد، إذ أن البعض منهم كان لديه “سبب مقنع”! فقد أجابهم أ.ك: “لا. لكن أنظروا إلى أنفسكم، تبدون مضحكين جداً”. يتحوّل كل ما يحيط بهم فجأةً سبباً للضحك… بينما على العكس، فبالنسبة لإحدى المرضى في مستشفى Salpêtrière، تم الحكم على حياتها بأسرها فجأة بالسواد (بالحزن).
نظارات سوداء أو نظارات وردية؟
تكشف هذه التجارب إلى أي درجة نحن قادرون على تلقي الموقف نفسه بطريقة معاكسة. كما لو أننا نرتدي نظارات تشوه الواقع.
عند ارتداء النظارات السوداء، يصبح العالم مظلماً بشكل مفاجئ. الواقع الخارجي لم يتغير نهائياً، لكنه أصبح يبدو فجأةً وكانه لا يُطاق.
عند ارتداء النظارات الوردية، على عكس الحالة الأولى، يصبح ما يحيط بنا مصدراً لا ينصب للفرح وحتى المرح والضحك المبالغ به.
ربما قد راودكم من قبل هذا الشعور الغريب أيضاً.
في أيام محددة، تشعرون بأنكم ضعفاء في مواجهة أتفه المخاوف، كل شيء يبدو لكم مصدر قلق وتشاؤم. في أيام أخرى تشعرون بأنكم محصنين ومتفائلين، حتى في مواجهة أخطر المشاكل وأكثرها صعوبة وجدية.
قد يعود ذلك إلى اليوم… وقد يعود أيضاً إلى الأشخاص: فبعض الأشخاص بطبيعتهم يتمتعون بروح مرحة ومزاج سعيد للغاية، بينما آخرون يملكون طبعاً متشائماً بالفطرة.
لكن في كل الأحوال، فإن نوع النظارات التي ترتدونها يمثل دائماً انعكاساً لوضعكم الجسدي والعاطفي.
والخبر السار هو أنه من الممكن التوصل إلى تغيير هذه الحالة… دون أن يحرّك الأطباء خلايانا العصبية.
للتمكن من ذلك كل ماعليكم فعله هو تفعيل سلاحكم السري ضد الإكتئاب
لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا
كما بإمكانكم متابعة صفحة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك
التعليقات مغلقة.