الحياة بعد الموت: ما كان طبيب التخدير ليؤمّن حتى رأى لمحة عن الجحيم (5)
كان لدى الدكتور راجيف بارتي الكثير من المرضى الذين أكّدوا أنهم رأوا أشياء غريبة أثناء خضوعهم لعمليات جراحيّة، لكنه لطالما اعتقد أنّ هذا الكلام لا معنى له، حتى اليوم الذي تم فيه تشخيص إصابته بسرطان البروستات واضطر هو نفسه للخضوع لعمليّة جراحيّة.
عرفت جدي الذي نظر إليّ نظرة فرح صرف. قال لي “الحب هو أهم شيء.” ثم اختفى هو وأبي بكل بساطة. أصبحت الآن في منتصف الطريق في النفق. وهنا مرّت حياتي بأكملها أمام ناظريّ. عشت تفاصيل كافة اللحظات الجميلة التي حصلت في طفولتي: عندما كانت أخواتي يعطينني السكاكر والشعور بحرارة الحب الذي أحاطتني به أمي.
ومرة أخرى، وصلتني رسالة بالتخاطر من العدم: “اللحظات البسيطة هي الأهم. كل اللحظات هي ذكريات ودروس لنا. إنها تبني الشخص الذي أنت عليه.”
بعدئذ، اقتربت من آخر النفق حيث رأيت نوراً يتلألأ أكثر من ألف شمس. استطعت أن أشعر بأنه يشدّني نحوه في حالة من انعدام الجاذبيّة لكني لم أحس بأيّ خشيّة أو خوف.
وقبل أن أتمكّن من بلوغ النور، ظهر في النفق شكلان ملائكيان. فاضت منهما طاقة قويّة فيما هما يطوفان فوقي وقدّما نفسيهما على أنهما حارساي: كبيرا الملائكة ميخائيل ورفائيل.
أودّ الإشارة هنا إلى أني هندوسيّ. بالتالي، لم أعلم سوى في وقت لاحق أنّ رفائيل هو ملاك المعالجين وأن ميخائيل هو حامي الناس والملاك الذي يفتح الأبواب.
اتخذ الملاكان شكلاً انسانياً إلا أنهما كانا يلمعان نوراً ويبدوان شفافين. كان في لون ميخائيل مسحة زرقاء وكان شعره طويلاً فيما أحاط برفائيل الذي وضع قبعة على رأسه لونها أخضر.
وفي لحظة، رفعاني وقاداني نحو النور الساطع أمامنا. وفيما نحن نقترب، وجدت نفسي فوق مرج أخضر تنتشر فيه الورود. جعلتني رائحة العشب والورود أشعر بالسعادة.
سافرنا على مستوى أعلى ومن ثم أعلى حتى أصبحنا محاطين بمشهد من النور الصافي. وشرح لي رفائيل أننا نُحاط في المستوى الأعلى بطاقة قويّة تتكوّن من حب وذكاء صافيين، وهو النسيج الداخلي لكل شيء في الكون.
وأضاف ميخائيل أنّ اليقظة (التنوير) تحصل عندما يدرك الشخص أنّ الحب موجود في كل مكان وأنه الشيء الوحيد المهم. لكن غالبية الناس لا يدركون ذلك إلا بعد أن يغادروا الأرض.
بعدئذ، أمسكاني من ذراعيّ وانتقلنا سريعاً نحو الأعلى، نحو كائن من نور، شكله أزرق فضيّ لا يبدو عليه إن كان ذكراً أم أنثى.
عندما غمرني بنوره الأزرق، شعرت وكأني مدثّر بغطاء من الحب الصافي. وخطر لي “لقد اتحدت مع الكون لنشكّل واحداً”. بدأ الكائن يتواصل معي بالتخاطر فقال “عليك أن تعيد النظر مرة أخرى في حياتك. من المهم أن تفكّر في التغييرات التي يتوجّب عليك القيام بها.” وتابع يقول إنه مقدّر لي أن أصبح معالجاً للنفوس، أن أساعد الأشخاص الذين يعانون من مشاكل كالإدمان والاكتئاب والآلام المزمنة.
تابعوا الجزء السادس من المقالة.
التعليقات مغلقة.