قصة “الساحر والخروف”: كيف يتلاعب بنا الآخرون بدون أن ندري!
قصة “الساحر والخروف” تظهر قدرة الآخرين على التلاعب لإخضاعنا من أجل مصلحتهم.
ستجعلكم هذه الحكاية ترون بعض علاقاتكم بطريقة مختلفة جداً!
هل فكرتم من قبل كيف يمكن للتلاعب بالكلمات والمواقف أن يُضرّ بحياتنا ويبعدنا عن أحلامنا وأن يضعنا حتى في مواقف سيئة جداً؟
بقدر ما نعجز دوماً عن إدراك التلاعب من الوهلة الأولى، بقدر ما هناك أشخاص قادرون (بشكل غير متعمد أو لا) على “إبهارنا وسحرنا” بخطابهم وسلوكهم، ويمكن أن نتحوّل إلى “فريسة سهلة” إذا لم نتنبّه دوماً لما يقولونه.
اخترنا لكم حكاية تتعلّق بهذا الموضوع وسنوردها في ما يلي؛ إنها حكاية الساحر والخراف التي تُظهر كيف تغيّرت حياة هذه الحيوانات كثيراً بعد أن “سحرها” الساحر.
اقرأوا واكتشفوا الرسالة القويّة التي تنقلها لنا هذه الحكاية!
“الساحر والخروف”
في مرج وسط غابة كبيرة، يعيش ساحر مع قطيعه الكبير من الخراف. وقد اعتاد أن يختار كل يوم أحد الخراف ليأكله. ومع مرور الوقت، أدركت الحيوانات ما يجري ودبّ الذعر بينها.
وفي محاولة منها لإيجاد حلّ للإفلات من الذبح، تفرّقت الخراف المذعورة في أنحاء الغابة، ما اضطر الساحر لأن يبذل الكثير من الجهد كي يجمعها من جديد.
وأحسّ الخروف الذي تم اختياره في ذلك اليوم ليشكّل وجبة الطعام بما سيحصل له فراح يقاوم بشكل يائس، ويطلق صيحات عالية جداً إلى حدّ أرعب الحيوانات الأخرى. وبعد أن أدرك الساحر أنه الخاسر في هذا الوضع، قرر أن يبتكر حيلة ذكيّة.
تحدّث إلى الخراف كلها كي “يسحرها”، وجعلها تعتقد أنها مخلوقات أخرى. وقال لأحدها: “أنت لست خروفاً، أنت شخص مثلي. لا داعي لأن تخاف لأنني لا أذبح وآكل إلا الخراف، لكنك الانسان الوحيد في هذا القطيع ما يعني أنك صديقي المقرّب.”
وسأل الخروف الثاني: “لمَ تهرب مني مثل الخراف الأخرى؟ أنت أسد وليس لديك ما تخشاه. أنا لا أقتل سوى الخراف وأنت حليفي.”
وقال للخروف الثالث: “اسمع، أنت لست خروفاً بل ذئب. ذئب أحترمه. أنا سأستمر كما في السابق في ذبح خروف من القطيع كل يوم إلا أنّ الذئب، صديقي المقرّب، ليس لديه ما يخشاه.”
إذن، تحدّث إلى كل واحد منها ليقنعها بأنها ليست خرافاً بل حيوانات مختلفة تماماً.
بعد هذا الكلام، تغيّر سلوك الخراف وراحت ترعى بهدوء ولم تعد تركض هرباً في أنحاء الغابة من جديد. وعندما ذبح الساحر خروفاً آخر، خطر لها: “حسن، لقد ذبح خروفاً آخر وأنا الأسد، الذئب، الانسان، الصديق المقرّب للساحر، ليس لديّ ما أخشاه.”
واعتاد حين يعقد النيّة على ذبح أحدها، أن يسير نحو الخروف المختار ويقول له كلاماً كالتالي: “مرحباً يا صديقي المفضّل، لم نتحدّث سوياً منذ وقت طويل، رافقني إلى حديقتي إذ أحتاج لأن أستشيرك بشأن قطيع الخراف.” وكانت الحيوانات تتبعه على الفور. وهنا، كان يسأل الضحايا عن الأحوال في القطيع فتبوح له الضحية بكل شيء بسرور قبل أن يذبحها الساحر. وبما أنّ الموت يأتي بشكل مباغت وفوري، لم يكن يتسنّى للخروف أن يدرك ما يحصل له.
نجحت خطة الساحر بشكل رائع، فقد رفع تقدير الذات لدى كل واحد من الخراف فتوقّفت بالتالي عن التفكير المتواصل بالموت الوشيك، وراحت تستمتع بالحياة، ما جعل لحمها ألذ وأشهى.
مع مرور السنين، نجح الساحر بسهولة في أن يقتني قطيعاً ضخماً ولعل الأمر المثير للاهتمام هو أنّ الخراف الأخرى بدأت تساعده. وإذا استطاعت بعض الخراف الذكيّة جداً أن تفهم خطّته، سارعت الخراف الأخرى أو بالأحرى “الأسود والذئاب والبشر”، أصدقاء الساحر المقرّبون، إلى إعلامه بهذا السلوك الغريب فيعمد في اليوم التالي إلى أكلها بكل سرور!
المغزى من هذه القصة
يمكن أن تبدو هذه الحكاية بعيدة جداً عن واقعنا، لكننا سندرك إذا ما فكّرنا فيها جيداً أننا كنا خرافاً في لحظة معيّنة، حين سمحنا لأشخاص آخرين بأن يقنعوننا بالقيام بأشياء من المفترض أنها من أجل مصلحتنا إلا أنها لم تفعل شيئاً سوى أنها ألحقت بنا الأذى.
تُظهر الحكاية تحديداً كيف يمكن للكلمات والأكاذيب أن تدمّرنا وكيف أنّ الأذى يأتي غالباً بطريقة مقنّعة. احفظوا هذه الفكرة في قلوبكم وفكّروا جيداً قبل أن تتركوا كلام الآخرين يؤثّر فيكم كثيراً.
التعليقات مغلقة.