الصدمات العاطفية تؤثر على شكل الأنف. كيف تكتشفونها وتصححونها ؟

0

بعد أن تعرفتم في الجزئين السابقين من المقال على تفاصيل حول تأثير المشاعر والعواطف على شكل الأنف، من خلال تحليل شكل الأنف في صور كلٍ من سارة جيسيكا باركر ولويس دو فيناس وسيرج غانزبور وميريل ستريب وجيم كافزيال وكاثرين موريس. ستتعرفون عبر هذا الجزء على تأثير الصدمات العاطفية على شكل الأنف. وكيف تكتشفونها وتصححونها؟

ما الذي يحصل على الصعيد التكويني والوظيفي

يشرح الدكتور كورمان (مؤسس منهجيّة علم النفس المستند إلى ملامح الوجه) “آلية حدبة الأنف”:
ننطلق من جذر الأنف لنفهمها؛ إنّ خط ظهر الأنف موجّه نحو الأمام حتى الحدبة. احذفوا الحدبة وافترضوا أنّ الخط يُستكمل بشكل مستقيم إلى الأمام.

ما الذي سينتج عن ذلك ؟ يتجه الأنف بأكمله نحو الأمام كما في المتراجع الجانبي الهوائي.
لكن مع حساسية المنخارين المرهفة سيتعرض هذا الأنف للضربات والصدمات بشكل متواصل.
لويس كورمان

تؤدي الصدمة العاطفية إلى تراجع شديد في النصف السفلي من الأنف كما لو أنّ الشخص تلقى لكمة فعلية.

الصدمات العاطفية تؤثر على شكل الأنف. كيف تكتشفونها وتصححونها ؟(الصورة – اللايدي ديانا)

انظروا إلى “التراجع” على أنه تراجع غريزي للجسم الذي يتراجع وينغلق على ذاته كي يحفظ نفسه.
ولا تتحكّم الإرادة بهذا التراجع نحو داخل الذات. إنها حركة مطابقة تماماً للحركة التي نقوم بها لنسحب يدنا حين نتعرض لحرق ما.
ولهذا السبب، تعتبر حدبة الأنف علامة ما نسميه الضربات التي تعرّضنا لها على المستوى العاطفي.

(الصورة- جوليا روبرتس)

ولتوضيح الصورة أكثر، إن كان لديكم هذه الحدبة على الأنف، فثمة شخص أوليتموه الثقة التامة وراهنتم عليه لكنه خذلكم إما لأنه توفى وإما لأنه أخفى حقيقة طبيعته.
تشير حدبة الأنف إلى أنّ الاندفاع الشغوف نحو الآخر قد كُبح بشكل عنيف.

نفسياً: انطواء على الذات

(الصورة- مورغان فريمان)

يُجابه النمو العاطفي بالصدّ، فينطوي الشخص على نفسه…
يعود النموذج الأصلي (المتراجع الجانبي الهوائي) ليفرض سيطرته باستمرار. ولا ينفك يطلب من الحياة أن ترضي حاجته العاطفية ولا ينفك يعاني من خيبات الأمل.
لويس كورمان

تصبح الحياة الداخلية الملجأ عندما نعاني من الحزن والكبت إلا أنه عالم مضطرب من جراء اجترار الجرح.
أما الشغف المكبوت في داخل النفس فيصبح أقل اتقاداً ولا يظهر إلى الخارج بقدر ما كان يفعل في السابق، حتى أنه يصمت نهائياً وقد يبدو للآخرين على أنه هدوء وبرودة.

على ايّ حال، ينتج عن هذا حساسية قلقة في ما يتعلق بالعواطف والانفعالات. وتتميّز العلاقات بميل إلى القلق والخوف العاطفي.
أما الحياة الداخلية فتتملكها الشكوك التي تظهر أحياناً على شكل غيرة.

اخفاء حدبة الأنف

لا خلاص من حدبة الأنف على حدّ علمي. لكن، إن كان محيطنا، خلال مراحل حياتنا، مناسباً لتفتح واشباع عواطفنا، فستصبح أقل بروزاً. وفي بعض الحالات، يؤدي “إطلاق المشاعر وعدم كبتها” وليس التفتح العاطفي إلى تخفيف حدبة الأنف.
لاحظت هذه الظاهرة عندما حللت نفسية ماتا هاري انطلاقاً من ملامح وجهها.
ففي الصورة المحفوظة لدى الشرطة (أيّ في نهاية حياتها)، كانت الحدبة بالكاد ظاهرة.
وهذا الاستنتاج مذهل للغاية لأنّ الحدبة كانت بارزة إلى حدّ كبير في أوج مجدها.
قارنوا ما بين الصورتين أدناه.


