قال الأطباء إنه رجل ميت … ولكنه قرر شيئاً آخر!
قال الأطباء إنه رجل ميت … ولكنه قرر شيئاً آخر!
كان كامل ينتمي إلى هذا النوع من الأشخاص الذي يحب الجميع أن يكونوا مثله. كان دائماً في مزاج جيد، وكان لديه دائماً شيء إيجابي ليقوله. وحين كان أحدهم يسأله كيف حاله، كان يجيب دائماً “في أفضل حال!”.
لقد غير وظيفته لعدة مرات وتبعه العديد من الموظفين. والسبب الذي كانوا يتبعونه لأجله هو شخصيته وطبعه: لقد كان قائداً بالفطرة. كان كامل موجوداً دائماً لمساعدة أي موظف يمر بيوم سيء على رؤية الجانب الإيجابي من الموقف.
ذات يوم ذهبتُ لرؤية كامل وسألته: “أنا لا أفهم… ليس من الممكن أن تكون إيجابياً طيلة الوقت. كيف تفعل هذا؟”
أجاب كامل: “كل صباح، أستيقظ وأقول لنفسي: “يا كامل لديكَ اليوم خيارين: يمكنك اختيار أن تكون في مزاج جيد أو سيء. وأختار أن أكون في مزاج جيد. في كل مرة يحصل معي شيء سيء، أستطيع أن أختار إما التصرف كضحية أو التعلم من التجربة. فأختار التعلم.
في كل مرة يأتي أحدهم كي يشتكي، يمكنني الموافقة على شكواه أو إظهار الجانب الإيجابي للحياة. فأختار أن أظهر له الجانب الإيجابي للحياة.”
فأجبته: – نعم بالطبع لكن الأمر ليس بهذه السهولة.
أجاب كامل: نعم الأمر ليس سهلاً. كل شيء في الحياة مسألة خيار. إذا قمت بتبسيط الأمور، ستعرف أن كل وضع او موقف يمكن تجزيئه إلى خيارات. تختار كيف تتفاعل مع كل موقف، تختار الطريقة التي يؤثر عبرها الآخرون على حالتك المزاجية، أنت من يختار أن يكون في مزاج جيد أو سيء. باختصار، أنت مَن تختار كيف تعيش حياتك.
فكرت لفترة طويلة فيما قاله لي كامل… لظروف تتعلق بالإقامة ومكان السكن فقدنا التواصل فيما بيننا أنا وكامل. لكنني كنتُ أفكر كثيراً به حين كان علي أن أتخذ خياراً.
بعد عدة سنوات، علمتُ أن كامل قام بشيء لا يجب أن يفعله أبداً. لقد ترك باباً مفتوحاً وذات صباح جاء ثلاثة لصوص مسلحين لسرقة شركته.
عندما حاول كامل فتح الخزنة وهو يرتجف خوفاً، انزلقت يده. شعر اللصوص بالذعر وأطلقوا عليه الرصاص. وجدوا كامل بسرعة، ونقلوه إلى المستشفى. بعد ثماني ساعات طويلة من الجراحة وأسابيع من التأهيل المكثف، خرج من المستشفى وبضع شظايا رصاص لا زال في جسده.
بعد ستة أشهر التقيتُ بكامل وحين سألته كيف حاله استمر باستخدام نفس الإجابة “بأفضل حال”.
عندما سألته عما دار في ذهنه يوم السطو، أجاب: “حين أصبتُ وسقطتُ أرضاً تذكرتُ أن لدي خيارين، إما أن أبقى على قيد الحياة أو أن أموت. واخترتُ أن أعيش.”
فسألته “ألم تشعر بالخوف؟”
واصل قائلاً: “كان الأطباء رائعين، استمروا بإخباري أن كل شيء سيكون على ما يرام. ومع ذلك، عندما أخذوني إلى غرفة العمليات، وحين رأيت التعبير على وجوههم، شعرتُ حقاً بالخوف. كان باستطاعتي أن أقرأ في عيونهم عبارة “هذا الرجل ميت …”. عرفت حينها أنه كان عليّ أن أتخذ قراراً”.
فسألته “ماذا فعلت؟”
أجاب كامل “حين سألني أحد الأطباء إذا كانت لدي حساسية اتجاه شيء ما. أخذتُ نفساً عميقاً وصرخت: – نعم، لدي حساسية من الرصاص! – وبينما كانوا يضحكون، قلتُ لهم: “أنا أختار أن أعيش، أجروا لي العملية كما لو أنني سأعيش، لا كما لو أنني ميت”.
نجا كامل بفضل الأطباء ولكن بشكل خاص بفضل موقفه المثير للدهشة. لقد علم أننا نحن من نختار كل يوم أن نعيش بشكل كامل أو لا. في النهاية، موقفنا من الوضع هو كل ما يهم.
أخيراً، في كل ما يتعلق بما أنت عليه، وما تشعر به، وكيف يراكَ الآخرون، وكيف تعيش، أنتَ وحدك مَن يتخذ القرار!
التعليقات مغلقة.