دراسة تكشف: جسدكم يعلم متى يقترب الموت، وكلّ شيء يبدأ من الأنف
يُعتبر الجسم البشري جهازاً معقّداً للغاية، ويصعب فهمه. ما زال العلماء حتّى الآن يحاولون أن يستوعبوا كيف يشتغل ولماذا بعض الأشياء تعمل وبعضها الآخر لا. ما زلنا لا نستطيع أن نعرف من أين تأتي المشاعر والأحاسيس، ولماذا نحن كما نحن.
هناك عنصر آخر ما زال لغزاً حتّى الآن وهو الوقت الذي يسبق الموت. متى يقترب الموت؟
يشير العديد من الأطباء إلى أنّ المرضى كانوا يدلون بتعليقات متشابهة قبل موتهم.
يبدو أنّ المرضى كانوا يعلمون أنّهم سيموتون قبل حتّى أن يعرف الأطبّاء ذلك. لدرجة أنّ مؤشّراتهم الصحية قد تتحسّن وقد يعتقد الطبيب أنّ هناك تغييرات، ولكنّ المرضى يدركون سلفاً أنّ النهاية قريبة.
غالباً ما يودّع الأشخاص الذين يمتلكون حاسة سادسة أحبّاءهم قبل الموت. يبدّأ هؤلاء الأشخاص بالتصالح مع أعدائهم القدامى ومعالجة العلاقات التي تحتاج إلى إصلاح لكي يتمكّنوا من الرحيل دون أن يتركوا وراءهم أموراً عالقة.
هذا ليس أمراً متداولاً جدّاً، ولكن من الشائع أن نشعر بموتنا قبل أن يحدث. إنّه لأمرٌ مخيف بعض الشيء، ولكنّه جيّد، لأنّ فرصة توديع أحبّائنا تبقى متاحة.
قد يجادل بعض الأشخاص أنّه من المستحيل معرفة متى وفي أيّة ظروفٍ سنموت، وأنّ “توديع” الأشخاص قبل الموت هو مجرّد صدفة. تمّ إجراء بحثٍ في كليّة علم النفس، جامعة كنت، سلّط الضوء على احتمال كشف الأشخاص لموتهم عن طريق حاسة الشم.
قام أرنود وايزمن Arnaud Wisman، الذي كان يدير هذا البحث، بتحليل جسدٍ بشريّ خلال عمليّة الموت. واتّضح أنّه عندما يموت الشخص، يتحلّل جسده ويفرز العديد من الروائح خلال هذه العملية. البوتريسين putrescin هو إحدى تلك الروائح، التي تنتج عن عملية التحلّل. لا يعرف البشر هذه الرائحة بشكلٍ واعٍ، أو لا يلاحظونها، ولكنّ العقل الباطن يتعرّف عليها ويعلم أنّ النهاية تقترب.
أجرى أرنود وايزمن العديد من الإختبارات مستخدماً رائحة البوتريسين putrescin والأمونياك والماء. تعرّض المشاركون لروائح مختلفة، ثمّ تمّ بعد ذلك فحص ردّات فعلهم.
ربط المشاركون البوتريسين putrescin بالمشاعر السلبية، مع أنّه لا يعرف أيّ منهم هذه الرائحة. ولكن لم يربط أيّ مشتركٍ رائحة البوتريسين putrescine بالموت أو الخوف. هذا لأنّ عقلنا الواعي لا يدرك صلة الوصل، ولكنّ عقلنا الباطن يُدركها.
تُعتبر هذه الدراسة التي تمّ إجراؤها في في كليّة علم النفس، جامعة كنت، جزءً من سؤالٍ أكثر شمولاً يواجه العديد من العلماء. فقد تمّ إجراء العديد من الأبحاث التي أظهرت وجود رابطٍ بين المشاعر والروائح. على سبيل المثال، يمكن أن تشعرنا بعض الروائح الناعمة بالخوف والتوتر.
إذاً، عندما يتواجد أحد أحبّائكم في المستشفى أو عندما يكون ببساطة مريضاً، ويطلب رؤيتكم، خصّصوا الوقت لزيارته.
لربّما كنت نهايته قريبة وأراد فقط أن يودّعكم للمرّة الأخيرة. فإذا فاتتكم هذه الفرصة، سوف تندمون لبقية حياتكم.
نشكر مشاركتكم هذا المقال مع العائلة والأصدقاء.
التعليقات مغلقة.