كيف تحولون حياتكم العادية (والمملة!) إلى حياة غير عادية؟

فلنحوّل كل ما هو عادي إلى أمر استثنائي وغير عادي

في الحياة، أمامنا خياران:
  • إما أن نعتبر أن لا شيء استثنائي، وأننا نعيش في تفاهة وسخافة
  • أو أن نعتبر أن كل شيء رائع واستثنائي
شاهدوا الروعة في كل شيء

عندما تشاهدون الأمور في الحياة من هذا المنظور، تعززون رفاهيتكم وسعادتكم. لأنه عندما نرى الروعة في كل شيء، نعيش في عالم من الإعجاب والفرحة التي تحيط بنا والتي تعيش داخلنا. لا يجب أن ننتظر حصول أمر عظيم لنشعر بالإعجاب، بل علينا أن نجعل كل ما نراه ونعيشه أمراً غير عادي وعظيم.

يمكن أن يساعدنا تمرين النمو الشخصي الذي يتطلب تدوين جميع أفراحنا ومتعتنا اليومية، على امتلاك هذه الرؤية. تسمى هذه القائمة- أو الرسالة في حال اخترنا كتابة رسالة بدلاً عنها- بقائمة الامتنان. يتحلى الامتنان بقوة عظيمة. هو يسمح لنا بإدراك جميع التفاصيل الصغيرة التي نعيشها والتي لم نكن لنشعر بأهميتها لو لم نكتبها أو نعبر عنها.

لأننا غالباً ما نجد السعادة في التفاصيل الصغيرة:
  • متعة احتساء قهوة الصباح
  • متعة قراءة كتاب ممتع، أو مشاهدة فيلم رائع
  • ومتعة تلقي الابتسامة…

كل شعاع نشعر به من أشعة الشمس، أو قطرة مطر تهطل علينا، قد تكون مصدر سعادة كبيرة إذا اخترنا رؤيتها بهذه الطريقة. يحدث ذلك لعدة أسباب، ولكن أهمها هو أنها تعني أننا أحياء، وبالتالي يمكننا الاستمتاع بهذه اللحظات!

وهي ليست مجرد فرصة، بل هي أيضاً سعادة خالصة. نحن نمتلك هذه الهدية، هذه القوة المذهلة للشعور! إذا كنا صادقين، يجب أن ندرك أننا جميعاً شديدو الحساسية. نحن لا نتحلى بالعاطفة المفرطة لأنها شيء آخر كلياً، وإنما بالحساسية الشديدة.

ما الفرق؟ العاطفة ، كما يوحي اسمها، مرتبطة بالعواطف التي تمر من خلالنا. بشكل عام، هي تشير إلى صعوبة في إدارة عواطفنا. من ناحية أخرى، ترتبط الحساسية بالمشاعر. هي تدل على قدرتنا على الشعور واستخدام حواسنا الجسدية والروحية. سنذكركم بالحواس الروحية (التخيل ، الحدس ، العاطفة ، الوعي ، الإلهام).

كلما طورنا هذه الحساسية، كلما أصبحنا أكثر وعياً بحالة وجودنا. يتميز الكائن بعدة جوانب:

  • حقيقة كونه على قيد الحياة،
  • وحقيقة تحلّيه بالمشاعر،
  • حقيقة ارتباطه بكائنات أخرى،
  • وحقيقة كونه كتلة من الطاقة …
تطوير الجانب الإستثنائي

إن رؤية كل شيء من حولنا وكل ما نحن عليه بشكل استثنائي ليس أمراً فطرياً بالضرورة. بل علينا أن نتعلمه. يأتي ذلك إلينا أولاً من خلال تربيتنا، ثم من تجاربنا، أكثر من الاستبطان.

علينا أن ندرك أن رؤيتنا للأمور، وبالتالي عقلنا، هو من يدير كل ما يحدث في حياتنا. إذا كان عقلنا يحول كل الأمور إلى أخرى استثنائية، سيصبح كل شيء كذلك. أما إذا كان يقوم بالعكس، فيصبح كل شيء سخيفاً وتافهاً.

من المهم أن نفهم أن حياة كل منا تافهة واستثنائية في آن واحد. يمكن أن نكون كلاهما بانتظام. لأن كل شيء يعتمد على منظور كل شخص. ولكن حياتنا ملكنا وحدنا، ولا يجب أن نكترث ما إذا كان الآخرون يعتبرونها استثنائية أم لا. هي لا يجب أن تكون كذلك إلا بالنسبة إلينا. نحن وحدنا من نمتلك القدرة على تغيير حياتنا.

إذن، كيف لنا أن نطوّر هذا الجانب؟ وما السبيل إلى تطوير هذه الحالة الذهنية والوجودية؟

تعزز رسالة أو قائمة الإمتنان ذلك. من خلال تدوين جميع الجوانب الإيجابية لكل يوم نعيشه، سوف ندرك بمرور الوقت أن حياتنا تخفي الكثير من السعادة والفرح. دعونا لا ننسى أن الأمر يتعلق في الغالب بالتفاصيل. لا تترددوا في إعادة عيش يومكم من البداية في أذهانكم، لتلاحظوا كل التفاصيل التي لو لم تكن موجودة لكنتم قد شعرتم بغيابها. في النهاية، ستجدون الكثير منها. وفي يوم من الأيام، سترون كل هذه التفاصيل دون الحاجة إلى تدوينها لأنكم ستلاحظونها على الفور وستشعرون بالامتنان الذي يصاحبها فوراً.

عندها، ستلاحظون تغيراً كبيراً داخلكم وفي حياتكم: ستصبح أكثر جمالاً، وستكون استثنائية!

في هذه اللحظة، ستفتخرون بذاتكم وبالحياة التي تعيشونها.

التعليقات مغلقة.