في السجن، ما من مكان للعذابات العاطفية. وكل قلق عاطفي هو معاناة غير ضرورية لأنّ همّ ماتا هاري الوحيد هو البحث عن حلّ لإنقاذ حياتها، ما تطلب منها تجنيد طاقتها كلها لهذه الغاية.
هذا هو التفسير الوحيد الذي أجده منطقياً ومقبولاً.

دور الإدراك

(الصورة- جون لينون)

خلال التحليل النفسي انطلاقاً من ملامح الوجه، قد يتمكّن الشخص من اكتشاف الصدمة العاطفية التي تسببت بظهور الحدبة لديه.
ويسمح هذا الاكتشاف بإدراك حقيقة أنّ الحدث يعود إلى الماضي.
إذن، إنّ فهم آلية المسألة واكتشاف سبب ظهور حدبة الأنف هما فرصة للخروج من الحلقة المفرغة للقلق العاطفي عموماً، ولتجنّب تعرّض الأنف مجدداً للأذى خصوصاً.

لهذا، من الممكن على سبيل المثال أن نتدارك بشكل متعمد تبعات القابلية للتأثر بالبيئة المحيطة بنا.
مما لا شك فيه أننا لا نستطيع أن نحول دون وصول الانطباعات والأحاسيس إلينا وتشبّعنا بها ولا نستطيع أن نمنع أجسادنا من تركها تؤثر فيها من دون مقاومة، بما انّ هذه المسألة غير واعية.
لكننا نستطيع من ناحية أخرى أن نكبح ردود أفعالنا وتجاوبنا مع الاغراءات الخارجية (كلام، مواقف، تصرفات، أفعال) عندما نرى ذلك مفيداً.

ماذا عن الجراحة؟

تُعتبر إعادة تشكيل الأنف حلاً كي تختفي حدبة الأنف.

يقوم التدخّل الجراحي على إعادة تشكيل الأنف عبر تغيير شكله وحجمه لأسباب وظيفية أو جمالية.
إذا لم يتكبّد الطبيب الجراح خلال المعاينة قبل العملية، عناء دراسة مدى توافق “الأنف الجديد” مع شخصية المريض وتناغم بنيّة وجهه، فأخشى ان تعود الحدبة للظهور أو أن يؤدي ذلك إلى تبعات على الصعيد النفسي.

هذا منطقي: إذا اكتفينا “بمحو” الحدبة، فيما المشاعر والانفعالات لا تزال محاصرة وعاصفة (بنية المنخارين الرقيقة)، فستترك الصدمات العاطفية الأثر نفسه على المدى الطويل.

بمعنى آخر، سينطوي الأنف على نفسه مجدداً في حركة تراجع عنيفة.
يسمح التحليل النفسي انطلاقاً من ملامح الوجه، إذا ما تمت الاستعانة به، للجراح بأن يقارب الجراحة التجميلية للأنف بطريقة مغايرة أيّ باستباق التغييرات على الصعيد النفسي. كما يقدّم مساعدة قيّمة لمواكبة المريض خلال مرحلة تغيّر صورته ولمساعدته على ايجاد نفسه.

اختارت بعض الشخصيات المعروفة أن تنشر في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي صوراً “أُخضعت لبرنامج فوتوشوب لتعديلها” حيث تم محو الحدبة. وتتميّز هذه الخطوة بالقدرة على التحكّم بصورتهم أمام الناس والمجتمع من دون أن يضطروا إلى اجراء أيّ تعديل على وجوههم.

الجزء الأول من المقال: شكل أنفكم يفضح مشاعركم وصدماتكم العاطفية

الجزء الثاني من المقال:كيف نقرأ مشاعر الناس وعواطفهم من شكل أنفهم

لمتابعة المزيد من المقالات المشابهة يمكنكم زيارة موقع حياتنا

أو صفخة الفيسبوك: أفكار تغير حياتك

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.