كيف يثبت العلم أن هناك حياة بعد الموت ؟ (1)

تجربة الاقتراب من الموت، وسيط روحاني، ملاك حارس، شبح عزيز متوفٍ….

عديدون هم الذين يؤمنون بالحياة الأخرى. وهذا الايمان هو غالباً وسيلة للعيش بسلام أكبر وللتحرر من الخوف من الموت.
“عندما توفي أبي، وضعت أشياءً في تابوته لكني لم أخبر أحداً. بعدئذ، سألت وسطاء يقولون إنهم يتحدّثون إلى الموتى. فهل سيكتشفون ما هي هذه الأشياء؟” بهذه الكلمات يستهل ستيفان اليكس، وهو صحفي استقصائي، ومدير معهد الأبحاث حول التجارب غير الطبيعية، وصاحب العديد من المؤلفات عن الحياة الأخرى وإمكانية الحياة بعد الموت، كتابه الذي عنّونه الاختبار- Le test.

إذا لم يقتنع الأشخاص الأكثر تشكيكاً بما يبيّنه ستيفان اليكس، إلا أنّ أقل ما يمكن أن يقال عن بعض اللقاءات التي أجراها مع الوسطاء الروحانيين من أجل هذا “الاختبار” إنها تثير القلق والحيرة. تجدر الإشارة إلى أنّ الكتاب يحقق نجاحاً جماهيرياً باهراً، ما يُثبت إن كان ثمة حاجة لذلك، شغف الناس حالياً بالظواهر الخارقة، والوساطة الروحانية والبحث بشأن إمكانية استمرار الوعي بعد الموت.

وإن كانت هذه الأسئلة قد أثارت شغف الناس وولعهم في جميع الأزمنة، إلا أنّ مقاربتها الحالية تتميّز بأنها تستند إلى منهجية تدّعي أنها تقوم على أساس علميّ. وهذا هو الحال بالنسبة إلى ستيفان اليكس الذي لا ينفك يذكّر خلال مقابلاته أنه صحفي استقصائي، وإلى جان جاك شاربونييه، طبيب التخدير. ويبدو في المقام الأول أنّ هذه القناعة التي لا تناط بشيء أرضي، سواء بالنسبة إل الوسطاء الروحانيين أو إلى الشهود الآخرين، تساعدهم على العيش.

“ما من دليل على أنّ ما من شيء بعد الموت”

يروي ستيفان اليكس أنّ هذا كله بدأ بالنسبة إليه بعد موت أخيه المفاجئ إثر حادث سير في افغانستان. “فارق الحياة بين ذراعيّ. ومنذ تلك اللحظة، احتجت أن أفهم. فالمواضيع التي توصف “بالخارقة للطبيعة” لم أكن اعتبرها جديّة من قبل. بعدئذ، اكتشفت شهادات تثير الدهشة، فضلاً عن كتب وأبحاث تدور بشكل خاص حول الاقتراب من الموت. وعندما رحت استقصي، بدأت أدرك أمراً: “ما نعتبره حقيقة علمية ثابتة أيّ “ما من شيء بعد الموت”، لا يستند إلى أيّ دليل.”

يعمل ستيفان اليكس منذ عشر سنوات، وبدوام كامل على ما يصرّ على تسميته مهمة صحفية، فيقوم بجمع أقوال أشخاص مروا بتجربة الغيبوبة، وأشخاص اختبروا الاقتراب من الموت، وبإجراء مقابلات مع وسطاء روحانيين، ومع أخصائيين في الدماغ.
وإذا ما خطر لنا أن نتحدّث إليه عن ايمان أو معتقد: “لا علاقة للاالرويمان بالأمر. يمكن أن تكون المسألة أحياناً مسألة حدس، شعور تصعب ترجمته إلى كلمات، كما عندما “أحسست” مرات عدة بوجود أبي أثناء لقاءاتي مع الوسطاء الروحانيين من أجل كتابي. لكني لا “أؤمن” بالحياة بعد الموت: بل اكتسبت معارف تستند إلى وقائع.”

ويتابع كلامه قائلاً: “خلال تحرياتي، أعطاني بعض الوسطاء معلومات عن أبي، وطريقة وفاته، وبعض أفراد أسرتي، وقدموا لي تفاصيل محددة لا يمكن لهم أن يخمّنوها. كيف نفسّر ذلك إلا بواقع أنهم فعلاً على تواصل مع هؤلاء الأقارب الذين فارقوا الحياة؟”

تابعوا الجزء الثاني من المقالة : دراسة علمية : سؤال واحد يُطرح على الأشخاص بعد الموت !

تابعوا الجزر الثالث من المقالة: عندما نؤمن بالحياة بعد الموت، تصبح الحياة أسهل

التعليقات مغلقة.