كيف تعالج نفسك من الصدمات النفسية (ومن اضطراب ما بعد الصدمة) (3)

إذا لم تخفّ أعراض الصدمة النفسيّة أو إذا ما تفاقمت، وإذا وجدت نفسك عاجزاً عن قلب صفحة الماضي ونسيان الحدث لفترة طويلة، فلعلك تعاني من اضطراب ما بعد الصدمة.
إن كانت الصدمة النفسية رد فعل طبيعي على حدث يسبب الاضطراب، فإنها تتحوّل إلى اضطراب ما بعد الصدمة إذا ما أصبح الجهاز العصبي “مغلقاً” وبقيت في حال صدمة نفسيّة، غير قادر على إعطاء معنى لما حدث أو على التعامل مع مشاعرك.

إليك ما يمكن أن تفعله:

أطلب الدعم والمساندة

إن كنت لست مجبراً على التحدّث عن الصدمة في حدّ ذاتها، فإنه من المهم أن تجد شخصاً ما يمكنك أن تشاركه مشاعرك وجهاً لوجه، شخص يصغي إليك بانتباه من دون أن يطلق عليك الأحكام.

شارك في نشاطات اجتماعية، حتى وإن كنت لا ترغب في ذلك
قم بنشاطات “طبيعية” مع أشخاص آخرين، نشاطات لا علاقة لها أبداً بالتجربة الصادمة التي عشتها.

جدد علاقاتك مع أصدقائك القدامى

إذا ابتعدت عن علاقات كانت مهمة بالنسبة إليك في الماضي، فابذل بعض الجهد وتواصل مع هؤلاء الأشخاص من جديد.

انضم إلى مجموعة دعم للناجين من الصدمات

يمكن للتواصل مع أشخاص آخرين واجهوا المشاكل نفسها أن يساهم في تخفيف شعورك بالعزلة كما يمكن لسماع كلام الآخرين وحديثهم عن تجربتهم للخروج من الصدمة أن يلهمك في رحلة شفائك الخاصة.

تطوّع

يمكن للعمل التطوّعي أن يشكّل وسيلة ممتازة لمواجهة الشعور بالعجز الذي يترافق غالباً مع الصدمات، فضلاً عن أنك تساعد الآخرين عند قيامك بمثل هذا العمل.

اعقد صداقات جديدة

إن كنت تعيش وحيداً أو بعيداً عن أسرتك وأصدقائك، فمن المهم أن تعقد صداقات جديدة. تابع دروساً ما أو انضم إلى أحد النوادي لتقابل أشخاصاً يشاركونك الاهتمامات نفسها.

نظّم أو عدّل جهازك العصبي بنفسك

مهما كنت مضطرباً أو قلقاً أو فاقداً للسيطرة على نفسك، من المهم أن تعرف انك تستطيع تعديل نظام التوتر لديك وأن تهدأ.
وهذا لا يساعدك على تخفيف القلق المرتبط بالصدمة وحسب بل يثير لديك أيضاً شعوراً عظيماً بالسيطرة.

ماذا عليك أن تفعل:
التنفّس الواعي

إن شعرت بأنك مشوّش، مرتبك أو منزعج ومستاء، فعليك بممارسة التنفّس الواعي الذي يشكّل وسيلة سريعة لتهدئتك. يكفي أن تأخذ 60 نفساً، مع تركيز انتباهك على كل زفير.

الشعور الحسيّ

هل من مشهد ما أو رائحة معيّنة أو طعم معيّن قادر على أن يهدئك بسرعة؟ أو هل يمكن لمداعبة حيوان أو الاستماع إلى الموسيقى أن يسكّن قلقك سريعاً؟
اسمح لنفسك بأن تشعر بما تشعر به حين تشعر به
اعترف بمشاعرك حيال الصدمة عندما تظهر وتقبّلها.

عليك أن تعتني بصحتك
هذا صحيح: فالجسم السليم يمكن أن يزيد من قدرتك على مواجهة الضغط النفسي الناجم عن صدمة ما. إليك بعض العادات التي ينبغي أن تعتمدها:
أكثر من النوم

بعد التعرّض لتجربة صادمة، يمكن للقلق أو الخوف أن يسببا خللاً في عادات النوم لديك. لكن نقص النوم الجيد يساهم في تفاقم أعراض الصدمة ويزيد من صعوبة الحفاظ على توازنك العاطفي.

تجنّب الكحول والمخدرات

يمكن لتعاطي هذه المواد أن يفاقم أعراضك وأن يزيد من شعورك بالاكتئاب والقلق والعزلة.

اعتمد نظاماً غذائياً صحيّاً ومتوازناً

إنّ تناول وجبات صغيرة متوازنة على امتداد النهار سيساعدك في الحفاظ على طاقتك ويقلل من تقلّبات المزاج لديك. تجنّب المأكولات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر أو تلك المقلية واستهلك الكثير من دهون الأوميغا-3 كالسلمون والجوز والصويا وبذور الكتان كي تحسّن مزاجك.

قلل من الضغط النفسي

جرّب تقنيات الاسترخاء مثل التأمل أو اليوغا أو تمارين التنفّس العميق. خصص وقتاً للنشاطات التي تُشعرك بالفرح مثل هواياتك المفضّلة.

اقرؤوا الجزء الأول: الصدمة النفسية : 12 إشارة إلى أنك مصاب باضطراب ما بعد الصدمة (1)

اقرؤوا الجزء الثاني: اضطراب ما بعد الصدمة : ما هو تأثيره عليك وعلى من حولك ؟ (2)

التعليقات مغلقة.